مي حوّاس.. في تأثيرات المذاهب على العمارة الإسلامية

24 اغسطس 2018
(مسجد السلطان حسن في القاهرة، تصوير: محمد موسى)
+ الخط -

تُوقّع الأكاديمية والباحثة المصرية، مي حوّاس، عند الثامنة والنصف من مساء الإثنين المقبل، في مقرّ "مؤسّسة درب اللبانة للثقافة والفنون" في القاهرة، كتابها "تأثير المذاهب على العمارة الإسلامية للمساجد"، الصادر حديثاً عن "مكتبة الأنجلو المصرية"، ويعقِب التوقيع نقاش حول العمل.

تُقدّم المؤلّفة، في بحثها، مقارنةً بين المساجد أو المدارس من العصر الصفوي في العراق وإيران بدءاً من القرن السادس عشر، وبين مساجد ومدارس العصر المملوكي البحري في مصر خلال القرنَين الثالث عشر والرابع عشر، ورصد وحدة الإدراك الجمالي في عمارة هذه المساجد.

تُشير حوّاس إلى أنه "نتيجةً للتبعية إلى المنظومة الغربية في قراءة التاريخ ومصطلحاته ومفاهيمه، لم يجر الالتفات إلى ممارسات وتعبيرات عديدة في تاريخنا الإسلامي، والتأثّر بالعولمة. لذلك، ينبغي التفكير في المعمار بوصفه انعكاساً لثقافتنا ومعبّراً عن طموحنا وما نعتقد به من تقاليد وغيبيات وما نعتقد بوجوده من أشياء، وظهرت معالجات سطحية في تناول دراسة العمارة والفنون الاسلامية، نتيجة التحليل الشكلي لمكوّناتهما بعيداً عن فقه وروح الفكر الذي أنتج هذا المعمار".

وترى أن دراسة تأثير المذاهب الإسلامية المختلفة على المعمار الديني للمساجد، ضروريٌّ لفهم موروثنا المعماري؛ إذ يساهم في التواصل القائم على الاستفادة من القيم التي عبّر عنها ذلك التراث المعماري، والمرتبطة بفهمنا وإدراكنا لعقيدتنا وحضورها في الحياة العامّة.

يناقش الكتاب "اعتبار الفكر العقائدي ركيزة في تفسير المعمار الديني، تدعمه وتساعده بقيّة المؤثرات المادية للتعبير عن الفكر المذهبي، ومحاولة تفسير ذلك من خلال نموذج مركّب، باعتبار أن الإنسان كائن مركّب، والتفسير هنا لمعمار المسجد محاولة لتبيّن النموذج المعرفي الكامن في تعبيرية المعمار عن فكر بانيه"، بحسب حواس.

تطرح الباحثة دراسة العناصر المعمارية للمسجد، والتعرّف على أسباب التغيّرات في هيئته المرتبطة بالعقيدة، تبعاً لمفهوم المذهب السنّي أو الإثني عشري في المناطق محلّ الدراسة من العالم الإسلامي، موضّحة أن التجريد الذي تتّسم به الفنون الإسلامية أتاحت للمعماري ترجمة الخصائص البنائية المادية للطبيعة في سياق تطويره منظومة "النقطة والخط"، بالقدر الذي يُوفّر قدراً لا حدود له من مرونة التعبير عن متطلّبات الشكل والمحتوى الوظيفي.

تستعرض حوّاس أيضاً مميّزات المواد المستخدمة في العمارة؛ مثل الخشب والجص والحجر والرخام، وطبيعة الرموز التي تتضمنّتها الزخارف والأشكال الهندسية والرسوم والتصميمات في المسجد وما تُحيل إليه في النصوص الدينية وتفاسيرها.

دلالات
المساهمون