وصرّح مسؤول أميركي كبير، فضل عدم الكشف عن هويته، لعدد من الصحافيين، أن اللقاء بين أوباما وبوتين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة كان "مركّزاً" تخلله تبادل أفكار حول قضايا مختلفة، فالجزء الأول كان مخصصاً لأزمة أوكرانيا، والجزء الثاني لسورية. ويبدو أن أوباما أصر على بدء المحادثات حول أوكرانيا، بعدما سربت الرئاسة الروسية معلومات أن الاجتماع سيركز على سورية أولاً، وأوكرانيا إذا سمح الوقت.
وأكد المصدر الأميركي أن الولايات المتحدة لا تنظر إلى الحشود العسكرية الروسية في سورية على أنها "مدمرة بالضرورة" لحل إيجابي في سورية، بل إن نظرة الإدارة الأميركية إلى هذا الأمر ستعتمد على ما ستقوم به روسيا في المرحلة المقبلة. ويشير المصدر في هذا السياق إلى أنه لا يوجد مانع إن كانت مهمة الجيش الروسي محاربة "داعش" فقط، لكن إذا كانت المهمة "تعزيز قوة الأسد في معركته ضد شعبه، سيكون الأمر سلبياً".
وتأتي هذه التصريحات التي تم توزيعها واطلعت عليها "العربي الجديد"، وتناقلتها وسائل إعلام أميركية بعد لقاء القمة، منها "فورين بوليسي" مثلاً، بعدما أعرب الطرف الأميركي طويلاً عن مفاجأته بالتحركات الروسية، وهو ما يشير إلى أنه إما حصل تغيير في الموقف الأميركي من التدخل العسكري الروسي في سورية، أو أن واشنطن تأخرت في الاعتراف بتطبيعها مع هذا الوجود.
وأكد المصدر الأميركي أن الخلاف يتمحور حول الدور الذي سؤديه الأسد، فالطرف الروسي يرى الأسد حصناً ضد المتطرفين، والطرف الأميركي يرى أنه "يواصل تأجيج نيران النزاع الطائفي في سورية". وتابع المسؤول الأميركي "أعتقد أن الروس يدركون بالتأكيد أهمية توفير حل سياسي في سورية، وهناك مسار يسعى لحل سياسي"، وأضاف "لدينا خلافنا حول ما ستكون عليه نتيجة هذا المسار"، في إشارة إلى ما يتعلق بمصير الأسد.
الاجتماع بين أوباما وبوتين دام نحو 90 دقيقة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصفه المسؤولون الأميركيون بأنه كان "مجدياً"، وفيه رغبة مشتركة لإيجاد حل "من دون السعي إلى كسب نقاط". وأكد المصدر الأميركي أن لدى واشنطن الآن وضوحاً لنيات روسيا في سورية من ناحية محاربة "داعش" ودعم الحكومة السورية. كذلك وافق كل من أوباما وبوتين على ضرورة تواصل جيشي بلادهما لتفادي أي احتكاك في سورية أو نزاع إقليمي بين الطرفين.
كذلك قلّل المصدر الأميركي من أهمية تبادل المعلومات الاستخباراتية بين إيران وسورية والعراق، لأن هذا الأمر قائم منذ سنوات ولدى روسيا وجود عسكري ضئيل في العراق. وقد حصلت مصافحة بالأمس بين أوباما ووزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، وتحدثا لنحو دقيقة على هامش الغداء الذي استضافه الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك.
اقرأ أيضاً: أوباما: مرحلة انتقالية من دون الأسد