هلع في أسواق ليبيا

01 ابريل 2016
سوق في ليبيا (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت أسواق العاصمة الليبية طرابلس حالة هلع، عقب دخول حكومة الوفاق الوطني، حيث أقبل المواطنون على شراء السلع بكثافة لتخزينها تخوفاً من تطور الأحداث الجارية وحدوث مواجهات مع حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة، خالد الغويل، التي تمارس أعمالها من مقرها في طرابلس.
ولاحظ مراسل "العربي الجديد"، في جولة ميدانية أمس، زحاماً كبيراً في الأسواق، والمصارف القليلة التي فتحت أبوابها، في ظل حالة قلق واسعة من المواطنين بسبب غموض الموقف وتوقعات اندلاع مواجهات مسلحة على خلفية التطورات الأخيرة.
وأكد مواطنون لـ"العربي الجديد"، ارتفاع أسعار السلع إلى الضعف في ظل الطلب الكبير ونقص المعروض.
وفي سوق المهاري بالقرب من وسط العاصمة وفي ظل زحام شديد، التقت "العربي الجديد"، المواطنة فاطمة محمد، وهي تجر عربة ممتلئة بالسلع الغذائية، حيث قالت إن إطلاق النيران في الهواء البارحة تسبب في نشر حالة من الخوف والهلع، ما دفعنا إلى شراء كميات كبيرة من السلع الضرورية لتخزينها خوفاً من تطور الأحداث.
وأشارت إلى ارتفاع سعر كيلو السكر إلى دينارين ونصف (الدولار = 1.40 دينار) بدلاً من دينار ونصف قبل أسبوع.
وأوضح المواطن خالد الورفلي، أن الأوضاع الأمنية غير مطمئنة في ليبيا بشكل عام وفي طرابلس تحديداً نتيجة الصراعات المستمرة حتى بعد دخول حكومة الوفاق، ما يهدّد بحدوث كارثة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والتي ستزداد في حالة عدم اتفاق الأطراف المختلفة.
وتحظى حكومة الوفاق الوطني التي تم تشكيلها، أخيراً، برئاسة فائز السراج، برعاية ودعم دوليين، إلا أن مشكلات تواجهها عطلت بدء عملها، على الرغم من دخولها العاصمة، أول أمس، حيث هدّدت حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خالد الغويل، ومقرها طرابلس، بالتصعيد في حالة عدم مغادرة حكومة السراج.
ويواجه الاقتصاد الليبي مجموعة من المصاعب، خلال الفترة الأخيرة، بسبب الاضطرابات السياسية وتصاعد الصراع المسلح.
وحسب إحصائيات رسمية، انكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في ليبيا إلى حوالى 25% في عام 2015، عقب تسجيل هبوط نسبته 24% في عام 2014، وتدهورت جميع المؤشرات الاقتصادية مما أدى إلى تفاقم الأزمات المعيشية.
وشهدت المصارف التجارية بالعاصمة، أمس، ازدحاماً شديداً على الرغم من إغلاق معظم المصارف بسبب شح السيولة النقدية والاضطرابات الأمنية، وتمنح المصارف نحو 200 دينار فقط للمواطن يومياً.
ويقول المواطن ناصر المصلح من أمام مصرف شمال أفريقيا، لـ"العربي الجديد"، إنه ينتظر لساعات طويلة أمام المصرف ولا يستطيع، منذ أسبوع، التحصل على ودائعه.
ويؤكد المواطن علي بن عثمان، لـ"العربي الجديد، أن المواطنين يقومون بتخزين العملة في منازلهم نظير عدم الثقة في الجهاز المصرفي والزحام الشديد.



المساهمون