نظام الأسد يجبر موظفي الدولة على التطوع بمليشياته

04 فبراير 2016
النظام يحاول تجاوز إنهاك جيشه (Getty)
+ الخط -

تداول ناشطون وثيقة (تعميم) من محافظ طرطوس الساحلية (صفوان سليمان أبو سعدى)، موجهة إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية، يطلب فيها إبلاغ العاملين "حتى سن الأربعين" للالتحاق باللواء التطوعي (145) في مدينة بانياس، وحمل التعميم تحذيراً واضحاً بالفصل من الوظيفة لمن لا يلتحق بالمعسكر.

وشرع النظام في الشهور الأخيرة بتشكيل ألوية "متطوعين"، أو ما أطلق عليه تسمية "الحماية الذاتية" من الموظفين في مؤسسات الدولة، والمدنيين، وطلاب الجامعات في محاولة منه لتعويض النقص الذي بات يعاني منه جيش النظام، الذي انشق عنه آلاف الضباط والعناصر على مدى سنوات الثورة التي انطلقت في عام 2011، كما لقي آلاف آخرون مصرعهم في المعارك التي دارت – ولا تزال- مع قوات المعارضة السورية المسلحة، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وخاصة من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد، ويهيمن ضباطها على الجيش الذي بات متهالكاً منهكاً.

وقام النظام بتشكيل كتائب "المتطوعين" في مراكز المحافظات التي لا تزال بحوزته، حيث يذكر ناشطون أن النظام يحاول إغراء الشباب بـ "التطوع" من خلال دفع رواتب لهم، تصل إلى نحو مئة دولار في الشهر، أما الموظفون "المتطوعون"، لهم نصف رواتبهم التي يتقاضونها عن طريق مؤسساتهم الحكومية، بالإضافة إلى الرواتب المخصصة لـ "المتطوعين".

اقرأ أيضاً: انتقادات لموسكو بعد توقف محادثات جنيف ودعوات لمواصلتها

وكشف ناشطون أن الكتائب الجديدة بدأت بالانتشار داخل المدن السورية، حيث تم نشر 2500 "متطوع" في شوارع العاصمة دمشق، ونحو 2500 "متطوع" في شوارع مدينة حلب في شمال سورية. كما أعلن محافظ القنيطرة (جنوب سورية) عن تشكيل فصيل "حماية ذاتية" في المحافظة، ووصل عدد عناصر هذا الفصيل إلى 1200 "متطوع".

للإشارة، منذ بداية الثورة السورية، اعتمد النظام على ما يطلق عليهم السوريون تسمية "الشبيحة"، في قمع المتظاهرين، قبل أن ينشئ مؤسسة عسكرية تضمهم وهي مليشيا "الدفاع الوطني"، التي استباح أفرادها عدة مدن سورية بتوجيه من النظام، وتُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وبممارسة عمليات نهب وسرقة واسعة النطاق.



وبات لـ"شبيحة النظام" أسواق تُسمى "أسواق السنّة"، تباع فيها المسروقات، وخاصة من مدن وبلدات ريف دمشق، وحمص وريفها، ويقود هذه المليشيا عدد من ضباط صف وضباط متقاعدين. وتؤكد مصادر مطلعة أن مؤسسة "الشبيحة" باتت مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وتتلقى التمويل منه.

ولم يكتف النظام بذلك، بل أنشأ مليشيات قمع أخرى منها "كتائب البعث" التي انتسب لها عدد من المنتمين لحزب البعث الحاكم في سورية منذ عام 1963،  فضلاً عن المليشيات الطائفية متعددة الجنسيات التي يشرف عليها ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وباتت اليوم القوة الضاربة للنظام، خاصة في جنوب سورية، حيث مليشيا "فاطميون" الأفغانية، وفي شمال البلاد يقاتل "مرتزقة شيعة" من كل دول العالم.

اقرأ أيضاً: اتهامات للنظام السوري بإيصال مساعدات وهمية لمدينة التل المحاصرة