تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق إلى عين على الحقيقة، ومنصات لا تحدّها قيود أو قوانين عكس ما يحدث مع فضائيات إخبارية تلتزم بمواثيق دولية تفرض عليها أن لا تنشر كل ما تراه وتسمعه. وبدأت مجموعة من الناشطين في العراق بفضح جرائم ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي أو الجماعات الأخرى بحق مدنيين.
"بالرغم من الإمكانيات المتواضعة والظروف الاستثنائية المخيفة إلا ان وسائل الحرب تعددت"، تقول سهير سعيد (33 عاما)، من رواد موقع فيسبوك، وأضافت لـ"العربي الجديد"، لم نعد نعتمد على المحطات الفضائية في نشر الأخبار أو الأخبار الموثوقة، مواقع التواصل ومنها تويتر وفيسبوك اللذان يستخدمهما العراقيون بكثرة صارت المتنفس لفضح الكثير من الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين أثناء تحرير مدنهم أو بعد التحرير من قبل المليشيات التي يفترض انها ذهبت لتحرر لا لتنتقم.
وأشارت سعيد، إلى أن المساحة التي توفرها تلك المنصات خصوصاً أنها لا تفرض قيوداً او شروطاً أو حتى الاسم الحقيقي للناشر، جعلت منها "منبر من لا منبر له وصوتاً عالياً يسمع صداه القاصي والداني". ومع انتشار الهواتف الذكية تحوّل المواطن إلى صحافي ميداني ينقل ما يراه ويسمعه وما يقوم هو بتصويره بهاتفه الشخصي.
من جهته قال الناشط الإعلامي عمر الجمال لـ"العربي الجديد"، هناك الكثير من الناشطين والإعلاميين اضطروا ان يتكفلوا بنشر تفاصيل أخبار جرائم مليشيا الحشد في العراق على صفحاتهم الشخصية، بعدما تجاهلتها فضائيات كثيرة، "وهو أمر جد خطير لأنه يسهم في تمادي هذه المليشيات في غيها ويعطل محاسبتها على مختلف الصعد قضائياً وجماهيرياً وسياسياً واجتماعياً". ويضيف أن الكثير من الإعلاميين اضطروا إلى تحمل أعباء النشر شعوراً منهم بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم كأبناء لهذه المدن المنكوبة "بعدما تخاذلت الصحف والفضائيات التابعة للأحزاب والكتل والتوجهات السياسية نتيجة لاتفاقات سياسية لم يحسب لحقوق الجماهير فيها حسبان".
اقــرأ أيضاً
فيما يجد الإعلامي مهدي شعنون، أن صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف اهتماماتها خلال الأعوام الأخيرة كان لها فضل بنقل الأخبار التي يخشى الإعلام الرسمي والقنوات الفضائية التطرق لها تحسباً للمسؤولية والمحاسبة القانونية والغير قانونية و"بما في ذلك بطبيعة الحال أعمال الخطف والقتل والابتزاز التي تمارسها العصابات المنظمة والمليشيات بالإضافة إلى التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المواطنين وحتى القوات الأمنية والمدنيين وعادة ما يتبنى تلك التفجيرات تنظيم داعش".
ويشير إلى أنّ إدارة هذه الصفحات تعتمد على شبكة من الهواة ومن مناطق مختلفة بالإضافة الى اعتمادها على الرسائل التي تصلها من المواطنين والتي تزودها بتفاصيل دقيقة تغيب عن وسائل الإعلام أو تتعمد تجاهلها لأسباب معروفة.
ويؤكد شعنون، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الصفحات كانت تضع متصفح فيسبوك تحديداً في قلب الحدث لحظة بلحظة وكان لها دور كبير في كبح جماح إرهاب العصابات والتنظيمات الإرهابية على مختلف توجهاتها، وكانت بمثابة خلية إعلامية تنقل الأحداث أولاُ بأول، سيما ما يتعلق بفيديوهات التعذيب التي ينشرها ناشط ويتلقفها مرتادو تلك المواقع ثم ما تلبث أن تتحول إلى حملة ضمن هاشتاغ يتم الاتفاق عليه من قبل الناشطين وإطلاقه في موعد محدد ليصل إلى أكبر عدد من المتابعين.
وأشار إلى أنه في حال تراجع العنف وعمليات الخطف أو جرائم التعذيب بحق فئات معينة، فهدا سيؤدي إلى اختفاء هذه الصفحات بالإضافة الى قيام جهات مجهولة بتهكير بعض الصفحات التي تصدرت المشهد وحظيت بآلاف المتابعين و"هذا إن دل على شيء إنما يدل على الاعتراف من هذه الجهات بدور صفحات التواصل الاجتماعي بفضح المجرمين والفاسدين والقتلة المأجورين ومن يتواطأ معهم على حساب دماء الأبرياء".
وتشير آخر الإحصاءات إلى انّ عدد مستخدمي شبكة فيسبوك الاجتماعية يقدر اليوم بحوالي 1.23 مليار مستخدم، فيما يتجاوز عدد مستخدمي تويتر، الـ500 مليون، كما وتخطى عدد مستخدمي تطبيق التراسل الفوري "واتس اب" الـ600 مليون مستخدم خلال العام الحالي.
ويذكر أنه منذ بداية ظهوره القوي في مناطق متعددة في العراق والشام في العام 2013، عمل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، على تعزيز تواجده بقوة على وسائل الإعلام الاجتماعية، متفنّنا في بث رسائله وفيديوهاته وأفكاره عبر "يوتيوب"، و"تويتر"، و"إنستاغرام"، و"تمبلر"، وغيرها من أدوات الإعلام الاجتماعي.
اقــرأ أيضاً
"بالرغم من الإمكانيات المتواضعة والظروف الاستثنائية المخيفة إلا ان وسائل الحرب تعددت"، تقول سهير سعيد (33 عاما)، من رواد موقع فيسبوك، وأضافت لـ"العربي الجديد"، لم نعد نعتمد على المحطات الفضائية في نشر الأخبار أو الأخبار الموثوقة، مواقع التواصل ومنها تويتر وفيسبوك اللذان يستخدمهما العراقيون بكثرة صارت المتنفس لفضح الكثير من الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين أثناء تحرير مدنهم أو بعد التحرير من قبل المليشيات التي يفترض انها ذهبت لتحرر لا لتنتقم.
وأشارت سعيد، إلى أن المساحة التي توفرها تلك المنصات خصوصاً أنها لا تفرض قيوداً او شروطاً أو حتى الاسم الحقيقي للناشر، جعلت منها "منبر من لا منبر له وصوتاً عالياً يسمع صداه القاصي والداني". ومع انتشار الهواتف الذكية تحوّل المواطن إلى صحافي ميداني ينقل ما يراه ويسمعه وما يقوم هو بتصويره بهاتفه الشخصي.
من جهته قال الناشط الإعلامي عمر الجمال لـ"العربي الجديد"، هناك الكثير من الناشطين والإعلاميين اضطروا ان يتكفلوا بنشر تفاصيل أخبار جرائم مليشيا الحشد في العراق على صفحاتهم الشخصية، بعدما تجاهلتها فضائيات كثيرة، "وهو أمر جد خطير لأنه يسهم في تمادي هذه المليشيات في غيها ويعطل محاسبتها على مختلف الصعد قضائياً وجماهيرياً وسياسياً واجتماعياً". ويضيف أن الكثير من الإعلاميين اضطروا إلى تحمل أعباء النشر شعوراً منهم بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم كأبناء لهذه المدن المنكوبة "بعدما تخاذلت الصحف والفضائيات التابعة للأحزاب والكتل والتوجهات السياسية نتيجة لاتفاقات سياسية لم يحسب لحقوق الجماهير فيها حسبان".
فيما يجد الإعلامي مهدي شعنون، أن صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف اهتماماتها خلال الأعوام الأخيرة كان لها فضل بنقل الأخبار التي يخشى الإعلام الرسمي والقنوات الفضائية التطرق لها تحسباً للمسؤولية والمحاسبة القانونية والغير قانونية و"بما في ذلك بطبيعة الحال أعمال الخطف والقتل والابتزاز التي تمارسها العصابات المنظمة والمليشيات بالإضافة إلى التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المواطنين وحتى القوات الأمنية والمدنيين وعادة ما يتبنى تلك التفجيرات تنظيم داعش".
ويشير إلى أنّ إدارة هذه الصفحات تعتمد على شبكة من الهواة ومن مناطق مختلفة بالإضافة الى اعتمادها على الرسائل التي تصلها من المواطنين والتي تزودها بتفاصيل دقيقة تغيب عن وسائل الإعلام أو تتعمد تجاهلها لأسباب معروفة.
ويؤكد شعنون، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الصفحات كانت تضع متصفح فيسبوك تحديداً في قلب الحدث لحظة بلحظة وكان لها دور كبير في كبح جماح إرهاب العصابات والتنظيمات الإرهابية على مختلف توجهاتها، وكانت بمثابة خلية إعلامية تنقل الأحداث أولاُ بأول، سيما ما يتعلق بفيديوهات التعذيب التي ينشرها ناشط ويتلقفها مرتادو تلك المواقع ثم ما تلبث أن تتحول إلى حملة ضمن هاشتاغ يتم الاتفاق عليه من قبل الناشطين وإطلاقه في موعد محدد ليصل إلى أكبر عدد من المتابعين.
وأشار إلى أنه في حال تراجع العنف وعمليات الخطف أو جرائم التعذيب بحق فئات معينة، فهدا سيؤدي إلى اختفاء هذه الصفحات بالإضافة الى قيام جهات مجهولة بتهكير بعض الصفحات التي تصدرت المشهد وحظيت بآلاف المتابعين و"هذا إن دل على شيء إنما يدل على الاعتراف من هذه الجهات بدور صفحات التواصل الاجتماعي بفضح المجرمين والفاسدين والقتلة المأجورين ومن يتواطأ معهم على حساب دماء الأبرياء".
وتشير آخر الإحصاءات إلى انّ عدد مستخدمي شبكة فيسبوك الاجتماعية يقدر اليوم بحوالي 1.23 مليار مستخدم، فيما يتجاوز عدد مستخدمي تويتر، الـ500 مليون، كما وتخطى عدد مستخدمي تطبيق التراسل الفوري "واتس اب" الـ600 مليون مستخدم خلال العام الحالي.
ويذكر أنه منذ بداية ظهوره القوي في مناطق متعددة في العراق والشام في العام 2013، عمل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، على تعزيز تواجده بقوة على وسائل الإعلام الاجتماعية، متفنّنا في بث رسائله وفيديوهاته وأفكاره عبر "يوتيوب"، و"تويتر"، و"إنستاغرام"، و"تمبلر"، وغيرها من أدوات الإعلام الاجتماعي.