انتهى نقيب الفنانين المصريين هاني شاكر من تسجيل أغنيته الجديدة التي حملت عنوان "حق الحياة"، وذلك مساندة للشعب السوري المهجر في أصقاع الأرض، وتضامناً مع مأساة الطفل السوري عيلان، الذي وجد غريقاً في البحر على الحدود التركية.
كلمات الأغنية التي كتبها ناصر الجيل، ومن ألحان وتوزيع محمد ضياء، جاءت متسائلة عن القيم والمبادئ والضمير، ومستنكرة القبول بآلام وأوجاع الناس المريرة دون العمل على وضع حدّ لها، ومحذّرة في الوقت نفسه من أن الجميع اليوم قد باتوا، ودون استثناء، ضمن دائرة الخطر، إن تابعت الإنسانية انحدارها نحو هذا الدرك المنحط.
شاكر الذي عوّدنا على أغانيه العاطفية المؤججة لمشاعر الحب، اختار اليوم أن يوثق قصة الطفل الغريق بنوتة موسيقية، هي أقرب إلى دمعة مالحة بطعم موج البحر الذي غفا عليه عيلان غفوته الأخيرة.
وفي لقائه على برنامج "العاشرة" انتابته نوبة بكاء منعته عن مواصلة الكلام، عندما ذكر له الإعلامي وائل الإبراشي أن والد عيلان كان قد أخبره، بأن طفله الصغير مات متكوراً على بطنه كما اعتاد على الدوام أن ينام في فراشه.
وإن كان من الغريب حقاً أن غالبية الفنانين الكبار، لم يدفعهم الموت الجنوني الذي يتعرض له السوريون منذ خمس سنوات وأكثر إلى إنتاج فن يتناسب مع تلك الآلام، إلا هاني يبدو سباقاً بينهم رغم مرور كل هذا الزمن، ربما مدفوعاً بعاطفة سبق أن جربت لوعة فقدان الأبناء.
وما الذي قد يحتاج إليه الناس اليوم أكثر من فنان رقيق وأب حنون في وقت واحد، ليروي حكاية إنسانية، داعياً جمهوره إلى ألا يشيح نظره عنها.
اقرأ أيضاً: فرار مراهق ظهر في تسجيل لداعش يروي أسراره