أثار أول عرض أزياء نسائي بالمدينة المنورة، موجة غضب كبيرة لدى مواطنين سعوديين، عمّت وسائل التواصل الاجتماعي، زاد من حدّتها تقرير بثته قناة "الآن"، تتخلله لقطات لعارضات أزياء يرتدين ملابس جريئة، ورجال حاضرين في الفعالية.
ونظمت العرض شركة Different Style، المتخصصة بتنظيم الفعاليات والمؤتمرات، في 2 مارس/ آذار في فندق المريديان، بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، دعماً لأطفال التوحد.
وتضمن تقرير قناة "الآن"، مقتطفات من تمايل عارضات على منصة العرض مع تغني المذيع بأجسادهن، ولقاءات مع بضع شخصيات، بينهن عارضتا أزياء تحدثتا عن حلمهن الذي تحول أخيرًا إلى واقع، حيث أكدت وجدان، أن شغفها بعالم الجمال ابتدأ بانجذابها لوضع مستحضرات التجميل وانتقاء الأقمشة، في حين أكدت بتو، أن العرض جعلها تشعر بقوتها، ومقدرتها على تحقيق طموحها.
بدوره قال عادل بابكير، المستشار الإعلامي والمدير العام للجهة المنظمة، في التقرير: "هي تجربة جريئة وجميلة جدا من الشابات السعوديات، طبعا بناتنا السعوديات دخلن كل المجالات، الطائرات، الاختراعات، الأشياء التقنية، واكبن كل الحيثيات الموجودة عندنا، والآن ما هي غريبة عليهن نشوفهن عارضات أزياء أيضاً، ومصممات"، في حين قال الدكتور عبد العزيز الحافظي، سفير النوايا الحسنة وممثل مركز طارق للتوحد: "مرضى التوحد جزء من فلذات أكبادنا، ولا بد الواحد يتوجه لهم، سواء كانوا من رجال الأعمال، الشخصيات الاجتماعية، مصممي ومصممات الأزياء، هذه تعتبر بادرة طيبة".
وانتشر التقرير بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، وعبروا عن غضبهم واستيائهم من الفعالية وطريقة تغطيتها، عبر الوسم #عرض_أزياء_في_مدينة_الرسول، حيث اعتبر إبراهيم بن عطالله الأمر إساءة للرسول (ص) وإهانة لحرمة المدينة المنورة، مدعيًا أن وراءها مؤامرة تهدف للنيل من السعوديين، وقال: "باختصار ما يحصل من عبث في مدينة المصطفى وبجواره وفي كافة مدن الحجاز هو وجود فئة قليلة تتصدر المشهد جذورهم من مجتمعات أخرى غير محافظه وهؤلاء لا يريدون الاندماج مع المجتمع الأصلي بل يريدون فرض ثقافة مجتمعاتهم الأصليه غير المحافظة وأنها تمثل حاضرة الحجاز".
وطالبت همسة بمحاسبة المسؤولين عن تنظيم الحفل، وقالت: "ظاهرة فعل خير وبَاطِنَة مخالفة للشرع وتغريب للمجتمع وتعر وتمايل وكلمات تخالف الشرع، فعل نرفضه جملة وتفصيلا. من سمح بمثل هذا الفعل المشين في مدينة رسول الله ﴿ﷺ﴾ . أرجو محاسبة القائمين عليه ومنعه بتاتاً".
وتداول ناشطون صور تغريدة، نشرها عادل بابكير، قبل أن يغير خصوصية حسابه على "تويتر" مخفيًا جميع منشوراته عليه، وقال: "بخصوص ظهور الفتيات إعلاميًا، بغض النظر عن مدى رضاي، أنا منعت المذيع من إظهارهم بطريقة تخالف الشرع، في اللقطات المعروضة، لم أكن على علم بأن العارضات لم يرتدين الحجاب". وأكد أن الجهة المنظمة كانت حريصة على تطبيق الضوابط الإسلامية، متهمًا القناة بعدم المهنية، والتسبب بحالة الغضب الجماهيري الكبيرة، عبر بثّ لقطات غير موجودة في الحفل.
وكتب هيثم الأنصاري: "يجب محاسبة #قناة_الآن فالاعتذار غير كاف وغير مقبول وبثها صور مفبركة وملفقة وتشويه صورة ومكانة #المدينة_المنورة مدينة الرسول والمجتمع السعودي غير مقبول وغير مبرر أبدا".
وأدت الضجة التي أحدثتها الفعالية والتقرير، إلى تحرك الجهات الرسمية في السعودية، حيث ورد في تغريدة نشرتها "إمارة المدينة المنورة" على صفحتها الرسمية على "تويتر": "وجه صاحب السمو الملكي الأمير #فيصل_بن_سلمان أمير منطقة #المدينة_المنورة، الجهات ذات العلاقة بالتحقيق حول ما بثته إحدى القنوات الفضائية عن إقامة عرض أزياء- على حد وصفها -وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد المخالفات إن وجدت، ومحاسبة المتسببين وفق الأنظمة والتعليمات".
وزعمت قناة "أخبار الآن"، أن التقرير الذي عرض في 5 مارس/ آذار، أعدّه يامن مصباح، أحد الصحافيين المتعاونين معها في المملكة العربية السعودية، والذي "أخطأ عن غير قصد، بوضع مشاهد غير ذات صلة بعرض الأزياء الذي أقيم في المدينة المنورة، معتذرة من جمهورها عن سوء الفهم".
وأضافت في منشور على صفحتها في "فيسبوك": "نؤكد أن الصحافي المتعاون معنا والمصور الذي كان يصطحبه لم يدخلا القاعة أثناء العرض، وأن التصوير تمّ بعد خروج الحضور وخلو القاعة. ونود الإشارة بأن شاشة تلفزيون الآن وصفحاتها الإلكترونية مفتوحة ومتاحة للمنظمين لهذا الحدث للحصول على مزيد من التوضيح وحقهم في الرد".
يذكر أن قناة "أخبار الآن" لم توضح في منشورها، من أين جاءت بالمشاهد التي لا تنتمي للعرض، كما لم تشرح التناقض بين ادعائها وعدم حدوث اختلاط بين الرجال والنساء، وبين المشاهد التي التقطها المصور "الرجل" للفتيات السعوديات غير المحجبات.