موجة حرائق غامضة تدمر مساكن قرويين وغابات في الجزائر

28 يوليو 2020
حرائق غامضة مدمرة في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت الجزائر، خلال الأيام الأخيرة، موجة حرائق غامضة في عدد من الولايات تسببت في إتلاف مساحات كبيرة من الغابات ومنازل القرويين، ووجهت أصابع الاتهام إلى تجار الفحم الذين ينشطون عشية حلول عيد الأضحى.

واندلع حريق كبير في منطقة تيارت، غربي الجزائر، ودمر مساحة شاسعة من غابة "لالة العبدية"، ومع زيادة حدة اللهب وسرعة الرياح، تصاعدت مخاطر وصول النيران إلى منازل سكان القرى المحيطة، قبل أن تقوم مجموعات شبابية بمساعدة فرق الدفاع المدني بالسيطرة على الحريق، كما شارك مزارعون يملكون صهاريج مياه في جلب الماء، واضطرت فرق الدفاع المدني إلى الاستنجاد بطائرات متخصصة للسيطرة على الحريق، ومنع وصوله إلى مناطق السكان.

وشب حريق في بلدة بوسلام، وانتشر إلى قرى المنطقة، وساهمت الرياح وموجة الحرارة المرتفعة في انتشار ألسنة اللهب، كما صعبت  الطبيعة الجبلية التي تتميز بها هذه المناطق من عمليات التدخل لإخماد هذا الحريق الذي تواصل حتى صباح اليوم، وتدخلت 3 طوافات تابعة للمديرية العامة للحماية المدنية من أجل إخماده قبل وصول ألسنة النيران إلى المناطق الآهلة بالسكان.

وأتت النيران على ما يقارب 20 منزلا بقرية إيليلتن الواقعة في المنطقة، وألحقت خسائر مادية كبيرة بالسكان الذين فقدوا مساكنهم وحيواناتهم ومحاصيلهم، إلى جانب مساحة كبيرة من الثروة الغابية، وأجلت السلطات السكان بعد وصول ألسنة اللهب إليهم.

وقال الناشط آيت عزيز سمير، لـ"العربي الجديد"، إن النيران حاصرت بعض المنازل وحضائر الأغنام المملوكة للسكان، ما دفعهم إلى النزوح، ولفت إلى أن السكان عادوا، صباح الثلاثاء، إلى القرية، وسط حالة من الحزن بسبب الخراب الذي خلفه الحريق.

متداول .. حرائق الغابات بتيارت تشتد ودعوات للمواطنين بالتطوع للمساعدة في إخماد النيران..

Posted by ‎جمال الجزائر‎ on Monday, 27 July 2020

وفي تيارت، شب حريق في غابة "بلاطو"، وزادت كثافة أشجار الصنوبر الحلبي من تمدد الحريق الذي تمت السيطرة عليه بعد جهود كبيرة ومساعدات من متطوعين، واضطرت السلطات إلى قطع الغاز والكهرباء عن المناطق القريبة، خاصة في ظل وجود خطوط الضغط العالي للكهرباء، وأنابيب نقل المحروقات التي تمر بالقرب من الغابة.

واندلع  حريق رابع في غابات منطقة بني ورتيلان بولاية سطيف، التهم أكثر من 100 هكتار من المساحات الغابية، وبساتين الأشجار المثمرة.

ووثق تقرير للمديرية العامة للحماية المدنية تسجيل 46 حريقا في غابات وأدغال وأحراج 19 ولاية، وأكد أن الرياح القوية ساعدت في انتشار الحرائق، وصعبت من مهمة أعوان الحماية المدنية، ولم يشر التقرير إلى تسجيل خسائر بشرية.

وتشك السلطات في أن تكون الحرائق بفعل عمل إجرامي، وذكرت مديرية الغابات بولاية تيارت، في بيان، أن الشرطة بدأت تحقيقا في الحريق الذي شب في غابات الولاية، وتذهب الشكوك إلى تجار الفحم الذين يستهدفون إحراق الغابات لاستخرج أكبر كمية من الفحم بهدف بيعها، نظرا لارتفاع الطلب عليها عشية عيد الأضحى، واتخذت السلطات تدابير مشددة لمراقبة تجار الفحم، كما تم منع  نقل الفحم بين الولايات.

وفي سياق متصل، حذرت مصالح الأرصاد الجوية من استمرار موجة الحر في ولايات الشلف وعين الدفلى، غربي الجزائر، وأكدت أن درجات الحرارة ستتخطى 44 درجة مئوية، وطالبت السكان  بالتزام البيوت، خاصة في وقت الظهيرة، وعدم التعرض للشمس، وشرب أكبر كمية ممكنة من المياه.

حرائق الغابات في الجزائر ناتجة عن قلة الوعي أو مفتعلة من طرف المواطنين وماذا عن السياسات الرغبة فيمن يثبت تورطهم باهدار...

Posted by ‎المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة بالشلف المكتب البلدي بالظهرة‎ on Monday, 27 July 2020
المساهمون