رغم تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى ما وصفه البعض بـ"موقف محرج"، عندما اضطر، يوم الاثنين، للانتظار أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية، إذ لم يجد أحدا في استقباله، إلا أن ذلك لم يمنع نتنياهو من فرض أجندته على اللقاء الذي جمعه داخل "10 داوننغ ستريت" مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي.
نتنياهو، تجنّب بلا حرج، التطرق إلى موضوعي الاستيطان و"حل الدولتين"، زاعما أن "جذر ولب وجوهر الصراع، هو عدم اعتراف الفلسطينيين بحق الشعب اليهودي في أرضه، أما باقي القضايا فهامشية".
وبسرعة لافتة، فضّل نتنياهو شد رئيسة الوزراء، طرية العود في السياسة الخارجية، إلى "تحديات واضحة جداً تواجهها بريطانيا وإسرائيل، من الإسلام المسلح، وخاصة من إيران التي تسعى لإبادة إسرائيل، وغزو الشرق الأوسط"، معتبراً أن إيران "تهدد أوروبا، تهدد الغرب، تهدد العالم"، داعيا "الدول الأخرى إلى حذو نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفرض العقوبات على طهران".
ولم يخف نتنياهو انتهازيته، بالإشارة إلى فرصة وجود إدارة جديدة في واشنطن، وحكومة جديدة في بريطانيا، لتعزيز الروابط، سواء بين كل طرف منهما، أم بينهما وبين إسرائيل، إضافة إلى الروابط الثلاثية، وتشكيل حلف أوروبي يدعم إسرائيل، مقابل المواقف الرسمية للاتحاد الأوروبي المناهضة لسياسات إسرائيل، والداعمة للموقف الفلسطيني بالعودة للمفاوضات بموجب حل الدولتين.
وكأنه لم يكتف بفرض أجندته السياسية على لندن، فبادر نتنياهو إلى الابتزاز العاطفي، بوضع صورة على صفحته في موقع "فيسبوك"، تجمعه مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وعلق كاتبا "في هذا المكتب قبل حوالي 100 عام أصدر وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر بلفور وعده بإقامة وطن قومي لليهود"، مشيدا بـ"العلاقات التاريخية بين بريطانيا وإسرائيل على مر التاريخ"، فردت رئيسة الوزراء البريطانية، "ونحن نستعد لإحياء ذكرى 100 عام على وعد بلفور، نؤكد أن "بريطانيا لا تزال صديقا حميما لإسرائيل". ودعت نظيرها الإسرائيلي لحضور الفعاليات التي تجري في المملكة المتحدة لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل".