نجيب محفوظ.. "حديث الصباح والمساء" في طبعة ثامنة

تتابع صدور طبعات جديدة من أعمال الروائي المصري (1911 – 2006) شابه جدل حول مسائل عدّة، منها تغيير عنوان روايته "عبث الأقدار" إلى "عجائب الأقدار" منذ حوالي عامين، والذي اعتبره البعض محاولة لتجنب التصادم مع التيارات المتشددة، أو الشكوى المتكرّر من عدم إعادة طباعة بعض أعماله رغم أن نسخها قد نفذت.

في هذا السياق، صدرت حديثاً الطبعة الثامنة من روايته "حديث الصباح والمساء" عن "دار الشروق للنشر" والتي تعدّ واحدة من أبرز أعماله التي نُشرت طبعتها الأولى عام 1987، وتمّ تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني سنة 2001 من إعداد السيناريست محسن زايد وإخراج أحمد صقر.

الرواية مثل معظم روايات صاحب "المرايا" تتناول أبطالاً عاديين يمثّلون خمسة أجيال من ثلاث أسر تعيش في القاهرة، ما يعكس التنوّع الشديد في شخصياتها في سياق ملحمي يفصّل سيَر العديد منهم رغم حجم الرواية غير الضخم، وهو كعادته يهتمّ بالجوانب الإنسانية لديها للتعبير عن التغيّرات السياسية الكبرى التي عاشتها مصر وليس العكس.

يشير بيان الناشر إلى أن محفوظ كتب العمل على شكل كتاب لشجرة العائلة، حيث أن الرواية ليست مقسمة إلى فصول ولكنها مقسمة أبجدياً بأسماء شخصيات العائلة، ومنهم أحمد عطا المراكيبي العملاق ذو الجسم الطويل المنبسط، يباشر الأعمال ويتولى المهام ويرجع في نهاية المطاف مثقل الأجفان ويسلم روحه منتصف الليل.

تضمّ الرواية أصحاب النفوذ والسلطة وهؤلاء متمثلين في آل داوود حتى أول ثلاثة أجيال منهم، وأصحاب المال والجاه وهؤلاء متمثلون في آل المراكيبي، وأصحاب الطموح وطلبة العلم والمال وهم آل يزيد الذين يسعون طوال الوقت لأن يعوضوا نقص مالهم وقلة جاههم بالعلم والطموح والتقرب من عائلتي داوود والمراكيبي ومصاهرتهم على مر الأجيال.

وتظلّ مآلات أفراد العائلات الشخصية وتحوّلاتهم المستمرة طوال العمل هي الأساس في فهم كيف غيّرت الأحداث الكبرى مثل ثورة عرابي عام 1882، وثورة 1919، وحركة ضباط يوليو عام 1952، في سلوكياتهم وفهمهم للسلطة والثروة والحب كذلك.