هل استفادت كرة القدم من التغييرات الخمسة واستراحة الشرب؟

23 يوليو 2020
يعد الريال أقل أندية الليغا استخداماً للتغييرات (دييغو سوتو/Getty)
+ الخط -

شهد الدوري الإسباني لكرة القدم، مثل بقية المنافسات الكبرى، تغييرات استثنائية في آخر 11 جولة من المسابقة بسبب جائحة كورونا، وأبرزها التغييرات الخمسة والاستراحة بمنتصف كل شوط، والآن بعد انتهاء الموسم يمكن الحكم على هذه التغييرات إن كانت مفيدة ويمكن استمرارها، أم يتوجب التخلص منها.

وعادة لا يحب الجمهور والخبراء التغييرات الطارئة والغريبة في قوانين الرياضية، لعدم التأثير على متعتها وتقاليدها، لكن قرار زيادة التغييرات من ثلاثة إلى خمسة نال استحسان الجميع، بعدما تم اعتماده من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وجرى تطبيقه في جميع المسابقات الكروية في العالم، التي عادت إلى استئناف نشاطها الرياضي.

وفي منافسات "الليغا" تعين على كل فريق خوض 11 مباراة خلال 39 يوماً، بعد توقف اللعب لنحو ثلاثة أشهر بسبب الوباء العالمي، ووسط درجات حرارة مرتفعة بعد تمديد الموسم، لذا كان من المثالي اللجوء لخمسة تغييرات لتجنب الإرهاق البدني والإصابات لدى لاعبي أندية الدوري الإسباني.

واستغل جميع المدربين هذا التعديل، ووفقا لأرقام صحيفة "ماركا" الإسبانية، كان يجرى 88.9 تبديلا من إجمالي 100 في كل جولة، وكان الأكثر استغلالاً للتغييرات ناديي إشبيلية وليفانتي (متوسط 4.9)، بينما كان البطل ريال مدريد الأقل استخداما للتغييرات بواقع 4.

عادة لا يحب الجمهور والخبراء التغييرات الطارئة والغريبة في قوانين الرياضية

 

 أما عن تأثير التبديلات التي أجريت في مواجهات الدوري الإسباني الماضي، الذي انتهى قبل عدة أيام، فقد جاء 48 هدفاً من لاعبين بدلاء عقب استئناف الموسم، ونجح 6 لاعبين في هز الشباك بعد نزولهم في التبديل الرابع أو الخامس، بنسبة 12.5 بالمئة من أهداف البدلاء.

كما ساهم بشكل عام البديل الرابع أو الخامس، الذي نزل في المواجهات التي خاضها في الدوري الإسباني بموسم 2019/2020،  في 2.3 بالمئة من إجمالي الأهداف في 110 مباريات في آخر 11 جولة من عمر المسابقة المحلية، التي انتهت قبل عدة أيام.

ولم يكن تأثير البدلاء على مستوى الأهداف فقط، حيث قدّم البدلاء أيضاً 27 تمريرة حاسمة لزملائهم في المواجهات القوية التي جمعتهم بمنافسيهم، فيما جاءت 4 تمريرات حاسمة من البديل الرابع أو الخامس، واللذان تمت إضافتهما على العدد الرئيسي بعد استئناف الدوري الإسباني، الذي توقف لمدة طويلة بسبب فيروس كورونا.

وبرؤية عامة ساهم التعديل الذي تم اعتماده بقاعدة التبديلات في 10 أهداف فقط، بنسبة 3.9 بالمئة، بما يوحي بأن التبديل الرابع والخامس لم يترك بصمة كبيرة بلغة الأرقام، لكنه كان مفيدا لإراحة اللاعبين، الذين واجهوا ضغطاً كبيراً بسبب كثرة المواجهات في أيام قليلة بالدوري الإسباني.

ومن المستجدات الأخرى منح راحة قصيرة في الدقيقتين (30، و75)، من عمر الموجهات، لالتقاط الأنفاس وشرب المياه لمدة دقيقتين من قبل نجوم أندية الليغا، فيما انتقد البعض هذا الإجراء بداعي أنه يتسبب في انخفاض إيقاع اللعب، كما أن تعليمات المدربين في هذا الوقت قد تربك اللاعبين.

كرة عالمية
التحديثات الحية

وتشير الأرقام إلى أن 35 هدفاً من إجمالي 257 هدفا جاء بين الدقيقتين 31 و45 (بنسبة 14 بالمئة)، مقابل 66 هدفاً بين الدقيقتين 75 و90 (بنسبة 26 بالمئة)، استطاع نجوم الدوري الإسباني تسجيلها في الموسم الماضي، الذي انتهى بتتويج ريال مدريد باللقب للمرة الـ34 في تاريخه.

وبشكل عام جاء 40 بالمئة من الأهداف بعد الاستراحة القصيرة، لكن النسبة كانت مماثلة تقريباً قبل عصر فيروس كورونا، حيث كانت تأتي 16 بالمئة من الأهداف بين الدقيقتين 31 و45، و24 بالمئة من الأهداف بين الدقيقتين 75 و90.

ولا يبدو أن هذه المستجدات أحدثت تغييرا كبيرا على أرض الملعب، لكنها كانت مفيدة لاعتبارات بدنية وصحية لفترة مؤقتة، ولا توجد نية على الأرجح للإبقاء عليها مستقبلاً في الدوريات الكبرى، التي تستعد فيها بعض الأندية للموسم المقبل، فيما تواصل الأخرى العمل على إنهاء المسابقات المحلية.

المساهمون