هل الشهادة الجامعية تعني نجاحاً وظيفياً؟

21 فبراير 2015
همهم يتركز على الحصول على الشهادة (Getty)
+ الخط -
كثير من الطلاب ينتسبون إلى الجامعات اليوم، في مختلف بلدان العالم، ومعظم همهم يتركز على الحصول على الشهادة التي تخولهم الدخول إلى سوق العمل. فاكتساب المعلومات والمهارات والمنهجية والقدرة على الفهم والتحليل والاستنباط، كلّها تأتي في الدرجة الثانية من اهتماماتهم. حتى أنّ البعض لا يهتم بها أساساً.

من جهته، يشير موقع "بغ ثينك" العلمي إلى أنّ الأميركيين بالذات لديهم عقدة الشهادة تلك. فلا يهتمون بالعملية التعليمية بقدر اهتمامهم بها. وهنالك اعتقاد سطحي لديهم، أنّ حامل الشهادة هو، وبشكل آلي، شخص مؤهل مهارياً على أكمل وجه.

وفي هذا الإطار، تكشف أرقام الدراسة الوطنية لعامي 2013- 2014 الصادرة عن مجلس المساعدة على التعليم، والتي شملت 32 ألف طالب في 169 معهداً وجامعة أميركية، أنّ 40 في المائة من الطلاب فشلوا في التخرج مع مهارات التفكير اللازمة لسوق العمل العصري.
كما تشير دراسة حديثة صادرة عن مركز "هارت"، إلى أنّ هنالك عدم ارتباط واضحاً ما بين احتياجات الشركات وجهوزية خريجي الجامعات.

أما ما يفتقده هؤلاء فهو، في غالب الأحيان، القدرة على التكيف، والابتكار، وطرق أبواب الحلول، ورسم الخلاصات، واتخاذ القرارات. وبكلمات أخرى، كلّ ما كان يجب أن يحصّلوه خلال دراستهم الجامعية، بينما كانوا ينتظرون ورقة الشهادة التي يرصعّون بها حائط غرفهم.

يشير التقرير إلى أنّ هذه الحقيقة ساخرة، فالنظرة العامة تفترض أنّ الدخول إلى الجامعة يعني التعلّم. لكنّ جيل اليوم، في ما يبدو، مبرمج فقط على المنهج الدراسي وارتباطه بجدول العلامات ومن بعده الشهادة الجامعية. فيمكن لأبناء هذا الجيل أن يبرعوا في الجامعة ويتفوقوا على مستوى العلامات، لكنّ تفوقهم ذاك لن يترجم إلى تفوق بعد التخرج.

هذا الأمر يشير بالتأكيد إلى مسؤولية المناهج الدراسية عن هذا القصور، وعدم ملاءمة المتخرجين لسوق العمل. ويقود بالتالي إلى سؤال خطير: كيف أصبحت الشهادة الجامعية دليلاً على التفوق المهني؟ ببساطة لأنّ التعليم الجامعي قبل 50 عاماً كان مقتصراً على فئة أقل بكثير من اليوم. فبدلاً من أن ينظر المجتمع للطالب على أنّ "لديه طموحاً لدخول الجامعة، وطموحه سيفتح له أبواب مجالات أخرى"، اعتبروا أنّ "الشهادة الجامعية لا بدّ ستشكل مفتاحه الذهبي للنجاح في الحياة".
المساهمون