هل تحتاج مِصر إلى ثورة إسلامية؟

25 نوفمبر 2014
+ الخط -

هل مشاركة الحركات الإسلامية في الانتخابات البرلمانية في مُجمل أقطار المشرق العربي بمثابة سياسة احتواء لتيارات الإسلام السياسي؟ وهل أكدت التحولات والأحداث السياسية الأخيرة، بعد انقلاب 2013 في مصر، وما تَبِعَتهُ من ارتدادات، استحالة تمكين الحركة الإسلامية من زمام المؤسسات السيادية الفاعلة، وعدم السماح لها بممارسة دور سياسي فاعل؟ وهل كان من الأفضل عدم المشاركة في تلك الانتخابات وشبيهاتها، مُنذ ثمانينيات القرن الماضي؟ وما هي مآلات ذلك؟
وهل منحت هذه المشاركة الأنظمة المستبدة والتيارات الفاشية، التي تدور في فلكها، مرونة وقدرة على الحركة داخل النسيج المجتمعي والثقافي والاقتصادي لشعوب المشرق العربي؟ وهل أسهمت مشاركة الحركات الإسلامية، في أجزاء من الحياة السياسية، في تمزيق أواصر التقارب بين التيارات الإسلامية المتجانسة، وأضعفت من مصداقيتها لدى الشارع؟ وهل اعتُبِر سَماحُ النُظم العربية المُترَهِّلة للحركة الإسلامية بالمشاركة الجزئية زَورَق نجاة وتدعيم شرعية، وتفعيل هياكل تلك النُظم الفاقدة للدعم والزخم الشعبي، ومنحها القدرة على اختراق مجتمعاتها؟
وهل تم السماح للحركات الإسلامية بالمشاركة بهدف احتواء أجواء ومناخات التأثر الشعبي العربي، بعد ما حدث في إيران من ثورة إسلامية محافظة، مُنذ نهاية سبعينيات القرن الماضي؟ وبالمناسبة، يُمثل ذلك التاريخ البداية الرسمية لسياسة احتواء الحركات الإسلامية في المشرق العربي.
وهل أتاحت هذه المشاركة للحركات الإسلامية قدرة على التَحرك والتفاعل وتحقيق سياساتها وتصوراتها أفضل مما كانت عليه، قبل مشاركتها السياسية المُقيدة؟ إذن، من هو الرابح ومن الخاسر؟ وهل يمكن للحركات الإسلامية وامتداداتها الفكرية أن تُصَحِّحَ مساراتها الثورية، وتترك مجمل العملية الديمقراطية الشكلية، وتتفاعل مع الشارع العربي وحراكِه؟
وهل يمكن أن تُمثل شعارات الثورة الإسلامية بديلاً عن تلك المسميات، من قبيل مدنية الدولة؟ وهل شعارات الثورة الإسلامية، إذا ما تم رفعها، ربما تُعيد حيوية بداية ثورات الربيع العربي؟ وهل يُمكن أن تُدخلنا في موجة ثورية جديدة؟ وهل يمكن أن تُعيد من جديد أجواء ووجدانيات الصحوة الإسلامية مُنذ عُقود؟ وبالمناسبة: افتقدنا تلك الأجواء مُنذ سنوات.

BE72FBDD-86B0-4A1B-8C54-D24FE17CFE05
BE72FBDD-86B0-4A1B-8C54-D24FE17CFE05
ممدوح بري (فلسطين)
ممدوح بري (فلسطين)