نواب يحذّرون بريطانيا من "الاعتماد الاستراتيجي" على الصين


14 مايو 2020
دعوات لتقليل الاعتماد على السلع الصينية (Getty)
+ الخط -
كشف تقرير نشرته اليوم، جمعية هنري جاكسون للبحوث، أنّ المملكة المتحدة تعتمد على بكين بشكل كبير، للحصول على إمدادات المواد الصيدلانية الفعّالة اللازمة لصنع مسكنّات الألم والمضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات من بين 71 سلعة حرجة أخرى.

ويلفت مركز الأبحاث إلى أنّ أعضاء "العيون الخمسة"، (مجموعة لتبادل المعلومات الاستخبارية في العالم)، الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، يعتمدون على الصين في 831 فئة منفصلة من الواردات، منها 260 على علاقة بخدمة البنية التحتية الوطنية الحساسة. ويبيّن أنّ هذه الدول تعتمد بشكل جماعي على الصين في 5910 فئات من السلع، منها 319 سلعة ضرورية للصناعات الحيوية.

ويظهر التقرير أن هذا يفرض على جميع هذه الدول مواجهة تأثير بكين، كما يتّهم الصين باللجوء بشكل متزايد إلى "دبلوماسية المحارب الذئب" على أساس التسلط والتهديدات الفجة.

ويدعو التقرير هذه الدول الخمس إلى إعطاء الأولوية إلى تقليص استيراد السلع المرتبطة بالصناعات الحيوية من الصين. كما يبيّن أن بريطانيا تعتمد بشكل مفرط على الصين بالنسبة للواردات التي تعد أساسية للبنية التحتية الوطنية والاقتصاد، بما في ذلك، المواد الكيميائية الصناعية والمنتجات المعدنية والإلكترونيات الاستهلاكية والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. وهي تعتمد استراتيجيًا على الصين في 289 فئة من السلع.

وتأتي نتائج التقرير، في الوقت الذي كتبت مجموعة من النواب المحافظين في المملكة المتحدة إلى ليز تراس، وزيرة التجارة، للإبلاغ عن تعديل مشروع قانون التجارة المعروض حاليًا على البرلمان، ومطالبة الحكومة بشكل قانوني بتقليل الاعتماد الاستراتيجي على الصين.

حيث دعت المجموعة إلى إجراء مراجعة سنوية للسلع المستوردة التي تعتمد استراتيجيا على الصين، وإعطاء الأولوية للصفقات التجارية الجديدة التي تقلل من هذا الاعتماد. ووقّع الرسالة، التي تستشهد بتقرير جمعية هنري جاكسون، حوالي 20 نائباً.

يعتقد هؤلاء النواب أن جائحة كوفيد 19، قد دفعت جميع الدول إلى إعادة تقييم نهجها في التجارة وتأمين العرض. وتعتبر بريطانيا من بين تلك الدول، التي فرضت قيودًا على تصدير السلع الأساسية، حيث جاهدت من أجل الحصول على معدات الحماية الشخصية وغيرها من الأدوات.

تضمّن التقرير مقالات انتقد فيها كبار المشرعين من "العيون الخمسة" الوضع الحالي، ودعوا إلى تغييرات، حيث أوصى السيناتور ماركو روبيو من الولايات المتحدة الأميركية، بـ"استراتيجيات تركز على التحالف لتعزيز المرونة" عبر "العيون الخمسة".

وحذر من أنّ كيفية الرد على التحديات التي تفرضها الصين، هي التي ستحدد القرن الحادي والعشرين. ومن المملكة المتحدة، دعا النائب بوب سيلي، إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية بما في ذلك تغيير تصنيف الصين ضمن الدول النامية، وتطوير "إطار قوي" لتقييم التنمية الاستراتيجية، فضلاً عن إنشاء نظام عقوبات يعاقب الشركات الصينية التي تسرق الملكية الفكرية.

ويبدو أنّه خلال أزمة كوفيد 19، تتشدّد المواقف العامة في المملكة المتحدة تجاه الصين، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة الأبحاث الشهر الماضي. يُظهر الاستطلاع أن 63 في المائة من البريطانيين يؤيّدون، نهجًا تجاريًا أكثر صرامة على الطريقة الأميركية مع الصين، و62 في المائة من البالغين في المملكة المتحدة يدعمون "إعادة عملية تصنيع الإمدادات الطبية الحيوية إلى المملكة المتحدة من الصين".

المساهمون