نجما الجزائر رفقة فاردي.. هاتريك ليستر الحقيقي أمام السيتي

11 ديسمبر 2016
ليستر يستعيد ذكريات الموسم الماضي (Getty)
+ الخط -
استعاد ليستر سيتي أمجاد الموسم الماضي، وحقق فوزاً عريضاً على حساب مان غوارديولا بنتيجة أربعة أهداف مقابل اثنين، ليحقق حامل لقب البطولة المحلية انطلاقة جديدة، بعد نتائج كارثية في البدايات، وهزيمة ثقيلة أمام بورتو بالخمسة في الشامبيونزليغ، خصوصا أن الفوز جاء على حساب أحد المرشحين الكبار لنيل الدوري في آخر الموسم.


خلطة الشولو
سار ليستر على طريقة أتليتكو مدريد في بداية المباراة، 4-4-2 دفاعية مع التزام شامل في كل أرجاء الملعب، وتقليل الفراغات قدر المتاح في وبين الخطوط، بالإضافة إلى تطبيق الضغط العكسي في أول دقائق المباراة، عن طريق خنق الخصم في نصف ملعبه، وإغلاق كافة زوايا التمرير أمامه، ومن ثم الحصول على الكرة ونقلها بالتمرير السريع حتى هز الشباك.


وحصل رانييري على الأفضلية المطلقة بفتح الملعب عرضيا عن طريق لاعبي الوسط، وإغلاقه بعودة الأجنحة إلى المنتصف تقريبا، مع دخول ثنائي الأظهرة إلى العمق قريبا من قلبي الدفاع، وبالتالي حصل ليستر على كثافة عددية أمام مرماه، مع قيام الأجنحة والمهاجمين بأداء دور المدافع الأول، بالضغط المستمر على حامل الكرة من لاعبي مانشستر، لذلك جاءت بعض الأهداف عن طريق هفوات مباشرة من نجوم الفريق الضيف، دون جهد شاق من أصحاب الأرض.


سد الفريق الفائز كرات أقل، ومرر بشكل أضعف، وترك الاستحواذ كاملا للمنافس، لكنه فاز في النهاية نتيجة المرتدات المثالية، والحصول باستمرار على الكرة الثانية، هذا هو النصف الأول من الخطة، بينما النصف الثاني يكمن في قوة ثلاثة لاعبين، ثنائي الأطراف والمهاجم في الثلث الأخير، وتسببت حركة هؤلاء في هزيمة برافو أربع مرات متتالية.


محرز وفاردي
أخيرا بعد فترة طويلة من الشد والجذب، عادت ثنائية "محرز-فاردي" إلى الظهور من جديد، لدرجة أن أكثر من صحيفة إنكليزية تحدثت خلال الفترة السابقة عن أن محرز لا يمرر لفاردي، والمهاجم الإنكليزي لا يتحرك كثيرا داخل الصندوق، لكن أمام مان سيتي كل شيء تغير، بفضل التوظيف الذكي من رانييري لنجميه، ليس في القلب الصريح بل على الأطراف قليلا.


تتحول 4-4-2 إلى 4-5-1، بعودة فاردي إلى اليسار والربط مع محرز يمينا، من أجل سد الأطراف تماما أمام السيتي، وللسماح بمساندة لاعبي الارتكاز للدفاع من دون الكرة، كل هذا حتى يتم تقليل الفراغات في نصف الملعب، وبمجرد الحصول على الكرة، يبدأ رياض سريعا في لعب تمريرات ذكية ومختلفة، معظمها تمر بشكل قطري من الرواق الأيمن إلى قلب منطقة الجزاء.


تأتي التمريرات القطرية كحل سحري أمام الدفاعات البطيئة، لذلك قدم الجزائري مباراة كبيرة بفضل مهارته في ضبط هجمات ليستر، بينما سجل فاردي الهاتريك نتيجة تحركه في المساحة المتاحة، إنه مهاجم قريب من النسخة الإيطالية القديمة، يهاجم الفراغ بذكاء ويضرب عندما تأتيه الفرصة، إنها اللعبة التي جلبت الأهداف إلى الفائز.


سليماني
ورغم أنه لم يسجل أي هدف خلال المباراة، ولم يكمل التسعين دقيقة، إلا أن الجزائري الآخر، إسلام سليماني، يستحق وبقوة أن يكون أحد نجوم فريقه، بسبب الدور التكتيكي البحت الذي قام به وفق رؤية مدربه رانييري. سليماني هو المهاجم بالمركز 9 في تكتيك ليستر، لكنه ابتعد قليلا عن منطقة الجزاء، من أجل فتح الطريق أمام فاردي، القادم من بعيد.


يضغط سليماني بشكل مثالي في نصف ملعب المنافسين، لا يترك أي فرصة للاعب الارتكاز بالصعود، مع تضييق الخناق على ستونز، مما أجبر فريق مان سيتي على التمرير الخاطىء في مناطق خطيرة، رفقة مهارة إسلام في التمرير الإيجابي، فاللاعب العربي صنع أول هدفين في اللقاء، ولعب دور المهاجم التسعة ونصف الذي يصنع أكثر مما يسجل.


لن يحقق ليستر الدوري هذا الموسم، وفي الأغلب سيلعب مان سيتي على مركز مؤهل للأبطال، لكن فريق رانييري أثبت بأن هناك أملاً في الوصول إلى مراحل متقدمة بدوري الأبطال، في حالة وقوعهم أمام منافس متوسط في المراحل الإقصائية، وكل شيء وارد في موسم غير متوقع على جميع المستويات.

المساهمون