مهرجان للقراءة في بغداد: الكتب كسلاح

09 أكتوبر 2014
مهرجان "أنا عراقي.. أنا أقرأ"
+ الخط -

على ضفاف نهر دجلة، وبالقرب من نصب شهريار وشهرزاد، الذي يتوسّط شارع أبو نواس؛ انطلق الموسم الثالث من مهرجان "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، الذي ينظمه ناشطون شباب في العاصمة بغداد.

وتكتسب هذه التظاهرة أهميتها من كونها تأتي ظروف أمنية وسياسية متوترة منذ حزيران/ يونيو، عندما سقطت أجزاء واسعة من مناطق العراق الغربيّة في يد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بداعش. كما تدور الآن اشتباكاتٌ شرسةٌ على مسافة 50 كم عن حدود العاصمة.

يقول حامد السيد أحد المنظمين لـ"العربي الجديد": "تردّد المبادرون في البداية بشأن إمكانية تنظيم الدورة الثالثة بسبب الظروف التي نعيشها، لكننا قررنا أن نكسر أجواء التوتر والإحباط بدلاً من إلغاء أو إرجاء تنظيم المهرجان عن موعده المحدّد، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام".

استطاع فريق يتكون من 10 متطوعين، أغلبهم من الشباب، من جمع نحو 6 آلاف عنوان من خلال تبرعات تقدّمت بها دور نشر وشخصيات ثقافية من أنحاء البلاد. واكتظ متنزه شهريار وشهرزاد بنحو أربعة آلاف مشارك طيلة أربع ساعات من عمر المهرجان. 

يقول الصحافي عمر الجفال لـ"العربي الجديد": "مهرجان القراءة هو سلاح رمزي يشهره البغداديون، والعراقيون عموماً، في وجه المد الظلامي الذي يهدّد حياتهم تحت شعارات متطرفة تتخذ من الدين غطاء لها". ويضيف: "هذا المهرجان دعوة لمواجهة التحديات الثقافية في العراق، فمعدلات الأمية والعزوف عن الدراسة في تصاعد للآسف".

وبينما انشغل بعض الحضور في اختيار عناوين معينة من مئات الكتب المتنوعة التي عُرضت أمام رواد المهرجان، انخرط شباب وشابات بالتقاط صور "سيلفي" مع تمثاليْ شهريار وشهرزاد، أيقونتا الحب في "كتاب الف ليلة وليلة".

ويخطّط منظمو مبادرة "أنا عراقي.. أنا أقرأ" هذا العام، بحسب حامد السيد، إلى وضع مجموعة مختارة من الكتب في أحد مقاهي بغداد، لتتحوّل إلى مكانٍ لجذب عشاق الثقافة في المدينة. كما يحرص المهرجان سنوياً، بحسبه، على دعم متطوعين شباب في إقامة مهرجان قراءة متنقل في عدد من المحافظات، وذلك بتزويدهم بكمية لابأس بها من الكتب.

وما يميز النسخة الثالثة من المهرجان هو عدم اقتصاره على الكتاب الورقي، فقد أنشأ مجموعة من المدونين زاوية خاصة بالكتاب الالكتروني، تحتوي على مواقع لمكتبات افتراضية تضم آلافاً من العناوين في شتى مجالات المعرفة.

وقدّم المدوّنون استشاراتٍ في مجال "الأمن المعلوماتي"، بالإضافة إلى توصيات لترشيد استخدام الـ"الإعلام الاجتماعي"، وكيفية استثمارها في صناعة جماعات ضغط ومنصات لإثارة بعض القضايا اليومية في ما بات يعرف بـ"صحافة المواطن".

دلالات
المساهمون