نصف ساعة من المطر أغرقت الرياض بشبر ماء

06 ابريل 2016
مشهد يتكرر كل عام (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت أمانة مدينة الرياض، اليوم الأربعاء، تنفيذ خطة سحب مياه الأمطار التي تجمعت في معظم شوارع العاصمة السعودية، وخصصت من أجل ذلك أكثر من 245 صهريجا.

ورغم أن الأمطار التي هطلت مساء أمس، لم تدم أكثر من نصف ساعة، إلا أنها تسببت بإغلاق طرق رئيسية واحتجاز السيارات، كاشفة عن تواضع مستوى مشاريع تصريف المياه، وأعلن الدفاع المدني السعودي إنقاذ 76 شخصاً، وإخراج 49 مركبة احتجزت في تجمعات المياه.

ورغم الإنفاق الكبير على تحسين البنية التحتية للرياض، التي يسكنها نحو 5.8 ملايين نسمة، تضررت مئات السيارات من جراء غرقها في شوارع شمال وشرق العاصمة، التي كانت الأكثر تضررا من سوء شبكة تصريف المياه.

وتم إغلاق مخرج رئيسي يربط بين شمال وشرق المدينة، تماما حتى ظهر اليوم، وتحوّل ميدان "رائد الفضاء" الذي يؤدي إلى مطار الملك خالد الدولي خلال دقائق قليلة، إلى "بحيرة" صغيرة.

من جهتها، أكدت أمانة مدينة الرياض أنها منذ الصباح الباكر تواصل إرسال سياراتها لسحب المياه المتجمعة، "رغم أن هذا الأمر من اختصاص وزارة النقل".

ورغم صعوبة الموقف، فهو يتكرر سنويا مع هطول الأمطار، ومع أن السعودية أنفقت أكثر من ثلاثة مليارات ريالات على إصلاح الصرف الصحي، وخاصة تصريف الأمطار، إلا أنها لم تنجح في استيعاب المشكلة.

ويؤكد الناشط والإعلامي، حمد البريكي، أن الأمطار هي أكثر ما يكشف فساد هذه المشاريع التي يُنفق عليها المليارات من دون جدوى. ويقول لـ"العربي الجديد": "في كل مرة تكشف الأمطار أن لدينا خللا كبيرا في تصريف المياه، هذا المشهد يتكرر سنويا منذ أكثر من عقدين من الزمن، ومهما تم إنفاق المليارات تظل المشكلة تكرر، وزادت بشكل كبير في السنوات الماضية، بشكل بات يهدد حياة السائقين".

ورغم توقف الأمطار، وتقطعها بشكل خفيف، لا يزال نحو أحد عشر شارعا رئيسيا مغلقا، مما شل حركة المرور في العاصمة، خاصة في ظل إغلاق كثير من الشوارع الرئيسية لمصلحة مترو الرياض.

ويرى المهندس رائد شكري، أن المشكلة الأساسية تكمن في سوء شبكات تصريف المياه القديمة، التي لا توجد بها فتحات كافية لاستيعاب كل الأمطار. ويقول لـ"العربي الجديد": "قد لا يكون الأمر عطلا أو ضعفا في تحمل شبكه تصريف المياه، بقدر ما أن فتحات تصريف المياه صغيرة، وسرعان ما تسد بالأوراق أو الأشجار وبالتالي يتوقف تصريف المياه".

ويضيف: "طالعنا في الصحف أن المسؤول عن إغلاق مخرج 11 الرئيسي في شرق العاصمة، كان أحد المقاولين الذي ترك كتلا خرسانية فوق فتحة تصريف المياه، وبالتالي تسبب ذلك في تعطلها، الأمانة أو وزارة النقل غير مسؤولة عن ذلك، هو خطأ بشري، ولكن لم يكن يجب أن يُترك هذا المقاول من دون متابعة أو محاسبة".

ويقول: "شبكة تصريف مياه الأمطار هي شبكة متصلة، لا يمكن أن تكون جيدة في منطقة وسيئة في أخرى، وهذا يتطلب تحسينا كاملا للشبكة، خاصة أن الأمطار الغزيرة صارت تهطل بكثافة على الرياض".

المساهمون