يتزايد الصراع على المواد الأولية والطاقة بين واشنطن من جهة، وكل من روسيا وحليفتها الصين من جهة ثانية.
فبعد النزاع على النفط الفنزويلي مع واشنطن، تتجه موسكو نحو أفريقيا الغنية بالموارد الطبيعية والخامات المعدنية لتدخل إلى جانب الصين التي سبقتها بأكثر من عقد، لإزاحة أميركا وأوروبا الغربية تدريجياً من موارد القارة السمراء.
وحسب تقارير روسية، تتجه موسكو لدعوة 50 زعيماً أفريقيا لحضور قمة أفريقية روسية على هامش منتدى سوتشي السنوي الذي سيعقد في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وذلك وفقاً لصحيفة "أزفستيا" الروسية.
وعلى الرغم من أن حجم الصادرات الروسية ليس كبيراً في أفريقيا ولا يزيد عن 14.8 مليار دولار ولا يقارن بحجم الصادرات الأميركية، إلا أنه حينما يضاف إلى حجم الاستثمار والتجارة الصينية يصبح كبيراً.
ونسبت صحيفة "أزفستيا" لرئيس مركز دراسة العلاقات الروسية الأفريقية والسياسة الخارجية لبلدان أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يفغيني كوريندياسوف، قوله: "لقد نجحت شركات مثل "روسال" و"غازبروم" و"ألروسا" و"روس نفط" و"سيفيرستال" في دخول أفريقيا بنجاح، كما أن القطاع المصرفي الروسي والزراعي ينشط في أفريقيا.
وأضاف: "نحن نوفر ما يصل إلى 30 مليون طن من القمح للمستهلكين الأفارقة، ونقوم بالفعل بإزاحة الفرنسيين من السوق".
وقال كوريندياسوف إن روسيا مهتمة بموارد أفريقيا، خاصة ما يتعلق بعدد من المعادن النفيسة الضرورية للاقتصاد الحديث. وللعلاقات مع أفريقيا أهمية جيوسياسية كبيرة، بالنسبة إلى روسيا، فلدول القارة عدد كبير من مقاعد الأمم المتحدة.
وربما تكون هذه القمة الكبرى، والتي من المخطط أن يحضرها كذلك مسؤولون صينيون كبار، بداية لتحالف بين موسكو وبكين لانتزاع موارد القارة الأفريقية من الغرب. وتتجه روسيا لتصدير السلاح إلى الدول الأفريقية بتمويل صيني وقروض ميسرة.
وكانت الصين قد قدمت خطة لتعزيز التعاون في الطاقة بين الصين وأفريقيا في منتدى قمة التعاون الصيني الأفريقي في بكين في سبتمبر/ أيلول الماضي، من خلال تأسيس الاتحاد الأفريقي لتنمية شبكة الطاقة المستدامة، باعتبارها فعالية مهمة ضمن منتدى التعاون الصيني الأفريقي.
وحسب مصادر صينية، فإن الاتحاد يسعى لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بين الصين والدول الأفريقية، ومساعدة تحويل استهلاك الطاقة في أفريقيا والتنمية المستدامة في دول تلك القارة.