نتمنى أن تستقيلوا

10 يوليو 2016
التآمر الأميركي ضد الثورة بدأ منذ 2011 (بهاء الحلبي/الأناضول)
+ الخط -
لم تأتِ الوثيقة التي صدرت عن "وقفية راند" المقربة من الخارجية الأميركية تحت عنوان "خطة سلام من أجل سورية"، والتي نشرها عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ميشيل كيلو، ضمن مقال له في صحيفة "العربي الجديد"، بجديد حول السياسة الأميركية في سورية، بقدر ما أكدت تلك السياسة التي باتت معروفة لكل الناشطين. 
كما أنها لم تأتِ بجديد عن خداع واشنطن الثورة السورية، من خلال التصريحات المضللة التي توحي برغبة أميركية بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتؤكد مساندتها الثورة، فقد انكشف هذا الخداع منذ أكثر من سنتين، ليظهر الموقف الأميركي بشكل واضح مع بداية التدخل الروسي، الذي ظهر بما لا يدع مجالاً للشكّ في أن السياسة الأميركية تجاه سورية، تقوم على عدم السماح بإسقاط نظام الأسد وبذات الوقت عدم السماح له استعادة شرعيته أو توسيع مناطق سيطرته، والحفاظ على استعصاء عسكري يضمن استمرار تدمير سورية كدولة بأيدي السوريين أنفسهم.

إلا أن الجديد في طرح الأستاذ كيلو لهذه الوثيقة، هو الاعتراف من قبل أحد ممثلي الجهة التمثيلية للثورة والمعارضة بالخداع الأميركي لهم، وجرّهم إلى مواقع قد تحوّل سورية إلى مناطق نفوذ بين الدول الكبرى والدول الإقليمية في المنطقة. وعلى الرغم من القناعة المطلقة لمعظم السوريين بأن ممثليهم السياسيين كانوا على علم مبكر بموقف واشنطن الحقيقي من الثورة السورية، إلا أن ذلك لا يعود إلى دهاء هؤلاء الممثلين السياسيين بل بسبب تعاطيهم المباشر مع الأميركيين والضغوط المباشرة التي كانت تمارَس عليهم، وعلى حلفائهم الإقليميين، والتي أدت إلى استقالة أعضاء من المجلس الوطني ومن الائتلاف، بسبب رفضهم الخضوع وتأدية أدوار لا تخدم الثورة. الآن وقد تم الاعتراف العلني بأن القوى التمثيلية للثورة من ائتلاف وهيئة تفاوض كانوا أحياناً أدوات لتنفيذ ما يتفق عليه الروس والأميركيون، فإننا كسوريين نتمنى على كل صاحب ضمير في تلك الجهات تقديم استقالته منها، واتخاذ موقف واضح من كل ما يخطط للبلد، لعلّ جيلاً جديداً يتمكن من تقديم أداء أفضل مما قدمه المسؤولون الحاليون الناطقون باسم الثورة.
المساهمون