نداء مقدسي ضد زيارة الراعي... وأنصار لحد يستعدّون للقائه

14 مايو 2014
حيّا المقدسيون الراعي وقدّروا حرصه على المقاومة (أرشيف)
+ الخط -
وجّه رجال دين مسلمون ومسيحيون وممثلون عن المجتمع المدني الفلسطيني في القدس المحتلّة، نداءً إلى البطريرك الماروني، بشارة الراعي، ناشدوه فيه مراجعة قراره زيارة القدس ضمن الوفد الفاتيكاني للأراضي المحتلة.

وأكد المقدسيون أنه "لِما يُمثّله البطريرك من حضور ديني في الساحة اللبنانيّة والفلسطينيّة والشرق الأوسط، ولما تحمله الزيارة من تطبيع مع الاحتلال، إضافةً إلى الآثار السلبيّة على القضيّة الفلسطينيّة بِشكل عام، ومدينة القدس بِشكل خاص، التي تعاني الحِصار والإغلاق، إذ يُمنع الفلسطينيون من مسيحيين ومسلمين من الوصول إليها، فإننا ندعوه إلى مراجعة قراره زيارة القدس".

وذكّر المشاركون بِأنّ "سلطات الاحتلال التي تُمارس القمع اليوميّ بِحق أبناء شعبنا، هي نفسها السُلطات التي تقوم بإجراء الترتيبات الميدانيّة واللوجستيّة للزيارة، الأمر الذي يحمل اعترافاً بِسُلطة الاحتلال على الأراضي المحتلة، والتي نعمل جميعاً على حمايتها وتحريرها من براثن الاحتلال".

وأكّدوا في ختام اجتماع عقدوه، ليلة الثلاثاء، أنّ "دعم صمود الرعايا المسيحيين في الأراضي المحتلة، يأتي من خلال رفض الظُلم بكل أشكاله، ومنها رفض زيارة الأماكن المقدسة وهي قابعة تحت الاحتلال، حيث إن الاحتلال هو العامل الرئيسي الذي ساهم، بطرقِ مُختلفة، في تفريغ الأراضي المقدسة من المسيحيين. فزيارة قبر المسيح في كنيسة القيامة، والصلاة في كنيسة البشارة، وإقامة القداديس في قريتي إقرث وبرعم، لا تستقيم إلا إذا حصلت الدعوة إلى إنهاء الاحتلال ومقاطعة الظلم الناجم عنه".

ولفت المجتمعون الى "ضرورة تجنيب لبنان المزيد من التجاذبات السياسيّة التي تساهم في تفتيت الموقف العام، والداعي إلى اللُحمَة الوطنيّة في لبنان الصمود والمقاومة".
كذلك ثمّنوا "المواقف القوميّة والوطنيّة التي سجّلها البطريرك الراعي في مسيرته الدينيّة خلال العقود الماضيّة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينّية والصراع الدولي في الساحة العربيّة".

وأشاروا إلى أن "حرص البطريرك على مُتابعة احتياجات رعاياه من المسيحيين في الأراضي المحتلة واهتمامه بِحق العودة للمهجرين من القرى الفلسطينيّة العام 1948، وعلى رأسها قريتا إقرث وبِرعم، تتطلب منه رفض الاحتلال أو التقاطع معه في أي شكلٍ من الأشكال، وخصوصاً أن هذه الزيارة بكل ترتيباتها تأتي مِن قِبل الاحتلال ومحميّة من أجهزته، التي تمارس القمع اليومي بحق جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة".

وناشد المجتمعون "غبطته، استناداً إلى ثقتهم بمواقفِه القوميّة والوطنيّة، بِضرورة الحفاظ على الإرث القومي المسيحي والإسلامي الرافض للاحتلال والمقاوم للظلم والعدوان، من خلال العدول عن الزيارة".

حيفا تستعدّ

وعلى الرغم من الجدل الذي تثيره زيارة الراعي، إلا أن المطرانية المارونية في حيفا، أعلنت يوم الأربعاء، أن زيارته ستكون رعوية وروحية فقط، على الرغم من أن الزيارة ستشمل لقاء أنصار "جيش لحد" المتعاونين مع الاحتلال، الذين فروا من لبنان العام 2000.

وعقدت المطرانية مؤتمراً صحافياً أعلنت فيها آخر تحضيراتها للزيارة، مع الترحيب بالبطريرك والتأكيد أن "الزيارة ليست سياسية، بل إن أبناء الكنيسة المارونية يستعدون لاستقبال رئيس الكنيسة، والذي سيزور البلاد مع سائر البطاركة الشرقيين، لاستقبال البابا".

وأعلن المطران موسى الحاج، واساقفة آخرون من الرعية المارونية، أن "الراعي سيزور قريتي كفر برعم والمنصورة المارونيتين المهجّرتين منذ العام 1948، وسيعقد قداساً احتفالياً وسط حشد من الكهنة وأبناء قرية برعم في كنيسة القرية المهجرة. كما سيلتقي مع اللبنانيين التابعين لجيش لحد، المبعدين إلى إسرائيل منذ العام 2000. وسيعقد قداساً في حيفا ويزور أبناء الرعية في قرية الجيش في الجليل الأعلى، وأيضاً سيشارك في قاعة حوار ديني في قرية عسفيا".

وفي موضوع أنصار لحد المتعاملين مع الاحتلال، أشار الحاج الى أنه "يوجد 650 عائلة (ما يقارب 3000 شخص)، من لبنان يعيشون هنا من جميع الطوائف، ووضعهم صعب جداً وعلى الحكومة اللبنانية إيجاد حل لهم. الوضع الراهن يشكل خطراً على هويتهم وانتمائهم الديني".

وأضاف "عشت معهم في سنوات الثمانينات في جنوب لبنان وأعرف ظروفهم جيداً. 90 في المئة منهم مظلومون، ويجب إيجاد حل لهم بالعودة الى لبنان".

وقال إن "المسيحيين في الأراضي المقدسة بحاجة إلى تشجيع البطاركة، بعد كل الحروب والنكبات التي حلت بمسيحيي الشرق، في القرن الماضي كما في أيامنا هذه، أضف إليها الأزمات الاقتصادية والأفق المسدود والمحدود للأجيال الصاعدة. هذه الأسباب وغيرها أثرت على أوضاعهم الحياتية، وأضعفت قدرات الكنائس وأفقرت العمل الرعوي، ومن جراء ذلك، فقد الكثيرون ثقتهم فهاجروا إلى بلدان الاغتراب".

إلى ذلك، أصدر بطاركة الكنائس في القدس، بياناً، عبّروا عن رفضهم "تجنيد المسيحيين في الجيش الإسرائيلي".

وجاء في البيان الذي أوردته وكالة "معا"، أن "الفلسطينيين المسيحيين داخل إسرائيل، عبّروا عن رفضهم لمحاولات تجنيد الشباب المسيحي في الجيش الاسرائيلي، واعتراضهم على محاولات التمييز بين المسلمين والمسيحيين من خلال إصدار تشريعات تفصل الفلسطينيين المسيحيين عن اخوانهم الفلسطينيين المسلمين".