نتائج إيجابية لعلاج جديد لفيروس كورونا في الدنمارك

27 مارس 2020
أظهرت التجارب أنّ العقار يتصدّى للفيروس (تيبولت سافاري/فرانس برس)
+ الخط -
يأمل باحثان دنماركيان من "مستشفى جامعة آرهوس"، وسط غرب البلد، أن يباشرا بعلاج جديد لمرضى كورونا في المستشفى، بداية الأسبوع المقبل، بعد ظهور نتائج إيجابية لتجاربهما المخبريّة على العقار.
ويعتقد الباحثان، مادس فولاسنغ كيولبي وأولا شميلتز سوغورد، من قسم الصيدلة السريرية وقسم طبّ العدوى، في الـ"مستشفى الجامعي بآرهوس"، أنّ العقار الذي سيجرّبانه على مرضى كورونا في المستشفى سوف يبطئ انتشار كورونا الجديد.
هذه الإيجابية التي يُظهرها الطبيبان الباحثان، في حديثهما مع تلفزيون "تي في تو شرق يولاند"، أمس الخميس، جاءت بعد "تجارب مخبريّة أثبتت فعالية الدواء، وعليه سنبدأ تجربته على البشر خلال الأيام المقبلة".
وخلال الشهر الماضي، قام الباحثان بطلب مستعجل لدواء camostat mesylate من اليابان، وصل إليهما بطرد بريدي، وهما تحمّسا بعد تجربته. إذ يأمل الطبيبان أن يكونا أول طبيبين حول العالم يعالجان دوائياً وباء كورونا الجديد خلال أسبوع. ويعتمد الدواء على آلية وقف انتشار الفيروس في رئة المصابين، بحيث لا يحتاجون بعدها إلى وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي في قسم العناية المركزة.
ويؤكّد الطبيب الباحث مادس فولاسنغ كيولبي أنّ "الباحثين في ألمانيا واليابان كانوا في طليعة الباحثين في المجال، لكنّنا تصرّفنا بسرعة كبيرة، وتمكّنا من خلال المهارات التي نملكها من القيام بذلك بسرعة قياسية".


ويذكر الباحثان أنّ العقار الطبّي يحتوي على جرعات من الدواء الياباني camostat mesylate، والذي طوره اليابانيون قبل عدّة سنوات لعلاج حرقة المعدة والتهاب البنكرياس. وأظهرت تجارب مخبريّة في "مستشفى آرهوس الجامعي" أنّه قادر على التصدي للفيروس، عن طريق تثبيط إنزيم محدد في الجسم البشري، لمنع الفيروس من اختراق الخلايا السليمة لدى الإنسان ومحاربة فيروس كورونا. إذ يلعب هذا الإنزيم، وفقاً للباحثين، دوراً في انتشار خلايا كورونا في الجسم البشري، خصوصاً في الرئتين.
ويذكر سوغورد أن "أملنا هو أن يعمل الدواء على تقليل مدّة وشدة المرض، بحيث لا يضطر الإنسان للذهاب إلى العناية المركّزة، بل يحصل على العلاج في المستشفى لوقت قصير ويغادر إلى منزله". وتلقّى الباحثان مبلغ 5 ملايين كرونة بصفة مستعجلة من مؤسسة "لوندبيك فوندن" للقيام بالتجربة التي ستشمل 180 مريضاً متطوعاً من أنحاء الدنمارك كافة. 

أثار الدواء الياباني camostat mesylate اهتمام هذين الباحثين، بعد أن جرّبه باحثون آخرون على خلايا الفئران وحيوانات تجارب أخرى. والطبيبان متفائلان بأنّ هذه الطريقة ستؤدي إلى "إثبات فعالية مكافحة المرض ووقف الوفيات بين الناس، عن طريق حلّ مشكلة التنفّس التي ترافق الإصابة بفيروس كورونا".
وجرت تجربة الدواء سابقاً على فئران أصيبت خلاياها بفيروس سارس، وعليه يحاول الطبيبان الآن إظهار نتائج إيجابية على البشر في الدنمارك. ويرى الباحثان أنّهما سيحتاجان إلى ثلاثة أو أربعة أشهر قبل استنتاجهما النهائي بأنّ الدواء يقضي على كورونا، وقبل أن تصرّح به السلطات الطبية، كعقار رسمي في الدنمارك، لمواجهة الوباء.
وإذا ما نجحت التجارب السريرية فإن مؤسسة "لوندبيك فوندن" خصصت 30 مليون كرونة لدعم التجربة. ويأمل مدير العلوم في المؤسسة، يان ابيرغ، بأن يؤدي ذلك إلى "فعالية فورية للدواء لوقف الجائحة والحدّ من انتشار الفيروس". ويعتقد الباحثان أنّ مسألة الحصول على الدواء لن تكون صعبة، إذ "يمكن إنتاجه فوراً في الدنمارك، بالإضافة إلى أنّه متوفّر في اليابان ومعترف به من قبل السلطات الصحيّة". ​