ناصيف زيتون.. جمال الصوت تؤذيه "نطنطة" المسرح

12 يونيو 2015
ناصيف زيتون.. يقف في منتصف الطريق نحو النجومية العربية
+ الخط -


يستطيع المغني ناصيف زيتون أن يصبح المطرب السوري الأول، فالراية التي يحملها سلفه سلطان الطرب جورج وسوف، آن لها أن تنتقل لجيل جديد يواصل درب النجومية العربية، خاصةً وأنّ ناصيف لا تنقصه مؤهلات الصوت، الحضور والكاريزما والغناء الصحيح، والأفكار الجديدة التي تعج بها أغنياته، بالنظر إلى سهولة انتشار أغانيه بين جمهور الشباب، دليل على أهمية ما يُقدم، ليكون أحد القلة من خريجي برامج اكتشاف المواهب الذين استطاعوا أن يواصلوا مشوار الغناء، فهو خريج برنامج "ستار أكاديمي".

لكن ناصيف زيتون الذي عبّر في تصريحات صحافية (قبل عام واحد فقط) عن رفضه الشديد لمقارنته في وسائل الإعلام بأيّ فنان سبقه، وبدا حينها كصاحب شخصية فنية مستقلة، لها خطها ومشوارها الخاص الذي لن يخلو من الصعاب، يبدو اليوم مضطراً حتى ينجح لأن يقترب "كاركتره الغنائي" من "الأراجوز" على المسرح وهو يغني.

يومها قال ناصيف "لا أريد ربط اسمي باسم أيّ فنان، فعندي نرجسية فنية، لأنّني أعرف أنّني أغنّي، وأريد أن أصل أكثر إلى الجمهور دون أن أضع اسمي تحت "عباية" أيّ فنان، فكلّ الفنانين الكبار بدأوا صغاراً وكبروا فنياً. وأنا من الفنانين الذي يغنّون على الساحة الفنية وأقولها بلا غرور، وعندي ثقة بصوتي وبنفسي، فالشمس "مبيّنة"، وأعرف أنّ النقّاد والجمهور يصنفونني بأنّني من الفنانين الذين يغنّون فعلاً".

وناصيف المحق قولاً فيما صرّح سابقاً، يبدو أنه اليوم نسي نفسه، فمن حضر حفله العمّاني ليل أمس الخميس في أحد فنادق العاصمة الأردنية الفخمة، وجد نفسه أمام مغني "ليل" يستعين بقفلات الأغنيات حتى يثير الجمهور للرقص والصخب أكثر، كما بدا جلياً افتقاده لركازة الوقوف على المسرح، فكان كثير الحركة أثناء الغناء، سواء أثناء تأديته أغنياته الخاصة الناجحة، أو أغنيات القدود الحلبية، وبين أغنيات الليل العراقية ومواويلها، وبدا مستهجناً وقوف "خمسة من البودي غارد" يحيطون به وهو يغني، لمنع الجمهور من الصعود إليه، في قاعة لا تتستع لخمسمئة شخص، كما أنّ ناصيف نفسه سمح بالتقاط مئات الصور مع الجمهور أمام المسرح.

المثير في موضوع نجومية ناصيف زيتون، أن استمراره في التعاطي مع الحفلات بهذا الشكل من الغناء، يؤذي صورته أمام الجمهور بشكل عام، ويجعله كأي مغن شاب هاله نجاحه وانتشاره المحدود في مناطق عدة، وسط جمهور يصنف عادة من فئة "صغار السن" الذين لا يتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر، واعتقاد ناصيف بأنه وصل للنجومية التي يريدها، يُعيقه عن التقدم أكثر نحو النجومية الحقيقية، فالغناء فقط في الفنادق الفارهة والمرابع الليلة، طريق لن يوصله لسدة مهرجان جرش أو قرطاج أو الدوحة أو دبي.

على ناصيف زيتون أن يبقى المطرب الذي أراد أن يكون، وأن يصعد سلم النجومية بتأن وتركيز وانتباه، يوازي نجاح أغنياته وانتشارها، وأن يتوقف عن "نطنطة" المسارح فهي ستجلب عليه نقمة المعجبين بصوته، ولن تزيد جمهوره، بل ستثير جمهور الحفلات الخاصة التي تلمع رؤوس أصحابها من الشراب، فلا يميزون وقتها بين من يغني ومن ينط!

اقرأ أيضاً:
ناصيف زيتون: انتهى زمن الفنانين من أصحاب الرسالة

المساهمون