لم يعد النظام البيئي يتمتع بالتنوع (أورلندو سييرا/فرانس برس)
كثيراً ما تداول السودانيون أسطورة زواج أبو الدرداق من القمر، وصارت مثلاً يُضرب لدى التعبير عن استحالة حدوث أمر ما. كيف بحشرة أن تتزوج من القمر؟. تقول الأسطورة إن القمرة (مثلما تسمى) اشترطت على أبو الدرداق تنظيف الأرض من الأوساخ حتى تتزوجه. ومنذ ذلك الوقت، جهدت الخنفساء في عملها.
والمعروف أن أبو الدرداق أو خنفساء الروث، نوع من أنواع الخنافس التي تتغذى جزئياً من فضلات الحيوانات (الروث)، ويطلق عليها اسم خنافس التكوير، إذ تُحوّل الروث إلى كرات تستخدم في وقت لاحق كمصدر للطعام أو غرف للفقس. وهناك نوع آخر يُشتهر باسم خنافس الأنفاق، والذي يدفن، فيما تعيش مجموعة ثالثة داخل الروث. في هذا الإطار،
تلعب دوراً أساسياً في الزراعة من خلال إعادة تدوير المغذيات وبنية التربة وحماية الماشية من خلال إزالة موائل الآفات الضارة كالذباب. كذلك، تساهم في تحسين معايير النظافة.
إلى ذلك، يقول علماء من جنوب أفريقيا إن هذه الخنفساء لا تستخدم الروث كمخزون غذائي فقط، بل تعتمد عليه في المناطق الحارة وكأنه جهاز تكييف. وتوضح إحدى الدراسات أن هذه الكريات الرطبة تجعل درجة حرارة الخنافس منخفضة حتى وإن حركت في الرمال الساخنة وزناً يفوق وزن جسمها بما يصل إلى 50 مرة. كذلك فإن الواحدة من خنفساء الروث يمكنها دفن 250 ضعفاً من وزنها في ليلة واحدة.
من جهته، يوضح البروفسور ماركوس بايرن المشارك في الدراسة، أن الخنافس تصعد فوق كريات الروث عندما ترتفع درجة حرارة ساقيها الأماميتين أو درجة حرارة رأسها، وتستخدم الشمس لمعرفة اتجاهها بهدف دحرجة كرات الروث على خط مستقيم بين كومة الروث والمكان الذي تدحرجها إليه". وفي دراسة أخرى، ثبت أنها الحشرة الوحيدة التي تستخدم في تنقلاتها النجوم ودرب التبانة، ولعل هذا ما عزز الأسطورة، إذ غالباً ما تُرى وهي تنظر إلى السماء.
وبسبب أهمية هذه الحشرة، عمدت بلدان عدة إلى الاستعانة بها لتربية الحيوانات. هل نطبّق الأمر يوماً؟ أم هل علينا المطالبة بذلك؟ حتى وقت قريب، كنا نرى هذه الخنافس بأعداد كبيرة قبل أن تختفي، أو أنها تكاد أن تنقرض من المزارع والمراعي والغابات وحظائر الحيوانات.
ويعزو البعض الأمر إلى انتشار المبيدات التي لا تفرّق بين حشرة ضارة وأخرى مفيدة. ويقول العالمون بالغابات إن غياب بعض العناصر الأساسية يؤثر على التنوع الحيوي فيها. لم يعد النظام البيئي يتمتع بذلك التنوع والتوازن الذي كان عليهما قبل عقود قليلة.
(متخصص في شؤون البيئة)
اقــرأ أيضاً
والمعروف أن أبو الدرداق أو خنفساء الروث، نوع من أنواع الخنافس التي تتغذى جزئياً من فضلات الحيوانات (الروث)، ويطلق عليها اسم خنافس التكوير، إذ تُحوّل الروث إلى كرات تستخدم في وقت لاحق كمصدر للطعام أو غرف للفقس. وهناك نوع آخر يُشتهر باسم خنافس الأنفاق، والذي يدفن، فيما تعيش مجموعة ثالثة داخل الروث. في هذا الإطار،
تلعب دوراً أساسياً في الزراعة من خلال إعادة تدوير المغذيات وبنية التربة وحماية الماشية من خلال إزالة موائل الآفات الضارة كالذباب. كذلك، تساهم في تحسين معايير النظافة.
إلى ذلك، يقول علماء من جنوب أفريقيا إن هذه الخنفساء لا تستخدم الروث كمخزون غذائي فقط، بل تعتمد عليه في المناطق الحارة وكأنه جهاز تكييف. وتوضح إحدى الدراسات أن هذه الكريات الرطبة تجعل درجة حرارة الخنافس منخفضة حتى وإن حركت في الرمال الساخنة وزناً يفوق وزن جسمها بما يصل إلى 50 مرة. كذلك فإن الواحدة من خنفساء الروث يمكنها دفن 250 ضعفاً من وزنها في ليلة واحدة.
من جهته، يوضح البروفسور ماركوس بايرن المشارك في الدراسة، أن الخنافس تصعد فوق كريات الروث عندما ترتفع درجة حرارة ساقيها الأماميتين أو درجة حرارة رأسها، وتستخدم الشمس لمعرفة اتجاهها بهدف دحرجة كرات الروث على خط مستقيم بين كومة الروث والمكان الذي تدحرجها إليه". وفي دراسة أخرى، ثبت أنها الحشرة الوحيدة التي تستخدم في تنقلاتها النجوم ودرب التبانة، ولعل هذا ما عزز الأسطورة، إذ غالباً ما تُرى وهي تنظر إلى السماء.
وبسبب أهمية هذه الحشرة، عمدت بلدان عدة إلى الاستعانة بها لتربية الحيوانات. هل نطبّق الأمر يوماً؟ أم هل علينا المطالبة بذلك؟ حتى وقت قريب، كنا نرى هذه الخنافس بأعداد كبيرة قبل أن تختفي، أو أنها تكاد أن تنقرض من المزارع والمراعي والغابات وحظائر الحيوانات.
ويعزو البعض الأمر إلى انتشار المبيدات التي لا تفرّق بين حشرة ضارة وأخرى مفيدة. ويقول العالمون بالغابات إن غياب بعض العناصر الأساسية يؤثر على التنوع الحيوي فيها. لم يعد النظام البيئي يتمتع بذلك التنوع والتوازن الذي كان عليهما قبل عقود قليلة.
(متخصص في شؤون البيئة)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في مجتمع
