نص في الوحدة

22 يوليو 2014
غيلان الصفدي / سوريا
+ الخط -

بوحدي
سأُواجه وحدتي
بوحدي
تماماً
بوحدي
فقط
وإذا لزم الأمر
فسأواجه وحدتي
بأَقل
من
وحدي
بأَقلّ حتّى
من
ف
ق
ط

الصيف تأَخّر
والخريف لملم أَوراقه ومضى
لم يبق إلا الشتاء
شتاء روحك المنفلتة
والمتقلّبة إلى أَكثر من حالين
جمعتهما لتزيد الوحدة رسوخاً
في هذا الشتاء الوحيد
تسير وراء أو تسير أَماماً

في هذا الأَمام الماورائي...
- هذا الرسوخ المفعم بالخلف -

الوحدة: قتل - في هذا الشتاء -

الوحدة: - لا أمل
- ولا حل

الوحدة: إنهاك للقتل، وقتل للأَمل، وإغراق للحل
في أَنهار من التنبؤات العشوائية!

الوحدة: "حل"
من - ينحل - بمعنى يتفسخ
أي يعود إلى ما مضى

هكذا هي الوحدة
سفك وإراقة للتعاطف الذي..
قد يغرقنا بشبر من البكاء
- البكاء على ما مضى -
- البكاء على ما سيأتي -
والذي سينصب أخيرا في ما مضى..
بحيث يصبح سيان ما سيأتي
وما قد مضى.

الوحدة: هذا كلّه
"إنها العودة إلى البيت أو الذهاب إلى العمل"

الوحدة: هذه التقلبات التي تنهك الذاهب إلى العمل..
ومن دون أن تعود به إلى البيت

الوحدة بسبب الغربة
أو الغربة بسبب الوحدة

الوحدة: هذا السيان…

الوحدة: هذا اللافرق الهائل
- هذه الساعة المعزولة في جدار
والتي سينفد صبرها
- هذا الجدار الذي لا بدّ له
من أن يسمعني

الوحدة: هذا الخيط المتباعد من الفجر
والذي سأخيط منه سروالا
لعزلتي

الوحدة: هذا الموت الذي يتوقف عن كونه موتاً
ليصير مثل حلم في كابوس
لا يزيد ارتفاعه عن بضعة سنتمترات

الوحدة ضيقة ولو كانت
صحراء
الوحدة شاسعة ولو كانت
ثقباً في إبره..
ها هي الوحدة
انظري إليها
ها هي الوحدة
انظري إليها.


* شاعر من العراق (1965-2003) والقصيدة من أعماله غير المنشورة. 

المساهمون