ناشطون يحشدون لتظاهرات جديدة جنوبي العراق رداً على عمليات الاغتيال

22 اغسطس 2020
مدن أخرى ستلتحق بالتظاهرات مع الناصرية (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت مصادر محلية في مدينة الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار جنوبي العراق، اليوم السبت، بدء تحشيد واسع لتظاهرات جديدة وسط المدينة تنديداً باغتيال الناشطين، وتوجيه دعوة للحكومة بحماية المتظاهرين والكشف عن الجهات التي تقف خلف عمليات الاغتيال.

ويأتي ذلك مع إعلان مركز "جرائم الحرب"، وهي منظمة حقوقية محلية، عن تسجيل أربع محاولات اغتيال جديدة استهدفت ناشطين بمناطق مختلفة من العراق.

وأكدت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، والموجودة في الناصرية وبلدة سوق الشيوخ المجاورة، قيام ناشطين بالحشد لخروج تظاهرات جديدة مع دخول شخصيات عشائرية على خط التصعيد الحالي، إثر إصابة 11 متظاهراً، ليلة أمس الجمعة، بتفجير استهدف إحدى خيام المعتصمين؛ بينهم فتى بحالة خطرة ويرقد في المستشفى.

وقال الناشط حسين ماجد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحشيد للتظاهرات سيكون رداً على عمليات الاغتيال التي طاولت المتظاهرين والناشطين بالأيام الماضية"، مؤكداً وجود "تواصل مع لجان تنسيق في محافظات أخرى تم الاتفاق معها على أن كل عملية اغتيال لأي ناشط أو متظاهر سيقابلها تصعيد من الشارع". ولفت كذلك إلى أن مدناً أخرى ستلتحق بالتظاهرات مع الناصرية، منذ مساء هذا اليوم.

تم توثيق أربع محاولات اغتيال فاشلة لأربعة ناشطين في العراق على يد المليشيات في يوم واحد

وما زالت ذي قار والبصرة تعيشان احتقاناً واضحاً بعد هدم المتظاهرين مقرات أحزاب عدة في الناصرية، فضلاً عن حرق مكتب البرلمان في البصرة.

في المقابل، وثق مركز "جرائم الحرب" محاولات اغتيال جديدة قال إنها وقعت في يوم واحد، مضيفاً، في بيان مقتضب له، أنه "تم توثيق أربع محاولات اغتيال فاشلة لأربعة ناشطين في العراق على يد المليشيات في يوم واحد، وهم الناشط الدكتور عدنان الكهار، والناشط محمد جابر، والناشط الدكتور محمد المنصوري، والناشطة الدكتورة هالة الشمري".

وشهدت الأيام الماضية سلسلة عمليات اغتيال طاولت عدداً من الناشطين جنوبي العراق وبغداد أسفرت، بحسب بيان سابق للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، عن مقتل 9 ناشطين في بغداد وذي قار والبصرة وميسان وإصابة آخرين.

وكان من الناشطين البارزين الذين قتلوا أسامة الشحماني وريهام يعقوب، فيما لا يزال ناشطون آخرون يرقدون في المستشفيات لتلقي العلاج بعد نجاتهم من عمليات اغتيال تعرضوا لها. ومن أبرز هؤلاء لوديا ريمون والناشطان عباس صبحي وفهد الزيدي، ومسعفة تدعى انتصار أحمد أصيبت بثلاث إطلاقات نارية ونقلت على أثرها إلى المستشفى.

من جهته، أكد الناشط المدني في محافظة البصرة، باسم العوادي، أن ّ"الحكومة المحلية والقيادات الأمنية بالمحافظة، لم تتخذ أي إجراءات أمنية لملاحقة المليشيات المتورطة بعمليات الاغتيال".

وقال العوادي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الدعاوى القضائية التي أقيمت بشأن عمليات الاغتيال الأخيرة، اتهم بعضها فصائل مسلحة بعينها، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تخط خطوة واحدة تجاه فتح تحقيق مع تلك المليشيات، أو القبض على عناصرها".

وتابع قائلاً "لا يمكن أن يتم كشف الحقيقية، وكشف الجهات التي تنفذ تلك العمليات، من دون أن تكون هناك تحقيقات، وبحث عن الأدلة والقرائن الثبوتية، لتحديد الجهات المنفذة"، منتقداً "استمرار عدم الحيادية، والمجاملات في ملف الاغتيالات، من قبل الحكومة المحلية والأطراف الأمنية، ما نتج عنه استمرار حالة القلق والخوف من عمليات جديدة".

وعلى الرغم من الموجة الخطيرة لعمليات الاغتيال، إلا أنّ قيادات المليشيات تكذّب ذلك، وتعدها أخباراً عارية عن الصحة.

النائب عن كتلة "صادقون" في البرلمان، الجناح السياسي لمليشيا "العصائب"، نعيم العبودي، قال في تغريدة له على "تويتر" "تداولت مواقع التواصل أخبارًا حول بعض مدن العراق مفادها أنّ حوادث اغتيالات وقعت، ثبت لاحقًا كذب هذه الأخبار وبطلان معظمها. والسؤال: من يقوم بتضخيم الأخبار ويروّج لها؟ ولأي غاية ولمصلحة من؟ هل في الأمر تمهيد لفوضى وتخريب جديد؟".

في المقابل سجلت، السبت، مغادرة عدة ناشطين بارزين مدنهم، خاصة البصرة وبابل وذي قار، إلى مناطق أخرى، وفقا لما أكده ثلاثة ناشطين، أحدهم أكد في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أنهم قرروا الابتعاد والتخفي لوجود معلومات عن نية المليشيات استهدافهم.

وأضاف الناشط، الذي فضل عدم كشف هويته، أنّ عمليات الاستهداف هذه هدفها إحباط أي محاولة لاستعادة روح التظاهرات والثورة بعد انتهاء جائحة كورونا، لافتاً إلى أنّ "أغلب الناشطين غيّروا من المناطق أو المدن التي هم موجودون فيها بضغط من ذويهم وترحيب من قوات الأمن التي تجد في الخطوة تخفيفاً عن كاهلها"، وفقاً لقوله.