مهندسات من غزة يصنعن "أسفلتاً ذاتياً" لمعالجة الطرق

18 يوليو 2016
المشروع سيعزز من المعالجة الذاتية للطرق (عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -
دفع الدمار المتكرر للطرق والشوارع العامة في قطاع غزة بفعل الحروب والاستهدافات الإسرائيلية مجموعة من الباحثات الفلسطينيات لابتكار أسفلت ذاتي المعالجة من خلال تزويده بالألياف الحديدية ومخلفات الحديد، دون الحاجة لإعادة تعبيده حال تعرضه للتشقق.

وتعتمد فكرة المشروع الذي أنجزته الباحثات المهندسات، هديل أبو عيشة وخديجة الرملاوي ونور حسان، على استخدام الألياف الحديدية ومخلفات الحديد، بالإضافة إلى الاعتماد على تمرير شاحنة تعمل على توليد حرارة معينة تساعد في تمدد الأسفلت وإخفاء التشققات.

وتقول أبو عيشة لـ "العربي الجديد" إنّ فكرة المشروع جاءت بعد بحث طويل من أجل إتمام دارسة تخصص الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية بغزة، بالإضافة للرغبة في حل ظاهرة تشقق الطرق المتفشية بالقطاع خلال السنوات الأخيرة.

وتؤكد أبو عيشة أنّ غياب الأبحاث والمشاريع الخاصة بالطرق وعلاجها كانت من ضمن الدوافع المركزية لها ولزميلاتها من أجل البحث عن مشروع يعمل على علاج المشكلات الخاصة بالطرق وتشققها بفعل الدمار أو مرور الزمن على تعبيدها.

وتشير المهندسة الغزية إلى أنّ المشروع سيعزز من المعالجة الذاتية للطرق دون الحاجة لإعادة تعبيدها مجدداً وسيساهم في توفير الموازنات المرتفعة لهذه المشاريع، بالإضافة لكون المواد التي تدخل في صناعة مادتهم المبتكرة صديقة للبيئة.

استخدمن مواد صديقة للبيئة (ع.أبو رياش)


وتلفت أبو عيشة إلى أنّ المشروع يعتبر الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربي الذي يهتم بعلاج الطرق بشكل ذاتي من خلال استخدام مواد رخيصة الثمن وصديقة للبيئة دون الحاجة لتكبد أموال مالية طائلة لإصلاح الطرق.

والمشروع سيؤدي إلى إطالة أعمار الطرق لعشرات السنوات في بعض الأحيان دون الحاجة لتكاليف مرتفعة من أجل إعادة صيانة هذه الطرق، كون المواد المستخدمة في المادة " ذاتية المعالجة " قليلة التكاليف.

أما زميلتها خديجة الرملاوي، فتبين لـ "العربي الجديد" أنّ مدة البحث والتطبيق العملي على المشروع استغرقت نحو 9 أشهر، عمل الفريق خلالها على جمع كافة المعلومات الخاصة بالمشروع وتنفيذ التجارب العلمية للوصول إلى العينات اللازمة.

وتضيف الرملاوي أنّ مرحلة العمل على المشروع كانت أصعب المراحل التي واجهت فريقها بفعل غياب المراجع العلمية الخاصة بالمشروع والاقتصار على بحث هولندي سابق كان في نفس الموضوع وشكل مرجعاً خلال عملية البحث وإجراء التجارب.

وتشير المهندسة الفلسطينية إلى أنّ ارتباط المشروع بمدة زمنية محددة لإنجازه شكل ضغطاً كبيراً عليهم كفريق عمل في ظل عدم جود دراسات وأبحاث كافية وقضاء وقت طويل في المعامل والمختبرات العلمية والهندسية من أجل الوصول إلى النتائج المطلوبة.

وكان من ضمن المعيقات التي واجهت المشروع، نقص المواد بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006، ما دفع الباحثات الفلسطينيات للجوء لاستخدام مواد بديلة متوفرة في القطاع لإنجاز التجارب والمشروع، وفق الرملاوي.

وتقول الرملاوي إنها وزميلاتها استخدمن الألياف الموجودة في "سلكة الجلي" بديلاً عن الألياف الحديدية التي يحظر الاحتلال وصولها إلى القطاع خشية من استخدامها من قبل المقاومة الفلسطينية في تطوير قدراتها العسكرية.

أما المهندسة نور حسان فتوضح أنّ بحثهم في مجال "المعالجة الذاتية للطرق" تمكن من الفوز بجائزة الشيخ ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي في مجال الإبداع العلمي بعد منافسة مع العديد من المشاريع المشاركة في المسابقة الدولية.

وتبين حسان لـ "العربي الجديد" أنّ الفريق حاول خلال فترة التجارب العلمية محاكاة التجارب التي اتبعها البحث الهولندي الخاص بنفس مشروعهم من أجل الحصول على النتائج المرجوة بالرغم من عدم وجود ذات المختبرات في غزة.

المساهمون