توّج "التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري" في اليمن، مؤتمره العام الحادي عشر بانتخاب عبد الله نعمان، أميناً عاماً خلفاً لسلطان حزام العتواني، الذي عزف عن الترشح للمنصب.
وجاء اختيار الناصريين، قيادة جديدة، في ختام مؤتمرهم العام الحادي عشر، الذي عقد في صنعاء وأعلنت نتائجه أمس الاثنين، بمشاركة نحو 900 من أعضاء جمعيته العمومية، اختاروا 122 عضواً للجنة المركزية للتنظيم، بينهم 23 مقعداً للمرأة من بين أكثر من 270 متقدماً للعضوية.
واختارت اللجنة في أول اجتماعاتها، عبد الله نعمان، أمينا عاماً، وعلي اليزيدي، نائبا للأمين العام، ومحمد مسعد الرداعي، ورنا غانم، أمينين عامين مساعدين.
وعبد الله نعمان، محامٍ بارز، ونائب نقيب المحامين اليمنيين، وعضو مؤتمر "الحوار الوطني"، واختير ضمن اللجنة المصغرة للحوار، وتولى عدداً من المواقع التنظيمية بينها أمين سر فرع التنظيم في تعز وعضوا للأمانة العامة.
ذكرى "التصحيح"
يُعتبر "الوحدوي الناصري" أول حزب يعقد مؤتمره العام منذ اندلاع "ثورة التغيير" في العام 2011. ونظرياً، يأتي الحزب كرابع أهم الأحزاب بعد "المؤتمر" و"الإصلاح" و"الاشتراكي". لكنه يحتل ترتيباً متقدماً من حيث التأثير الفعلي في الواقعين السياسي والثقافي في اليمن.
كما يُعد التنظيم أحد أبرز الأحزاب المكونة لتحالف "اللقاء المشترك" الشريك في الحكومة الحالية، والذي يضم إلى جانبه أحزاباً أخرى أهمها "الإصلاح" (إسلامي) و"الاشتراكي" (يساري).
ويأتي انعقاد مؤتمر التنظيم، بالتزامن مع حلول الذكرى الأربعين لحركة "التصحيح" التي توّلت الحكم في شمال اليمن برئاسة (الشهيد) المقدم إبراهيم الحمدي، الذي يرفع الناصريون صوره إلى جانب الزعيم جمال عبد الناصر.
كذلك، فإن التنظيم "الوحدوي الشعبي الناصري" هو أبرز مكونات الناصريين في اليمن، إذ ينقسم التيار الناصري اليمني إلى ثلاثة أحزاب، وبقي دور الحزبين الآخرين ضئيلاً قياساً بدور "الوحدوي".
وشارك "الوحدوي" في كل الانتخابات النيابية منذ قيام الوحدة اليمنية وإعلان التعددية الحزبية 1990، وتتكون كتلته البرلمانية من 3 أعضاء (من أصل 301)، أحدهم أمينه العام السابق. كما أسندت للحزب حقيبة وزارية في حكومة التوافق ضمن حصة قوى الثورة، هي وزارة الإدارة المحلية.
ويتهم الناصريون، نظام المخلوع علي عبد الله صالح، بممارسة الاقصاء والتنكيل بحقهم، طوال ثلاثة عقود، وذلك على خلفية انقلاب فاشل قادوه ضد صالح، في أكتوبر/تشرين الأول 1978، لم تُرق فيه قطرة دم واحدة. ولا يزال مصير بعض المتهمين بالضلوع فيه، مجهولاً حتى اليوم.
إشادات وانتقادات
واعتبر مدير موقع "الوحدوي نت"، المتحدث باسم "الوحدوي الناصري"، عادل عبد المغني، أن "مؤتمر التنظيم نجح بصورة متميزة بالنظر إلى الظروف السياسية والأمنية التي يعيشها اليمن، وبالنظر الى أن هذا المؤتمر يعد أول مؤتمر عام لحزب سياسي عقب الربيع اليمني".
وقال عبد المغني في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الناصريين في اليمن تجاوزوا عقدة ترحيل عقد المؤتمرات العامة التي دأبت عليها بقية الاحزاب السياسية".
وأضاف أن النجاح الآخر يتمثل في التبادل السلس للقيادة، إذ أفسح الامين العام السابق سلطان العتواني، المجال لمتنافسين جدد، ولم يقم بترشيح نفسه مرة أخرى. وهناك وجوه شابة حضرت في اللجنة المركزية، فضلاً عن الحضور الكبير للمرأة وبنسبة مميزة على الرغم من عدم اعتماد (الكوتا) النسائية".
وأكد أن "نجاح المؤتمر العام مؤشر مهم لمستقبل العمل الحزبي في اليمن، ودافع قوي لبقية الاحزاب لعقد مؤتمراتها وتجديد الوجوه القديمة والمخضرمة".
وأعرب عبد المغني عن ثقته بأن التنظيم "الوحدوي الناصري" سيحظى مستقبلاً بالمزيد من الحضور، وبأدوار متقدمة، "نظراً إلى ما يتمتع به الأمين العام الجديد، عبد الله نعمان، من حنكة سياسية وحضور قيادي مميز، وبالطبع فهذا لا يعني أبداً إنكار الدور الكبير الذي أدّاه الأمين العام السابق ومعاونوه في الدفع بالتنظيم نحو الأمام".
في المقابل، لم يخلُ "العرس الناصري" من انتقادات من قبل بعض منتسبي التنظيم. وفي السياق، شنّ توفيق المقطري، هجوماً على المؤتمر العام، مشدداً على ألا فائدة من تغيير بعض القيادات الشائخة بأخرى شابة، ما لم يحدث تغيير في التفكير والإرادة، وما لم يحدث تغيير في بنى التنظيم ووثائقه، وليس على المستوى القيادي فحسب.