مهرجان الصحراء الدولي بتونس

لأكثر من قرن من الزمان، استمر المهرجان الدولي للصحراء بتونس (يطلق عليه أحيانا مهرجان الجمال)، ليثبت أنه من الممكن أن تقيم حفلاً ناجحاً في الصحراء. فللمهرجان شهرة كبيرة تجذب أعداداً كبيرة من الزوار القادمين من شمال أفريقيا.

يقام المهرجان في وسط الكثبان الرملية الدائرية داخل وحول بلدة دوز الصغيرة التي تسمى بـ"بوابة الصحراء"، وهي الصحراء الأكبر بالعالم خارج المناطق القطبية. يقام المهرجان في المنطقة الصحراوية تحت درجة حرارة في هذا الوقت من العام تراوح بين 5 - 15 درجة مئوية. ومن يشاهد المنطقة، يعتقد أنه داخل أحد مشاهد فيلم "حرب النجوم"، وهذا الأمر حقيقي بالفعل؛ فقد استخدمت الصحراء الكبرى في خلفية مشاهد الفيلم.

يزخر المهرجان بالأحداث والفعاليات، بدءاً من سباق الهجن ومراسم الزواج البدوي التقليدي الذي تقيمه بعض القبائل هناك ابتهاجاً بالحدث. كما تقام العديد من عروض الموسيقى والغناء والرقص بالمدينة، في قصر الثقافة الواقع في ساحة الشهداء. الحدث الكبير في المهرجان والأشهر هو "سباق الهجن"، فبعد احتدام تصفيات السباق النهائي، يقام في اليوم الأخير من المهرجان أمام الحشد الموجود السباق النهائي للفائزين، ويحصل الفائز على جائزة مالية كبيرة.

نشأ المهرجان لأول مرة عام 1910 عندما كانت تونس تحت الاحتلال الفرنسي، وتضمن وقتها بعض الألعاب الشعبية والبدوية وسوق الزواج البدوي. وفي عام 1967، احتضن المهرجان الهوية العصرية بعد تولي الحبيب بورقيبة السلطة. وسرعان ما برزت شهرة المهرجان، فأخذ طابعاً دولياً عام 1981، لتشارك فيه مجموعة من البلدان العربية والأفريقية المحيطة بالصحراء.

يجذب مهرجان الصحراء الذي يقام سنوياً في نوفمبر/ تشرين الثاني أكثر من خمسين ألف شخص، وكل عام ينمو المهرجان، ويتحول إلى احتفال ضخم يحضره الشعراء والفنانون ومحبو السباقات والمتسابقون على الإبل، كذلك يحضر لاعبو هوكي الرمال لاستعراض مهاراتهم.