هادي محسني يوثّق حياة اللاجئين

23 يوليو 2015
يلتقط الصور بالأبيض والأسود وأخرى ملونة (العربي الجديد)
+ الخط -

لطالَما حاول هادي محسني، وهو لاجئ أفغاني في إيران، أن يصل إلى هدف ما، وإن كان لا يعرف ما هو. ما زال يحاولُ تحقيق أحلامه على الرغم من الصعوبات التي تعترض طريقه، على حد قوله. ولد محسني، وهو في الثالثة والعشرين من عمره، في مدينة مشهد الإيرانية الواقعة شمال شرق البلاد. كانت عائلته قد هربت من ولاية غور الأفغانية بسبب هول الحرب في بلاده، قبلَ أن تستقر في إيران، حالها حال الكثير من الأفغان. لكنه ولد لاجئاً وما زال يعيش كلاجئ.

يقول إنه يسمعُ قصص اللجوء منذ نعومة أظفاره، ويواجه المصاعب ذاتها. كان مضطراً للعمل باكراً بسبب وضع عائلته المادي، وما زال يحاول الدخول إلى الجامعة للحصول على شهادة رسمية. لكنّ القانون يعطي مقاعد دراسية جامعية للاجئين أمثاله في حال حصولهم على منح خاصة، ويسعى للحصول على فرصة مماثلة تساعده على التطور وخصوصاً أنه أصبح فناناً معروفاً على الرغم من صغر سنه.
محسني هو أحد المصورين الفوتوغرافيين المعروفين في إيران اليوم. يقول إنه تعرف على التصوير للمرة الأولى عندما كان مضطراً للعمل قبل سبع سنوات، ووجد فرصة للعمل في أحد ستديوهات التصوير. أحب التصوير وقرر احتراف هذه المهنة. يضيف لـ "العربي الجديد" أن الدراسة لم تكن أمراً متاحاً. لكنه قرر العمل على تطوير نفسه من خلال الالتحاق بدورات تدريبية. درس التصوير وتعلم هذه المهنة من الألف إلى الياء. أيضاً، تعلّم تصوير الأفلام الوثائقية.

في أحد الأيام، بينما كان يتجول في أحياء مشهد التي يسكنها اللاجئون الأفغان، التقط صوراً لعدد من اللاجئين أثناء عملهم، وقرر منذ ذلك اليوم توثيق حياة اللاجئين في إيران في صور متسلسلة. يلتقط الصور بالأبيض والأسود، وأخرى ملونة ضمن مشروع يهدف إلى تلخيص حياة اللاجئين الأفغان في إيران، والذين يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين لاجئ تقريباً. "لدى كل واحد منهم قصة مختلفة عن الآخر"، على حد قوله.
خرج مشروعه هذا إلى العلن من خلال معرض في العاصمة الإيرانية طهران. ونتيجة لاستحسان زوار المعرض وعدد من الفنانين الإيرانيين والأفغان فكرته، قرر الاستمرار في عمله.

بات توثيق حياة الأفغان من خلال صور فوتوغرافية مشروعه الدائم. يعرض صوره في أماكن عدة في طهران ومشهد، ويخطط لتطوير عمله وتوسيعه. يضيف أنّ "لحياة اللجوء معاني كثيرة ومختلفة". ولأنه يشعر بهذه الصعوبة، جعل نفسه مسؤولاً عن توثيق هذه الحياة، ليدرك الناس معنى أن يكون الإنسان لاجئاً.

إقرأ أيضاً: زهرة اعتضاد السلطنة.. إيرانيّة ترسمُ بقدميها وتدرّس الفنون للمعوّقين
دلالات
المساهمون