أدى قرابة مائتي ألف فلسطيني قدموا من مختلف أنحاء فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة، اليوم، صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، وسط انتشار آلاف من عناصر شرطة الاحتلال الخاصة وحرس الحدود في كافة أرجاء المدينة، خاصة على مداخل بلدتها القديمة وعلى محاور الطرق المؤدية للمسجد.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير المسجد الاقصى، إن هذا العدد الكبير من المصلين يؤكد ارتباط الشعب الفلسطيني بالقدس ومقدساتها، مؤكداً أن إدارة الأوقاف الإسلامية كانت وضعت خطة شاملة لاستقبال هذا العدد الكبيرة من المصلين، والمتوقع أن يتضاعف خلال أيام الشهر الفضيل.
وكان المئات من عناصر الكشافة الفلسطينية وفرق أمن ونظام محلية من متطوعين ومتطوعات تولوا، منذ ساعات الصباح الباكر، تسهيل دخول المصلين إلى باحات الأقصى، فيما قدمت فرق من المسعفين والطواقم الطبية الإسعافات الاولية لعشرات المصلين خاصة من كبار السن الذين أصيبوا بحالات إعياء وإرهاق جراء الازدحام الشديد، وارتفاع درجات الحرارة.
على صعيد متصل، ازدحمت الحواجز العسكرية المنتشرة حول القدس بآلاف المصلين من مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث خصصت السلطات الاسرائيلية قرابة 600 حافلة لنقلهم من الحواجز والمعابر إلى تخوم البلدة القديمة التي أغلقتها قوات الاحتلال بالحواجز الحديدية، ومنعت تحرك المركبات الخاصة في كثير من الشوارع ومحاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة، إذ تولت إجراءات الدخول وترتيبات الأمن الأخرى قوات كبيرة، وفرق من شرطة المرور وطواقم من بلدية الاحتلال، التي حددت مسارات خاصة للفلسطينيين القادمين من مختلف المحافظات، بما في ذلك مئات الغزيين الذين سمحت لهم سلطات الاحتلال بالدخول للقدس بأعداد تفوق ما كانت سمحت به في الشهور الماضية.
فيما تمكنت أعداد كبيرة من المواطنين من الوصول إلى البلدة القديمة أمس والمبيت في المسجد الأقصى، تجنباً للازدحام الخانق الذي تشهده شوارع البلدة القديمة ومحيط الأقصى.
وكانت الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية أعلنت، أمس الخميس، عما أسمته بـ "تسهيلات خاصة" لأهالي غزة خلال شهر رمضان المبارك.
وشملت هذه "التسهيلات"، السماح لـ400 مصلٍ بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حسب الآلية التي تتبعها الهيئة مسبقاً مع المصلين. كما سيسمح بسفر 50 مواطناً أسبوعياً لزيارة أقاربهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وهي زيارة أقارب درجة أولى، لمن هم أعمارهم فوق 50 عاماً، والسماح بسفر 50 مواطناً أسبوعيا لزيارة أقاربهم درجة أولى إلى الضفة.
وأعقب الصلاة انطلاق مسيرة حاشدة دعما للأسير عدنان خضر، انتهت بمهرجان خطابي.
وكان مسؤولون من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، أكدوا لـ"العربي الجديد"، تسيير أكثر من 150 حافلة اليوم باتجاه المسجد الاقصى، في نطاق مسيرة "البيارق" التي تنظمها الحركة لإعمار المسجد، ومواجهة الاقتحامات اليومية، علماً أن نحو 40 متطرفاً اقتحموا الاقصى أمس في اليوم الأول من رمضان، واضطرت شرطة الاحتلال اقتصار هذه الاقتحامات على مرحلة واحدة صباحية تبدأ من الساعة السابعة والنصف وحتى العاشرة.
اقرأ أيضاً تقرير: نفوذ المتطرفين في حكومة نتنياهو يهدد الأقصى