نماذج من 8 أحزاب أوروبية "شبه فاشية":معاداة الأجانب أولاً

12 نوفمبر 2015
"الحرية" النمساوي: كل نمساوي أصيل ألماني الأصل (محمد كامان/الأناضول)
+ الخط -
لا شكّ في أن الأحزاب المنتمية إلى يمين اليمين، باتت مع أزمة اللاجئين أكثر شعبية مما كانت عليه سابقاً. وظهرت أمثلة عدة في هذا الصدد في الفترة الأخيرة، ففي بولندا اقترع ناخبوها لرئيس الوزراء، ياروسلاف كازينسكي، الذي ينتقد استقبال اللاجئين، كما اقترعوا لحزب وطني محافظ يُدعى حزب "العدالة والقانون". في سويسرا يجري الحديث علناً، عن "الطريق نحو اليمين"، عبر الحزب المعادي للأجانب "أس في بي" (حزب الشعب السويسري)، الذي نال حوالي 30 في المائة من أصوات الناخبين في انتخابات الشهر الماضي.

ليس فقط التعاطف مع أحزاب اليمين هو الذي يصبغ أوروبا الجديدة، في توجّهها القائم على الخوف من الهجرة واللجوء، بل يُسهم في ذلك أيضاً الخطاب العنيف من هولندا إلى فرنسا والسويد والدنمارك والمجر. ببساطة تختار أوروبا التشدد القومي، بسبب بضعة ملايين يتوقع قدومهم كلاجئين ومهاجرين خلال سنوات مقبلة. وكلما ارتفعت أرقام التوقعات، ازدادت نسب التوجه يميناً، إذ يظنّ البعض بأن "اليمين القومي" يملك الحلول السحرية، بسبب الخطاب الشعبوي، الذي يُستغلّ من حركات متطرّفة، تمارس العنف ضد كل من هو غير أوروبي.

تقدم اليمين في أوروبا، يحمل مساراً واحداً ومشتركاً، يتعلق باللاجئين والتركيز على مسائل الهجرة على الصعيد الوطني والتنسيق بين أقطاب اليمين في دولها، بدليل دفاع بعضهم عن بعض، مثلما فعل بعض سياسيي ألمانيا والدنمارك، مع رئيسي وزراء المجر فيكتور أوربان، وتشيكيا بوهوسلاف سوبوتكا.

ويستند الخوف اليميني أساساً إلى "الهجرة من الجنوب إلى الشمال"، وهو ما يحمل في طياته "اعترافاً" واضحاً بالخوف من المسلمين، لا من غيرهم.
غير أنه لا يمكن إغفال المسألة الاقتصادية في التوجّه يميناً، فكثير من دعايات هذا اليمين، تقوم على أن "اللاجئين فقراء يأتون إلينا ليأخذوا ما لدينا ويستفيدوا من رفاهيتنا". وهو خطاب يلقى صداه في الشارع. لكنه يُظهر أيضاً وبشكل واقعي تكاليف الهجرة واللجوء المالية، التي تؤدي دوراً بارزاً، تحديداً عند مواطنين يعرفون تماماً ما يدفعون من ضرائب، وإلى أين تذهب الزيادات في الموازنات، لحلّ مشاكل طارئة كمشكلة اللاجئين.

اقرأ أيضاً اللاجئ السوري على الخشبة الألمانية: "أهلاً بك" بالمقلوب 

وتعمل أحزاب يمينية عدة في البرلمان الأوروبي وفي برلمانات بلادها، وهي: "الجبهة الوطنية الفرنسية" التي تملك ثلاثة نواب في البرلمان الأوروبي، بقيادة مارين لوبان، التي تتصدّر الجبهة بشعارات من نوع "إغلاق فرنسا وأوروبا بوجه المهاجرين غير الأوروبيين". وقد نجحت في فرض قانون "جنسية الأجداد". مع العلم أن العديد من أعضاء الجبهة يرفضون الاعتراف بـ"الهولوكوست" ولا يُجرّمون النازية. وفي فرنسا، ترغب الجبهة بـ"فرض رقابة على ما ينشره اليسار والشيوعيون".

من جهته، يُتهم الحزب "الوطني البريطاني" (بي أن بي)، بأنه حزب "عنصري وله علاقات وثيقة بالحركة النازية العالمية، خصوصاً في دول الشمال". ويعتبر الحزب اليميني المتشدد، أن "بريطانيا يجب أن تكون فقط للبيض". ومن أهم قضايا الحزب، قضايا وقف الهجرة واللجوء وإرسال الأجانب إلى أوطانهم الأصلية، من بريطانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي، ويطالب بإعادة الحكم بالإعدام.

وينشط حزب "فلامس بيلانغ" البلجيكي، الذي يضمّ نائبين في البرلمان الأوروبي، ويُطالب بالانفصال عن بلجيكا. يرفض هذا الحزب المجتمع متعدد الثقافات، كما يرفض أي شخص يلجأ إلى بلجيكا لا يجيد الثقافة واللغة. وكل من لا يستطيع تلبية تلك الشروط يجب أن "يُبعد ويُطرد". ويُطالب الحزب بعفوٍ شامل عن جرائم الحرب التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945).

على المقلب الآخر من الحدود البلجيكية، يعمل حزب "الحرية" الهولندي، الذي يحتلّ أربعة مقاعد في البرلمان الأوروبي، بزعامة غيرت فيلدرز، المعروف بعدائه للإسلام، ويقوم خطابه الأساسي على أن "الهجرة الإسلامية إلى هولندا يجب وقفها". ويدّعي فيلدرز بأنه "مُدافع عن حرية الرأي والتعبير وحق انتقاد الإسلام".

نظير "الحرية" الهولندي في النمسا، هو حزب "الحرية" النمساوي، الذي يملك مقعدين في البرلمان الأوروبي، ومعظم أعضاء الحزب مؤمنون بالفكر النازي. ويعتبرون "أن كل نمساوي أصيل، هو من أصول ألمانية". ويطالب الحزب وقاعدته ببناء "ألمانيا الكبرى" من كل المناطق التي يعيش فيها من هم من أصل ألماني.

في رومانيا، يعمل حزب "بارتيدول رومانيا ماري" (حزب رومانيا العظمى)، ويملك ثلاثة مقاعد في البرلمان الأوروبي. وهو حزب قومي متشدد، يرفض وجود اليهود ويحارب شعب النور. ويكرّر مسؤول الحزب كورنيلو فاديم تودور، دائماً الاعتبار بأن "اليهود تعرّضوا لمحرقة"، حتى أن عضو الحزب جورج بيسالي، يقول إنه "يريد القضاء على كل المثليين لو كان يملك السلطة".

حزب "أتاكا" البلغاري يملك مقعدين في البرلمان الأوروبي، ولديه علاقات وثيقة بالجيش، ويُشكّك أصلاً بفكرة "الاتحاد الأوروبي". ويعتقد الحزب بأن "الأقليات حصلت على أكثر مما تستحق من امتيازات"، ويرى الحزب في كل المدافعين عن حقوق الإنسان "خونة ضد وطنهم". كما يرغب في أن "تكون الكنيسة الأرثوذوكسية جزءاً من كل القوانين المتخذة والنظام التعليمي"، ويعتبر نفسه "أقرب للروس من الغرب". يكره اللاجئين والأجانب ويتخذ خطوات تتصف بالعنف ضدهم.

في إيطاليا، تبرز "رابطة الشمال"، التي تضمّ 9 أعضاء في البرلمان الأوروبي. وتتعارض بشكل دائم مع جنوب إيطاليا، مع رفضها استقبال المهاجرين واللاجئين، في سياق دورها كحركة قومية متشددة. يعتبرها المراقبون حركة فاشية جديدة وذات علاقات واسعة مع النازيين الجدد حول أوروبا، وترتبط كثيراً ببعض القوى الرجعية الدينية وسياسيين وصحافيين.

اقرأ أيضاً: 38 مفقوداً في بحر إيجه بعد غرق قارب للمهاجرين

المساهمون