ميشال تورنييه.. يغادر سأم الشيخوخة

19 يناير 2016
(تصوير: ماثيو زازّو)
+ الخط -

رحل، قبل ساعات، الكاتب الفرنسي ميشيل تورنييه عن 91 عاماً في بيته ببلدة شوازيل بضواحي باريس. يُعتبر الراحل واحداً من أبرز الكُتّاب الفرنسيين في النصف الثاني من القرن الماضي.

ولد تورنييه عام 1942 في باريس لعائلة معروفة بنزوعها للغة والأدب الألمانيين. بعد حيازته الإجازة في الفلسفة من جامعة "توبينغن" الألمانية، عاد إلى باريس وانغمس في المشهد الأدبي الفرنسي متخليًا عن حلمه بتدريس الفلسفة الألمانية. في بداية الستينيات، قدّم برنامجاً ريادياً في التلفزيون الفرنسي مخصصاً لفن الفوتوغرافيا، الذي أسس له أيضاً عام 1960 مهرجاناً تحت اسم "لقاء آرل" والذي ما زال مستمراً حتى اليوم.

في عام 1970، ستحقق رواية تورنييه الأولى "جُمعة" التي صدرت عن "غاليمار" نجاحاً لافتاً؛ إذ لاقت استحسان النقاد والجمهور، ونالت في العام التالي جائزة الأكاديمية الفرنسية للرواية. عملٌ استوحاه من رواية دانيال ديفو الشهيرة "روبنسون كروزو" وبطلها "جُمعة".

بعد ثلاث سنوات، حاز تورنييه جائزة "غونكور" عن روايته "ملك شجرة جار الماء" التي كرّسته كواحد من أكثر كتاب جيله نبوغاً، في وقتٍ كانت فيه الساحة الرواية الفرنسية تغلي بأسماء كُتّاب مدرسة "الرواية الجديدة"، مثل آلان روب غرييه وناتالي ساروت ومارغريت دوراس.

في الثمانينيات، التحق بلجنة تحكيم جائزة "غونكور" التي استقال منها عام 2009. اشتهر تورنييه بصداقة وطيدة مع الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والفيلسوف الراحل جيل دولوز الذي كان يقتسم معه معرفة عميقة وشغفاً كبيراً بالفلسفة الألمانية الكلاسيكية، إلى جانب شغف خاص بأعمال الفيلسوف الهولندي سبينوزا.

أصدر تورنييه عشرات الروايات والدراسات، ونصوصاً في أدب الرحلة. وكان معروفاً بمزجه بين الأدب والأساطير التاريخية.  كما أن بعضاً من رواياته قد وجدت طريقها إلى السينما والتلفزيون.

عاش العشرين عاماً الأخيرة من حياته منعزلاً في منزل قديم في بلدة شوازيل محاطاً بالغابات، وكان يتذمّر من الشيخوخة وسأمها وأمراضها التي كانت تمنعه من السفر، خصوصاً إلى المغرب الذي كان يحب مدنه العتيقة، مثل مراكش وفاس وطنجة.


اقرأ أيضاً: يان أندريا.. رحيل العاشق الأخير

المساهمون