نجوم سوريون في طريقهم إلى "حارة القبّة"

09 يونيو 2020
يأتي مسلسل "حارة القبة" لينافس "سوق الحرير" (من المسلسل)
+ الخط -
غادرت المخرجة رشا شربتجي بيروت عائدة إلى دمشق، صوبَ الوجهة الأولى التي انطلقت منها إلى لبنان ومصر. هناك ينتظر مخرجة "تخت شرقي"؛ عمل شامي يعد الثاني في مسيرتها بعد "أسعد الورّاق" في خيار إنتاجي فاضلت به رشا أمام مسلسل درامي اجتماعي.
"حارة القبة" هو العمل الشامي المنتظر الذي جاء الإعلان عنه قبيل انتهاء الموسم الرمضاني في محاولة مباشرة لمنافسة مسلسل "سوق الحرير"، حيث عرض الجزء الأول منه وحقق نسب مشاهدة عالية، خاصة في الحلقات الأخيرة، فجاء الإعلان عن "حارة القبة" عبر صفحة المنتج السوري هاني العشي العائد للإنتاج المحلي بعد عشر سنوات من التوقف.

وبينما تداولت صفحات فنية أنّ المسلسل سيضم نجوماً عرباً، عاد العشي للنفي في مقابلة صحافية، مشيراً إلى أن المسلسل سوري بالكامل، وقد سُوّق وبيعَ لصالح تلفزيون دبي منذ توقيع عقده. وبهذا، يدخل الإنتاج الإماراتي على السوق السورية مجدداً بعد توطيد علاقات حكومة أبوظبي مع النظام السوري، ومنافسة الإنتاج السعودي المتمثل بــ"سوق الحرير".
هكذا، تبدو الدراما الشامية ملعباً يعاد الاستثمار فيه بعدما صدّرته الشركات السورية المحلية على أنه نوع مطلوب جماهيرياً ويضمن عناصر تسويقه كونه يعتمد على نموذج الحارة المنمّط في ذهن المشاهدين العرب على إثر الانتشار الكبير لمسلسل "باب الحارة"، وما تلاه من عشرات النسخ الجيدة والرديئة التي ساهمت في تنميط المجتمع السوري بهذه الصورة التاريخية المقتصرة على بطولات الحارة والزعامة التقليدية والخلاف بين الزوجات.

لكن ذلك لا يلغي الأبعاد السياسية لنصوص هذه الأعمال وتزامنها مع مرحلة معقدة التركيب في تاريخ سورية المعاصر، وهذا ما بدا واضحاً في مسلسل "سوق الحرير" بعدما تطرق لأول مرة بعد سنوات من التعتيم المقصود على فترة الخمسينيات إلى تاريخ دمشق في تلك الحقبة، والتحول المجتمعي الذي حدث لدى العائلات من تمكين عمل المرأة وتحررها اجتماعياً وانفتاح المدينة على المسارح والصالات السينمائية، على عكس القصص المعهودة التي كانت تنمّط الصورة الدمشقية؛ بأن أهالي الأحياء خاضعون للسلطنة العثمانية أو الاحتلال الفرنسي ويعيشون حياة تقليدية لا تتخطى المناسبات الاجتماعية والشعائر الدينية والزواج وإنجاب الأطفال.
ووسط البحث عن مشروع درامي سوري يعيد التماسك للصناعة المتهاوية في السنوات الأخيرة، يتحول المنتجون السوريون إلى منفذي إنتاج لصالح قنوات عربية ترسم ملامح الدراما الشامية وفق التصور المطلوب في رواية موازية بمطارح عديدة لرواية النظام عن العلمانية والتحرر ونبذ التطرف، وهذا لا يعني أن المجتمع الدمشقي متشدد، بل المشكلة تكمن في طرح التاريخ بشكل تنظيري مؤدلج، وليس بانسياب عبر قصص حقيقية تعبر عن نفسها، وترصد مراحل الصراع بين الطبقات الاجتماعية والتيارات الدينية، وصولاً إلى الشكل الذي بلغته دمشق في الخمسينيات من التحرر والانفتاح قبيل وصول البعث إلى السلطة.
هكذا، يقع على عاتق شربتجي حمل كبير في صناعة حدوتة درامية مقنعة كتبها أسامة كوكش، مع منتج قوي استطاع استقطاب مجموعة من نجوم الصف الأول للعمل، أبرزهم سلوم حداد وسلافة معمار وعباس النوري وخالد القيش وشكران مرتجى، مع سعي لضم نجم بشهرة عربية في تفاوض مع عابد فهد وتيم حسن. كما اعتذرت أمل عرفة عن المشاركة. هل تستفيد من نجومية الأبطال وتحقق نجاحاً مضاعفاً؟ أم تتوقف الفرجة عند حضور النجوم من دون إمتاع في الحبكة وإقناع في الطرح كما جرت العادة في عصر تكسّر الدراما السورية واقتصار نطاقها على أزقة الحارات الضيقة.
المساهمون