رغم كل ما يحل باللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات من مآسٍ وحروب، إلا أن أبناء المخيمات متمسكون بتراثهم الذي ورثوه عن الآباء والأجداد، إنهم يعتبرونه جزءاً من نضالهم في سبيل استعادة أرضهم فلسطين، وإحدى الطرق للحفاظ على الهوية الفلسطينية.
مخيم نهر البارد الذي يقع في شمال لبنان أنشئ عام 1949 بعد النكبة ليضم نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني، تعرض في العام 2007 إلى تدمير كامل بعد معارك عنيفة بين الجيش اللبناني وتنظيم "فتح الإسلام" ما أدى إلى نزوح سكانه بالكامل.
في عام 2008 افتتحت مؤسسة "جذور" مشغلاً للتطريز والخياطة، الهدف منه تعليم النساء على تطريز القطبة الفلسطينية بأشكالها كافة. محمد أبو ليلى مدير المؤسسة يقول لـ"العربي الجديد": بعد تدمير مخيم نهر البارد كان هدفنا هو إعادة إحياء التراث الفلسطيني الذي يعتبر إحدى جوانبه التطريز، وتم افتتاح المشغل بمساعدة بعض النساء الذين يتقنون التطريز الفلسطيني، كي يكون للمرأة الفلسطينية بصمة في إحياء تراثنا للحفاظ عليه وتوريثه للأبناء.
وأضاف، منذ افتتاح المشغل وحتى اليوم تدربت حوالى 300 امرأة على كيفية التطريز وأنجزت أثواب تراثية فلسطينية تمثل مختلف المناطق الفلسطينية، كذلك أدخلوا القطبة التراثية الفلسطينية على أشكال عدة من حقائب وعلاقات مفاتيح وغيرها من الأدوات التي تستخدم في البيوت، ولوحات للمسجد الأقصى وقبة الصخرة وخارطة فلسطين جميعها مطرّزة بالألوان الفلسطينية، واللافت أن السيدات يقمن بتدريب بناتهن وأقاربهن على التطريز بعد أن ينتهين من التدرب في المشغل.
"وللتطريز الفلسطيني أسس يجب المحافظة عليها، فكل مدينة لها قطبتها وألوانها الخاصة، ويستطيع الكبار من أبناء الشعب الفلسطيني أن يميزوا بين الأثواب والتطاريز ولأي مدينة تعود" يوضح أبو ليلى.
ويلفت إلى أن ما ينتجه المشغل من تراثيات يتم تسويقها في لبنان من خلال المعارض التي تقام في المناسبات الوطنية، كذلك يتم التسويق في دول أوروبية عدة وهناك إقبال من قبل الأجانب للتعرف على التراث الفلسطيني، وهذا ما يدفعنا للتمسك بنشر ثقافتنا وتراثنا كي نحارب ظاهرة سرقة تراثنا من قبل الإحتلال الصهيوني.
اقرأ أيضاً: بروكسل.. سهرة صوفيّة بمشاركة منشدين من الجزائر وتركيا