خلال النصف الأول من العام الحالي، احتل السوريون المرتبة الرابعة على قائمة أكبر المستثمرين الأجانب في سوق دبي المالية. وبحسب التقارير المنشورة في الصحافة المحلية للإمارات العربية المتحدة، قام المستثمرون السوريون، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2015، بشراء وبيع أسهم تقدر قيمتها بنحو 6.5 مليارات درهم إماراتي، والتي تعادل 1.77 مليار دولار، وبذلك يحتل السوريون المرتبة الرابعة بين المستثمرين الأجانب في السوق الإماراتية، بعد الأردنيين بقيمة 4 مليارات دولار، والمصريين بنحو 2.8 مليار دولار، والبريطانيين بنحو ملياري دولار.
تعود أهمية المستثمرين السوريين في سوق الإمارات المالية، إلى كون استثماراتهم هناك، دليلا من أدلة كثيرة على الهروب الكثيف لرؤوس الأموال السورية خلال السنوات الأربع الماضية. ففي تركيا، على سبيل المثال، كوَّن السوريون أكثر من ثلث إجمالي الشركات التي أقامها المستثمرون الأجانب في النصف الأول من العام الحالي.
أما بالنسبة للبنان، وبحسب آخر تقرير صادر عن البنك الدولي، احتل السوريون في العام الماضي المرتبة الأولى على قائمة أكبر المستثمرين الأجانب في قطاع العقارات، إذ وصلت حصتهم إلى حوالى ربع إجمالي الاستثمارات في هذا القطاع من قبل الأجانب.
ومع ذلك، فإن حجم الاستثمارات السورية في سوق دبي المالية يمثل أيضاً مؤشراً على حجم وثروة الجالية السورية في دبي. ففي حين استقبلت دول الخليج القليل من اللاجئين السوريين، فقد سبق لهذه الدول أن جذبت وعلى مدى عقود طويلة الكثير جداً من السوريين، الذين ساهم الكثيرون منهم في تنمية هذه البلدان منذ الطفرة النفطية. ومنذ اندلاع الثورة السورية، ارتفعت أعدادهم بشكل متزايد، حيث انجذب الكثير من الكفاءات السورية إلى السوق الخليجية، ووجدوا التقدير لمهاراتهم. وبشكل مشابه يعتبر الخليج منطقة ترحب بالمستثمرين، مما ساعد العديد من الأثرياء السوريين على الهجرة إلى تلك البلدان على مدى السنوات الأربع الأخيرة.
وفي خضم الأخبار السيئة الآتية يومياً من سورية، فإن حقيقة أن الكثير من أغنى السوريين وأكثرهم كفاءة، قد اتخذوا طريقهم إلى الخليج وليس إلى الغرب، كان بمثابة الخبر الجيد نسبياً.
وبالطبع، وفي وقت تتدفق رؤوس الأموال السورية خارج البلاد، وتهاجر الكفاءات السورية، فإن ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام عملية إعادة إعمار سورية. ذلك أن السوريين الذين يعيشون في دول الخليج، مازالوا يحافظون على روابط قوية مع وطنهم، وكما سبق، وعلى غرار ما رأينا في السنوات التي سبقت الثورة، فإنه من المؤكد أن الكثير من هؤلاء سيقوم باستثمار أمواله ومهاراته من جديد في بلدهم، سورية.
(خبير ومحلل اقتصادي سوري)
تعود أهمية المستثمرين السوريين في سوق الإمارات المالية، إلى كون استثماراتهم هناك، دليلا من أدلة كثيرة على الهروب الكثيف لرؤوس الأموال السورية خلال السنوات الأربع الماضية. ففي تركيا، على سبيل المثال، كوَّن السوريون أكثر من ثلث إجمالي الشركات التي أقامها المستثمرون الأجانب في النصف الأول من العام الحالي.
أما بالنسبة للبنان، وبحسب آخر تقرير صادر عن البنك الدولي، احتل السوريون في العام الماضي المرتبة الأولى على قائمة أكبر المستثمرين الأجانب في قطاع العقارات، إذ وصلت حصتهم إلى حوالى ربع إجمالي الاستثمارات في هذا القطاع من قبل الأجانب.
ومع ذلك، فإن حجم الاستثمارات السورية في سوق دبي المالية يمثل أيضاً مؤشراً على حجم وثروة الجالية السورية في دبي. ففي حين استقبلت دول الخليج القليل من اللاجئين السوريين، فقد سبق لهذه الدول أن جذبت وعلى مدى عقود طويلة الكثير جداً من السوريين، الذين ساهم الكثيرون منهم في تنمية هذه البلدان منذ الطفرة النفطية. ومنذ اندلاع الثورة السورية، ارتفعت أعدادهم بشكل متزايد، حيث انجذب الكثير من الكفاءات السورية إلى السوق الخليجية، ووجدوا التقدير لمهاراتهم. وبشكل مشابه يعتبر الخليج منطقة ترحب بالمستثمرين، مما ساعد العديد من الأثرياء السوريين على الهجرة إلى تلك البلدان على مدى السنوات الأربع الأخيرة.
وفي خضم الأخبار السيئة الآتية يومياً من سورية، فإن حقيقة أن الكثير من أغنى السوريين وأكثرهم كفاءة، قد اتخذوا طريقهم إلى الخليج وليس إلى الغرب، كان بمثابة الخبر الجيد نسبياً.
وبالطبع، وفي وقت تتدفق رؤوس الأموال السورية خارج البلاد، وتهاجر الكفاءات السورية، فإن ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام عملية إعادة إعمار سورية. ذلك أن السوريين الذين يعيشون في دول الخليج، مازالوا يحافظون على روابط قوية مع وطنهم، وكما سبق، وعلى غرار ما رأينا في السنوات التي سبقت الثورة، فإنه من المؤكد أن الكثير من هؤلاء سيقوم باستثمار أمواله ومهاراته من جديد في بلدهم، سورية.
(خبير ومحلل اقتصادي سوري)