لا تمثّل كاتدرائية نوتردام، ذات المعمار القوطي، مَعلماً دينياً كاثوليكياً وحسب، بل هي تحفة تاريخية وفنية كبيرة. باختصار، هي جزء أصيل من التراث العالمي.
يفسّر هذا الأمر القرارات وردود الفعل التي صدرت، سواء من الطبقة السياسية كلها، كتأجيل الرئيس إيمانويل ماكرون خطاب حاسم إلى الأمة، كان يريد من ورائه إخماد الأزمة السياسية والاجتماعية، واستعادة شعبيته، ومن تضامن كل القادة السياسيين وتناسيهم لخلافاتهم السياسة والأيديولوجية، ثم موجة التضامن والرغبة في التبرع وجمع الأموال من أجل إعادة البهاء والجمال إلى هذه الكاتدرائية.
في ما يخص تفاصيل الحريق، الذي لا تستبعد سلطات التحقيق أن يكون ناتجاً عن "حادث عرضي"، والذي بدأ مساء الإثنين عند الساعة السادسة و50 دقيقة (بتوقيت باريس، 7.50 بتوقيت القدس المحتلة)، من سقف الكاتدرائية، ثم انتشر في أماكن عديدة فيها، ولم يعلن رجال الإطفاء عن السيطرة على النيران إلا في الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء. حينها، أكّد الناطق باسم رجال المطافئ، غابرييل بلوس، أن "الوضع أصبح تحت السيطرة تماماً، وأن الحرائق تم إطفاؤها، جزئياً، مع استمرار بعض الأماكن التي يتم التعامل معها".
وفي ما يخص التحقيقات، حتى الساعة، لا تزال التحريات في بداياتها، وقد باشر المحققون، مساء أول أمس، استجواب العمال الذين كانوا في المكان، فالجميع يعرف أن الكاتدرائية كانت محل عمليات إصلاح وترميم، خصوصاً برجها الذي يصل ارتفاعه إلى 93 متراً، والذي احترق بالكامل. وستتواصل التحريات داخل الكاتدرائية بمجرد أن يؤمّن رجال المطافئ السلالم الداخلية، وهو ما يستوجب، من أجل السلامة، يوماً إضافياً، ليتأكدوا من إخماد كل مصادر النيران، على الرغم من أن القسم الأكبر من الحريق بات تحت السيطرة.
كانت ظروف العمل صعبة، والكثيرون، ومنهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، استغربوا عدم استخدام الطائرات لإخماد الحريق، ولكن جواب رجال الإطفاء هو أن إسقاط المياه من طائرات، يمكن أن يؤدي وزنها، في الواقع، إلى انهيار مجمل البناء. أما الخسائر، فلا يمكن تحديدها بشكل كامل، في الوقت الراهن، وهي خسائر متعددة، متعلقة ببناء الكاتدرائية، وأيضاً بالكنوز التي كانت تتوفر عليها واحترقت أو أُتلفت. الخسائر الواضحة من الخارج تتعلق أولاً بالبرج، الذي كان يُرى من مكان بعيد في العاصمة، وانهار بفعل قوة النيران، كما احترق الهيكل، الذي يطلق عليه اسم "الغابة"، بسبب كمية الخشب الكبيرة التي استخدمت في بنائه، بشكل كامل، إضافة إلى أن قسماً كبيراً من السقف انهار، أيضاً. واستمر القلق، لساعات، خوفاً على البرجين اللذين يمنحان للكاتدرائية تميزها المعماري.
اقــرأ أيضاً
في النهاية، استطاع 400 من رجال الإطفاء، بعد ساعات طويلة من العمل، إنقاذهما من الحريق. وتم إنقاذ الكثير من كنوز الكاتدرائية ومنها "إكليل الشوك"، الذي يقال إنه وُضع على رأس السيد المسيح قبل صلبه، و"قميص القديس لويس"، الذي ارتداه الملك لويس التاسع سنة 1239، أثناء ولوجه إلى الكاتدرائية من أجل إحضار الإكليل، وأيضاً بعض الكؤوس، إضافة إلى التماثيل الصفراء الستة عشر، التي كانت على برجها، والتي سحبت، لحسن الحظ، يوم الخميس الماضي، بسبب عمليات الترميم التي خضع لها البرج، ووضعت في أماكن آمنة، في بلدية باريس، قبل نقلها إلى متحف اللوفر.
وتضم الكاتدرائية الكثير من الذخائر والمخلَّفات من التحف النفيسة، ومنها ألواح من زجاج ملون وتماثيل، ولا يزال مصير العديد من اللوحات مجهولاً، فإذا كانت قد سَلِمت من النيران داخل الكاتدرائية، فثمة مخاطر تعرضها إلى خسائر بسبب المياه، كما أن خلع لوحات كبيرة جدا، قصد وضعها في مكان آمن. عمليةٌ مستحيلة، باعتراف المونسنيور باتريك شوفي.
كما أن الزجاج الملون للورديات الثلاث التي تزين واجهة الكاتدرائية، والتي تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر يبدو أنه صمد، إلا أنها ليست حالة الزجاج الملون خارج الورديات، التي تهشمت. كما تعرض "الأرغن" (الأورغ) إلى بعض الضرر الهامشي. وتوجد في الكاتدرائية ثلاثة أرغونات، تم ترميم أحدها في عام 2014. أمس، قال إيمانويل غريغوار، نائب عمدة باريس، إن الأرغن الأكبر قد نجا، وهو الذي يتكون من 8000 أنبوب، وقد بُني في القرن السابع عشر بواسطة فرانسوا تيري، ثم تمت مضاعفة عدد الأنابيب عام 1860 من قبل أريستيد كافاي كول.
عموماً، مثلما هو حال الكثير من الكنوز في الداخل، فإن ما نجا من النيران قد يتعرض إلى بعض التلف بسبب المياه التي استخدمها رجال المطافئ، فيما يسود نوعٌ من الارتياح لأن مذبح الكنيسة يبدو سليما. لم تنتظر السلطات الفرنسية، ممثلة في الرئيس ماكرون، الذي وعد بإعادة تشييدها، وأيضاً رؤساء بلديات، وكذلك رعاة الثقافة والمحسنين، ومواطنين عاديين، انتهاء رجال الإطفاء من عمليات التخلص من النيران، بشكل نهائي، للحديث عن إطلاق "اكتتاب وطني" وفتح باب التبرعات من أجل بدء أعمال التشييد وتحشيد الإمكانات والمواد اللازمة والضرورية، كالخشب، وهو ما بادرت إليه مؤسسة "فرانسيلفا" بدعوتها مالكي الخشب للتبرع بشجرة سنديان للكاتدرائية.
بدأ تدفق الأموال من أثرياء فرنسيين ومن بلديات وجِهاتٍ في فرنسا. عائلتا أرنو وبينو أعلنتا، مجتمعتين، عن تقديم 300 مليون يورو، من أجل إعادة تشييد نوتردام. كما أطلق أرباب العمل في فرنسا دعوة للدعم عن طريق "مؤسسة التراث". وهو نفس موقف رابطة كرة القدم المحترفة، الذي أعلنت رئيستها، نتالي بوي دو لا تور، مساهمتها في جمع التبرّعات. كما أعلنت مواقع إلكترونية فتح صناديق للتبرع ومن بينها "ليتشي" وغيرها.
وتأسست الكاتدرائية سنة 1163، وتعتبر الأشهر في فرنسا إلى جانب كاتدرائيات رانس وستراسبورغ وأميان وبوفي وشارتر وهي قاومت حربين مدمرتين لتبقى أحد أشهر أربعة رموز باريسية، فضلاً عن برج إيفل واللوفر وقصر فرساي. وذاعت شهرتها في العالم، إذ يقصدها ما بين 12 و14 مليون سائح سنوياً، من بينهم من يأتي لأسباب دينية، وآخرون لأنهم قرأوا فكتور هوغو، الذي كتب عنها روايته "أحدب نوتردام" (أو نوتردام باريس بحسب الترجمة عن اسم الرواية بالفرنسية notre-dame de paris)، ذلك أن المرور بعاصمة الأنوار يتطلب زيارتها إلى جانب برج إيفل ومتحف اللوفر ومركز بومبيدو الثقافي وقصر فرساي...
يعود الفضل في بنائها للأسقف موريس دو سولي. وقد امتد البناء أكثر من قرنين، أي حتى منتصف القرن الرابع عشر. وهندستها تستلهم من الفن القوطي. وعند الانتهاء منها اعتبرت واحدة من أكبر كاتدرائيات الغرب.
في عام 1239 تلقت "إكليل المسيح" (إكليل الأشواك). كما شهدت سنة 1804، الاحتفال الرسمي لتتويج نابوليون الأول. وفي سنة 1831، ظهرت رواية فكتور هوغو "نوتردام باريس"، وهو ما منح للكاتدرائية شهرة إضافية في عوالم غير دينية بالضرورة.
في سنة 1884، فرض المهندس أوجين فيوليت-لي-دوك، تشييد برج الكاتدرائية، بعد أن كان هذا البرج قد اختفى من ذاكرة الباريسيين، واستوحى فيه المهندس برج كاتدرائية أورليان. وفي 26 أغسطس/آب من سنة 1944 حضر الرئيس شارل دوغول حفل إنشاد نشيد العذراء، احتفالا بتحرير باريس من النازية. وفي سنة 2013 احتفلت الكاتدرائية بمرور 850 سنة على تأسيسها. ولأن الكاتدرائية تتجاوز البعد الديني المسيحي، فقد شهدت مراسم دينية لجنازات ثلاثة من رؤساء فرنسا، أولهم شارل دوغول، سنة 1970، وجورج بومبيدو، 1974، وأخيراً فرانسوا ميتران، 1996، رغم أن هذا الأخير كان من غير المتدينين.
أكثر من هذا، فللكاتدرائية مكانة كبيرة في قلوب السياح من بقاع الأرض، الذين يأتون، بكثرة، بمعدل ما بين 12 و14 مليوناً، سنويا، والذين يستمتعون بالفن القوطي العريق، وبهذه الذخيرة التاريخية التي تحرُسُ العاصمة وتؤرخ لها، فوسط باريس يوجد في ساحتها، أي النقطة الصفر. هذه المكانة العزيزة التي تحظى بها نوتردام هي التي جعلت كثيرين، أمس، فرنسيين وسياحا، لا يخفون دموعهم، وهم يرون ويصورون، في أسى وعجز، النيرانَ وهي تلتهم بعض مكونات الكاتدرائية، وربما كان الرئيس ماكرون صادقاً في تغريدته، حين تحدَّث، بألم ظاهر، عن احتراق "أجزاء منا" في هذا الحريق.
وفي ما يخص التحقيقات، حتى الساعة، لا تزال التحريات في بداياتها، وقد باشر المحققون، مساء أول أمس، استجواب العمال الذين كانوا في المكان، فالجميع يعرف أن الكاتدرائية كانت محل عمليات إصلاح وترميم، خصوصاً برجها الذي يصل ارتفاعه إلى 93 متراً، والذي احترق بالكامل. وستتواصل التحريات داخل الكاتدرائية بمجرد أن يؤمّن رجال المطافئ السلالم الداخلية، وهو ما يستوجب، من أجل السلامة، يوماً إضافياً، ليتأكدوا من إخماد كل مصادر النيران، على الرغم من أن القسم الأكبر من الحريق بات تحت السيطرة.
كانت ظروف العمل صعبة، والكثيرون، ومنهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، استغربوا عدم استخدام الطائرات لإخماد الحريق، ولكن جواب رجال الإطفاء هو أن إسقاط المياه من طائرات، يمكن أن يؤدي وزنها، في الواقع، إلى انهيار مجمل البناء. أما الخسائر، فلا يمكن تحديدها بشكل كامل، في الوقت الراهن، وهي خسائر متعددة، متعلقة ببناء الكاتدرائية، وأيضاً بالكنوز التي كانت تتوفر عليها واحترقت أو أُتلفت. الخسائر الواضحة من الخارج تتعلق أولاً بالبرج، الذي كان يُرى من مكان بعيد في العاصمة، وانهار بفعل قوة النيران، كما احترق الهيكل، الذي يطلق عليه اسم "الغابة"، بسبب كمية الخشب الكبيرة التي استخدمت في بنائه، بشكل كامل، إضافة إلى أن قسماً كبيراً من السقف انهار، أيضاً. واستمر القلق، لساعات، خوفاً على البرجين اللذين يمنحان للكاتدرائية تميزها المعماري.
في النهاية، استطاع 400 من رجال الإطفاء، بعد ساعات طويلة من العمل، إنقاذهما من الحريق. وتم إنقاذ الكثير من كنوز الكاتدرائية ومنها "إكليل الشوك"، الذي يقال إنه وُضع على رأس السيد المسيح قبل صلبه، و"قميص القديس لويس"، الذي ارتداه الملك لويس التاسع سنة 1239، أثناء ولوجه إلى الكاتدرائية من أجل إحضار الإكليل، وأيضاً بعض الكؤوس، إضافة إلى التماثيل الصفراء الستة عشر، التي كانت على برجها، والتي سحبت، لحسن الحظ، يوم الخميس الماضي، بسبب عمليات الترميم التي خضع لها البرج، ووضعت في أماكن آمنة، في بلدية باريس، قبل نقلها إلى متحف اللوفر.
وتضم الكاتدرائية الكثير من الذخائر والمخلَّفات من التحف النفيسة، ومنها ألواح من زجاج ملون وتماثيل، ولا يزال مصير العديد من اللوحات مجهولاً، فإذا كانت قد سَلِمت من النيران داخل الكاتدرائية، فثمة مخاطر تعرضها إلى خسائر بسبب المياه، كما أن خلع لوحات كبيرة جدا، قصد وضعها في مكان آمن. عمليةٌ مستحيلة، باعتراف المونسنيور باتريك شوفي.
كما أن الزجاج الملون للورديات الثلاث التي تزين واجهة الكاتدرائية، والتي تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر يبدو أنه صمد، إلا أنها ليست حالة الزجاج الملون خارج الورديات، التي تهشمت. كما تعرض "الأرغن" (الأورغ) إلى بعض الضرر الهامشي. وتوجد في الكاتدرائية ثلاثة أرغونات، تم ترميم أحدها في عام 2014. أمس، قال إيمانويل غريغوار، نائب عمدة باريس، إن الأرغن الأكبر قد نجا، وهو الذي يتكون من 8000 أنبوب، وقد بُني في القرن السابع عشر بواسطة فرانسوا تيري، ثم تمت مضاعفة عدد الأنابيب عام 1860 من قبل أريستيد كافاي كول.
عموماً، مثلما هو حال الكثير من الكنوز في الداخل، فإن ما نجا من النيران قد يتعرض إلى بعض التلف بسبب المياه التي استخدمها رجال المطافئ، فيما يسود نوعٌ من الارتياح لأن مذبح الكنيسة يبدو سليما. لم تنتظر السلطات الفرنسية، ممثلة في الرئيس ماكرون، الذي وعد بإعادة تشييدها، وأيضاً رؤساء بلديات، وكذلك رعاة الثقافة والمحسنين، ومواطنين عاديين، انتهاء رجال الإطفاء من عمليات التخلص من النيران، بشكل نهائي، للحديث عن إطلاق "اكتتاب وطني" وفتح باب التبرعات من أجل بدء أعمال التشييد وتحشيد الإمكانات والمواد اللازمة والضرورية، كالخشب، وهو ما بادرت إليه مؤسسة "فرانسيلفا" بدعوتها مالكي الخشب للتبرع بشجرة سنديان للكاتدرائية.
بدأ تدفق الأموال من أثرياء فرنسيين ومن بلديات وجِهاتٍ في فرنسا. عائلتا أرنو وبينو أعلنتا، مجتمعتين، عن تقديم 300 مليون يورو، من أجل إعادة تشييد نوتردام. كما أطلق أرباب العمل في فرنسا دعوة للدعم عن طريق "مؤسسة التراث". وهو نفس موقف رابطة كرة القدم المحترفة، الذي أعلنت رئيستها، نتالي بوي دو لا تور، مساهمتها في جمع التبرّعات. كما أعلنت مواقع إلكترونية فتح صناديق للتبرع ومن بينها "ليتشي" وغيرها.
وتأسست الكاتدرائية سنة 1163، وتعتبر الأشهر في فرنسا إلى جانب كاتدرائيات رانس وستراسبورغ وأميان وبوفي وشارتر وهي قاومت حربين مدمرتين لتبقى أحد أشهر أربعة رموز باريسية، فضلاً عن برج إيفل واللوفر وقصر فرساي. وذاعت شهرتها في العالم، إذ يقصدها ما بين 12 و14 مليون سائح سنوياً، من بينهم من يأتي لأسباب دينية، وآخرون لأنهم قرأوا فكتور هوغو، الذي كتب عنها روايته "أحدب نوتردام" (أو نوتردام باريس بحسب الترجمة عن اسم الرواية بالفرنسية notre-dame de paris)، ذلك أن المرور بعاصمة الأنوار يتطلب زيارتها إلى جانب برج إيفل ومتحف اللوفر ومركز بومبيدو الثقافي وقصر فرساي...
يعود الفضل في بنائها للأسقف موريس دو سولي. وقد امتد البناء أكثر من قرنين، أي حتى منتصف القرن الرابع عشر. وهندستها تستلهم من الفن القوطي. وعند الانتهاء منها اعتبرت واحدة من أكبر كاتدرائيات الغرب.
في عام 1239 تلقت "إكليل المسيح" (إكليل الأشواك). كما شهدت سنة 1804، الاحتفال الرسمي لتتويج نابوليون الأول. وفي سنة 1831، ظهرت رواية فكتور هوغو "نوتردام باريس"، وهو ما منح للكاتدرائية شهرة إضافية في عوالم غير دينية بالضرورة.
في سنة 1884، فرض المهندس أوجين فيوليت-لي-دوك، تشييد برج الكاتدرائية، بعد أن كان هذا البرج قد اختفى من ذاكرة الباريسيين، واستوحى فيه المهندس برج كاتدرائية أورليان. وفي 26 أغسطس/آب من سنة 1944 حضر الرئيس شارل دوغول حفل إنشاد نشيد العذراء، احتفالا بتحرير باريس من النازية. وفي سنة 2013 احتفلت الكاتدرائية بمرور 850 سنة على تأسيسها. ولأن الكاتدرائية تتجاوز البعد الديني المسيحي، فقد شهدت مراسم دينية لجنازات ثلاثة من رؤساء فرنسا، أولهم شارل دوغول، سنة 1970، وجورج بومبيدو، 1974، وأخيراً فرانسوا ميتران، 1996، رغم أن هذا الأخير كان من غير المتدينين.
أكثر من هذا، فللكاتدرائية مكانة كبيرة في قلوب السياح من بقاع الأرض، الذين يأتون، بكثرة، بمعدل ما بين 12 و14 مليوناً، سنويا، والذين يستمتعون بالفن القوطي العريق، وبهذه الذخيرة التاريخية التي تحرُسُ العاصمة وتؤرخ لها، فوسط باريس يوجد في ساحتها، أي النقطة الصفر. هذه المكانة العزيزة التي تحظى بها نوتردام هي التي جعلت كثيرين، أمس، فرنسيين وسياحا، لا يخفون دموعهم، وهم يرون ويصورون، في أسى وعجز، النيرانَ وهي تلتهم بعض مكونات الكاتدرائية، وربما كان الرئيس ماكرون صادقاً في تغريدته، حين تحدَّث، بألم ظاهر، عن احتراق "أجزاء منا" في هذا الحريق.