موسم 2020: دراما تفقد ذاكرتها

13 مايو 2020
دينا الشربيني فقدت الذاكرة "لعبة النسيان" (من المسلسل)
+ الخط -
هل هي أزمة نص؟ أم أزمة شح في الأفكار والبحث عن كتّاب؟ أسئلة ضرورية لإمكانية فهم المحتوى الخاص بالدراما الرمضانية التي تعرض حالياً.
يبدو التشابه واضحًا من خلال تنامي قصص الحب الأقرب إلى الخيالية في المسلسلات، والدفع نحو سقف العواطف يبدو أنه الأكثر استغلالاً هذا الموسم.
لا فوارق كثيرة في الرؤية، مجموعة من الأعمال تحاول قلب الطاولة والأحداث معاً للقول إننا امام مشهد جديد في الشكل والمضمون. في الآكشن مثلاً، هناك صراع بين مخرجي الدراما العربية على نقل المشهد الغربي الأميركي بحذافيره، في المطاردات أو القفز. وهنا يحاول المخرجون التفلت من تهمة الاستنساخ، لاجئين إلى مصطلح آخر هو "استلهام"، أو أحياناً يكونون أكثر جرأة بقولهم إن ما حصل مجرّد توارد أفكار.
تقوم الممثلة دينا الشربيني ببطولة مسلسل "لعبة النسيان"، من كتابة تامر حبيب، وهو مستنسخ من فورما إيطالية، اسمه Mentre ero via أو"عندما ذهبت"، من كتابة وإخراج إفان كوتروني.
بعيداً عن التفاصيل الطويلة التي غلب عليها نص تامر حبيب، والتي تختلف قليلاً عن النسخة الأصلية للمسلسل الإيطالي، كان واضحاً لجوء الكاتب إلى اللعب على العامل النفسي الذي يبقي المشاهد أسيراً للمتابعة، والحس التشويقي لمعرفة كيفية الوصول إلى الحقيقة؟ دينا الشربيني
التي تجسد دور "رقية"، تفقد ذاكرتها بعد غيبوبة دامت أربعة أشهر، بسبب جريمة قتل متبادلة بين زوجها ومحاميها، والسبب كما توضح الأحداث من الحلقة الأولى اكتشاف الزوج أمجد (أحمد صفوت)، خيانة رقية مع خالد، المحامي، (أحمد داود). مشهد الجريمة الموثق بكاميرات مراقبة يؤدي إلى دخول رقية بانهيار عصبي وصدمة تفقدها الذاكرة، وتعمل بمساعدة طبيبة نفسية على استعادة الصور، ونبش ذاكرتها، ومحاولة العودة إلى كنف عائلة زوجها بسبب طفلها "يحيى".
معاناة حقيقية لرقية تدخل في إطار السعي وراء اكتشاف الأسباب التي لا تسهل عودة ذاكرتها إليها، ولو أن النسخة الإيطالية تسجل اتفاقاً بين شقيق الزوج، المغدور، والطبيب النفسي الذي يعالجها لتأخير شفائها عن طريق إمدادها بمعلومات خاظئة، وإقناعها بأن ذلك قد يعيد ذاكرتها.
ليس بعيداً، تجسد ياسمين صبري دور "ملك" في مسلسل "فرصة تانية"، من إخراج مرقس عادل. تفقد ذاكرتها بعد حادث سير تتعرض له لحظة احتفال خطيبها بزواجه من امرأة ثانية.

محاولة ياسمين صبري بدت ساذجة، لجهة عدم الإقناع في أن تفقد شابة ذاكرتها لمجرد حادث سير بسيط. بعد الحلقة 17، تكشف ملك عن اختراعها مسألة فقدانها للذاكرة لاختبار كل من حولها، وحتى خطيبها الذي يعود بعد فشل زواجه من فتاة تطارده ريهام (آيتن عامر)، ويحاول استمالة ملك من جديد بعد توهمه أنها فاقدة للذاكرة، حتى تكشف الحقيقة وتخبره بأن ما فعلته كان مجرد اختبار حتى لوالديها بعدما تسببت لهما بصدمة كبيرة جراء فعلها هذا
حكايات قد لا تمت للواقع بصلة، ولم تستطع الخروج بطريقة فانتازيا تقيها من منسوب النقد وجعلها أقرب للمشاهد العادي.
المساهمون