مونديال 2022 يشعل سوق الإعلانات في قطر

25 فبراير 2015
المونديال يرفع الاستثمارات الإعلانية (أديك بري/فرانس برس)
+ الخط -
تنتظر قطر الحدث الأهم عالمياً، المتعلّق ببطولة كأس العالم في عام 2022، وسط توقعات باستقطاب نحو مليون زائر. وانطلاقاً من أهمية هذا الحدث، بدأت السوق القطرية تتهيّأ لما يشبه الثورة في قطاع الإعلانات، إذ تشير تقديرات أصحاب الوكالات والخبراء الموجودين في السوق، إلى أن هذا الحدث سيستقطب الكثير من الشركات العالمية لوضع الإعلانات، فضلاً عن الحصول على حق الشراكة الإعلانية الحصرية مع اللجنة المنظّمة والاتحاد الدولي لكرة القدم. 

ترقب التدفّق الاستثماري
في هذا الإطار، أوضح الرئيس التنفيذي في شركة "فرايم الإعلانية"، رامي شناعة، أن السوق القطرية تنتظر استثمارات هائلة في الأعوام القليلة المقبلة، مع تحضيراتها لاستضافة بطولة كأس العالم في عام 2022، مبيناً أن العديد من الشركات بدأت تعدّ العدة لإطلاق الحملات الإعلانية خلال فترة إقامة هذا الحدث العالمي.
وقال شناعة لـ "العربي الجديد": "سيكون قطاع الإعلان في قطر الأكثر استفادة من تنظيم قطر للبطولة، إذ إن الشركات العالمية ستلجأ إلى الوسائل الإعلامية لوضع إعلاناتها والترويج لمنتجاتها للجماهير". ورجّح شناعة أن يصل النمو في السوق القطرية إلى نسبة 15% حتى 2022، بحسب تقديرات كثير من المؤسسات الإحصائية، متوقعاً أن يبلغ حجم الإعلانات بين عامي 2020 و2022 نحو مليار دولار، ما يجعل من قطر السوق الأكثر نمواً على مستوى الإعلان في المنطقة.

ارتفاع الإنفاق
في عام 2014، بلغ الإنفاق في جميع الوسائل الإعلامية القطرية 350 مليون دولار، شكلت الإعلانات التجارية 70% منها، بينما وفّرت الدولة عبر هيئاتها ووزارتها نحو 30%، وسط تأكيد العديد من العاملين والخبراء أن السوق تشهد حركة كثيفة عبر افتتاح وكالات الإعلام مكاتب تمثيلية في البلاد.
وفي هذا الإطار، قال الخبير في شؤون الإعلان في قطر، معاذ علي العداسي، إن عدد الوكالات العاملة في السوق القطرية بشكل مباشر نحو ثلاث وكالات، في حين يصل عدد الوكالات الدولية التي تملك مكاتب تمثيل لها في الدوحة إلى 13 وكالة، توفر جميع أنواع الإعلانات للتلفاز والإذاعات والصحف اليومية والمجلات، بالإضافة إلى الإعلانات على الطرقات. وأضاف العداسي أن السوق القطرية في انتظار دخول الكثير من الوسائل الإعلامية وشركات الإعلان من الآن وحتى عام 2022، مشيراً إلى وجود كثير من الرخص للشركات والمؤسسات الإعلانية التي ينتظر أصحابها اقتراب بطولة كأس العالم قبل بدء نشاطهم في السوق.
وأوضح العداسي لـ "العربي الجديد" أن الإعلان في قطر يحتلّ المرتبة الرابعة في السوق الخليجية اليوم، متوقعاً أن يكون النمو بين 10 و15% خلال السنوات القليلة المقبلة، على أن يصل إلى ذروته حتى عام 2022، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات العالمية والمحلية بدأت اتصالاتها مع الجهات المنظمة لبطولة كأس العالم، بغية حجز إعلاناتها أماكن إقامة المباريات.
وأشار إلى أن أسعار الإعلانات في السوق القطرية تعدّ من الأقل بين الدول الخليجية، إذ تتنافس الصحف الموجودة على الحصول على أعلى نسبة من الإعلانات اليومية، مبيّناً أن كلفة الإعلان في هذه الصحف تبدأ من 250 دولاراً للإعلان الصغير، ونحو 1650 دولاراً لنحو ربع صفحة، فيما يترواح بين 5500 وسبعة آلاف دولار للصفحة الكاملة تقريباً.

الإعلانات الموسمية
ومن جهتها، أشارت العاملة في الإعلان التلفزيوني هيفاء الناصر إلى أن وتيرة الإعلانات ترتفع في بداية العام وبين العيدين وفي نهاية العام، لافتة إلى أن قيمة الإعلانات في التلفزيونات تبدأ من 4000 ريال قطري وتصل إلى 12 ألف ريال، لافتة إلى أن بعض التلفزيونات توقع عقود رعاية إعلانية شاملة تبدأ من 30 ألف دولار وتصل إلى 550 ألف دولار تقريباً.
وأوضحت الناصر، في تصريح إلى "العربي الجديد"، أن الإعلانات في التلفزيونات تصل إلى ذروتها في فترة الأخبار مساءً، وفي فترات الأعياد كما في فترة إقامة المباريات والبطولات الرياضية في قطر. مبيّنة أن نسبة 70% من الإعلانات في السوق القطرية هي إعلانات تجارية للمصارف وشركات الاتصالات والشركات الاستثمارية، وإعلانات عن إقامة بعض الفعاليات، في حين أن 30% منها هي إعلانات حكومية تضعها الهيئات والوزارات الموجودة في السوق المحلية القطرية.
وذكرت الناصر أن نحو 80% من الوكالات الإعلانات الدولية تتعامل مع شركة "كيو ميديا" المملوكة من الحكومة القطرية لتوزيع الإعلانات في الوسائل الإعلامية المختلفة، بينما تتولّى 20% منها التواصل مع العملاء وحجز الإعلانات في الصحف اليومية والتلفزيونات والإذاعات بشكل مباشر.
ولفتت إلى أن الرعايات الإعلانية التي تقدّم في التلفزيونات تأتي بحسب باقات أربع؛ هي برونزية وفضية وذهبية وبلاتينية، لافتة إلى أن إيرادات هذه الرعايات تصل إلى نحو مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وفي الفترة بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب التي تشهد إقامة أكبر عدد من الفعاليات والمؤتمرات في الدولة.

نمو سنوي في سوق الإعلان
ومن جهته، أشار الخبير الإعلاني، سعيد العبدالله، إلى أن حجم الإنفاق الإعلاني في قطر ارتفع بنسبة وصلت إلى 5% تقريباً خلال عام 2014، مشيراً إلى أن السياسة التسويقية في الشركات حالياً تقوم على الاهتمام المتأخّر بإقامة الفعاليات والترويج لها في وسائل الإعلام المختلفة، فضلاً عن توجيه الإعلانات إلى فئة محصورة في السوق المحلية، خصوصاً أن نصف المقيمين في الدولة تقريباً من الموظفين والعاملين.
ولفت في تصريح له إلى "العربي الجديد" إلى أن قيمة الإعلانات في قطر لا تزال محدودة، مرجعاً ذلك إلى المنافسة الكبيرة على صعيد الوسائل الإعلامية، من أجل الاستحواذ على أعلى نسبة منها، مبيناً أن إيرادات القطاع تمثل نحو 23% تقريباً من ميزانيات الوسائل الإعلامية في الدولة، خصوصاً على صعيد الإعلام الورقي والمجلات، ما يعتبر نسبة معتبرة.

إقرأ أيضاً: الإعلانات في الأردن تلحق نمو الاستثمارات
المساهمون