واعتبر هشام مروة، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أن الحديث عن انتخابات مبكرة في سورية، والتي أعلن مصدر روسي، اليوم الأحد، عن استعداد النظام السوري تنظيمها، يمثل التفافاً كاملاً على بيان جنيف، ومحاولة إيجاد مرجعية جديدة للحل السياسي في سورية، مبيّناً أن القضاء على الإرهاب يعني القضاء على (الرئيس) بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال مروة، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الانتخابات المبكرة هي التفاف كامل على بيان جنيف وهيئة الحكم الانتقالية، علماً أن البيان جزء من قرار دولي صادر عن مجلس الأمن، وبالتالي الانتخابات تعقيد للأزمة، وهي مرجعية جديدة تعمل عليها روسيا منذ موسكو3".
وأشار مروة إلى "أننا حريصون على التمسك ببيان جنيف، أما تمسك روسيا به فهو تمسك شكلي وصوري، فهي تعمل على تجاوزه".
ورفض نائب رئيس الائتلاف فكرة الانتخابات المبكرة، "فالظروف السياسية لا تسمح بإجرائها"، لافتاً إلى أن "من يتحدث عن انتخابات يتحدث عن استقرار سياسي يولد انتخابات"، متسائلاً "كيف يمكن أن يكون هناك انتخابات بوجود قوة عسكرية ودبابات ومدافع وطائرات؟".
ويأتي موقف "الائتلاف" بعد ساعات من إعلان ألكسندر يوشينكو، وهو نائب عن الحزب الشيوعي في روسيا، "استعداد الرئيس السوري بشار الأسد لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد"، وذلك عقب لقاء أجراه وفد برلماني روسي مع الأسد في دمشق.
ورداً على تصريحات الأسد، التي قال فيها إن القضاء على التنظيمات الإرهابية سيؤدي إلى الحل السياسي، قال مروة إن "القضاء على الإرهاب أحد أهم أولويات هيئة الحكم الانتقالي، والذي توحد حوله جميع السوريين، وحل مشكلة الإرهاب هي مشكلة ليست بالأمر اليسير ولا تتم في يوم ولا يومين".
وأضاف أن "الإرهاب له وجهان: الأسد من جهة وداعش من جهة، ولذا القضاء على الإرهاب يعني القضاء عليهما، أما الهروب من استحقاقات جنيف بالبحث عن مرجعية جديدة، فهذا أمر مرفوض".
وظهر خلاف جوهري خلال اجتماع فيينا الرباعي الذي جرى الجمعة، حول مدة المرحلة الانتقالية التي سيبقى فيها الأسد في الحكم، وعلى إمكانية ترشحه في المرحلة اللاحقة، إذ تصر روسيا على أن تمتد هذه المرحلة حتى انتهاء ولايته (في عام 2021) وعلى حق الأسد في الترشح، فيما أصرت بقية الأطراف المجتمعة (الولايات المتحدة، تركيا، السعودية)، على ألا يتجاوز وجوده مدة ستة أشهر، من دون أن يكون له أي دور في المرحلة اللاحقة.
ومن الواضح السعي الروسي إلى حصر المشكلة في سورية بالقضاء على التنظيمات الإرهابية المتشددة بمعزل عن الأسد، وهو ما تحاول تسويقه لزج الأسد في المشاركة مع التحالف الدولي، في محاولة للهروب إلى الأمام من استحقاقات جنيف، خصوصاً هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات.
وتتجسد المراوغات الروسية في إعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس السبت، عن أن بلاده مستعدة لتقديم غطاء جوي لـ"الجيش السوري الحر"، لمواجهة "الدولة الإسلامية"، في وقت تقدم فيه روسيا الدعم الجوي لقوات النظام في قتالها ضد "الجيش الحر" في اللاذقية وحماة وجبهات سورية أخرى.
اقرأ أيضاً "رايتس ووتش": روسيا تقتل النساء والأطفال في حمص