بينما يحاول اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، تقليل الهزائم التي تمنى بها مليشياته وبالأخص جنوبي العاصمة طرابلس وبالغرب الليبي، على يد القوات التابعة لحكومة الوفاق، يواصل كذلك تلقي الضربات وهذه المرة من واجهته السياسية بالشرق الليبي، رداً على محاولاته المتواصلة للاستيلاء على السلطة.
وفي التطورات الميدانية، أعلن الجيش الليبي، مساء الأربعاء، تدمير 10 آليات مسلحة تابعة لمليشيا حفتر، وسيطرته على "تمركزات مهمة" في محوري الأحياء البرية والكازيرما، جنوبي العاصمة طرابلس، وفق بيان نشره المكتب الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة للجيش، على "فيسبوك".
Facebook Post |
وجاء في البيان "قواتنا البطلة دمرت 10 آليات مسلحة لمليشيا حفتر الإرهابية، وسيطرت على تمركزات مهمة ومتقدمة في محوري الأحياء البرية والكازيرما، جنوبي طرابلس".
ويقع محور الكازيرما والأحياء البرية، شمال مطار طرابلس الدولي القديم، جنوبي العاصمة، وفق وكالة "الأناضول".
أما على صعيد التطورات السياسية، فالتقى رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي ليبيا، عقيلة صالح، مساء الأربعاء، قادة بمليشيا حفتر، في اجتماع كان لافتًا غياب الأخير عنه.
وقال مجلس نواب طبرق، في بيان عبر صفحته على "فيسبوك"، إن صالح التقى بمدينة القبة كلا من عبد الرازق الناظوري، وصقر الجروشي، ومحمد السنوسي، وخيري التميمي.
Facebook Post |
والمذكورون قيادات في مليشيا حفتر، التي تنازع الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، في البلد الغني بالنفط.
وأضاف المجلس أن المذكورين تقدموا بالتهنئة لصالح، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأطلعوه على "مستجدات الأوضاع الميدانية، وآخر التطورات العسكرية في كافة أنحاء البلاد".
ومُنيت مليشيا حفتر، في الفترة الأخيرة، بهزائم عديدة على أيدي القوات الحكومية في مدن الغرب الليبي حتى الحدود مع تونس، ومحيط طرابلس.
ويأتي غياب حفتر، عن هذا الاجتماع في ظل خلاف مستمر مع صالح، منذ إعلان مجلس نواب طبرق، في 25 مايو/ أيار الجاري، رفضه إعلان حفتر تنصيب نفسه حاكما على ليبيا، وإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015.
وبحسب ما أوردته وكالة "الأناضول" تتردد أنباء عن أن صالح، وباعتباره وفق ما يسمي نفسه "القائد الأعلى للقوات المسلحة" في إشارة لمليشيات شرق ليبيا، يخطط لتعيين الناظوري خليفة لحفتر، كقائد لتلك المليشيات.
من جانب أخر، جددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الأربعاء، دعوتها لوقف إطلاق النار في ليبيا، واستئناف المحادثات السياسية من أجل التوصل إلى تسوية.
وقالت ميركل في كلمة متعلقة بالسياسة الخارجية، ألقتها بمؤسسة "كونراد أديناور" في العاصمة برلين، إن الوضع في أفريقيا، لاسيما التطورات في ليبيا ستظل "قضايا هامة" بالنسبة لحكومتها.
وأضافت: "التطورات في ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة تظهر أن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار في البلاد، شرط التزام الأطراف بخطة وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الأمم المتحدة والعودة إلى طاولة المفاوضات".
في السياق نفسه، أبدى وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، الأربعاء أسفه لـ"سَوْرَنة" النزاع في ليبيا، داعياً طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات. وبحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس" قال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ "الأزمة تزداد سوءاً لأنّنا - وأنا لست خائفاً من استخدام الكلمة - أمام (سورنة) لليبيا".
وطالب لودريان باحترام اتفاق برلين المبرم في يناير/ كانون الثاني والذي ينصّ على العودة إلى وقف لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية.
وقال "يكفي تنفيذه (الاتفاق)، ومن ثم احترام حظر (الأسلحة المفروض على ليبيا)، وبعدها انسحاب القوات الأجنبية" من هذا البلد.