21 سبتمبر 2019
من يدعم الجنرال؟
نورالدين خبابه
كاتب وإعلامي جزائري مقيم في فرنسا، يحلم بمصالحة حقيقية شاملة يتآخى فيها الجزائريون والجزائريات، ثم مصالحة مغاربية، عربية، دولية.
في كل مناسبة من المناسبات التي مرت وتمر بها الجزائر، لا يخلو حديث بعض الساسة والإعلاميين، ومتناولي الشأن العام، عن الرئيس الراحل هواري بومدين، وإلصاق تهمة الاغتيالات والانقلابات السياسية به، وتبرئة خصومه في المقابل.
يا ليتهم قرأوا التاريخ قراءة موضوعية، وأعطوا كل ذي حق حقه، لأن الذين رفعوا السلاح خلال ثورة التحرير، وخاضوا الحرب ضد المحتل الغاشم وأعوانه، اعتمدوا على الرشاش، وليس على السياسة، ولو لم يؤمنوا بالرشاش لبقوا يناضلون في حزب الشعب، مع أنهم استعملوها في ما بعد للتفاوض في الحكومة المؤقتة، ولكن تحت حراسة البندقية.
لقد صدّعوا رؤوسنا بالحداثة والديمقراطية والمدنية ردحاً من الزمن، وضيعوا أوقاتاً من أعمارنا وهم يحدثونا عن الإسلاميين، وشرب بول البعير، ويسخرون من أشكالهم ومن هيئاتهم ومن تصرفاتهم، قبل أن يظهر في أثناء حكمهم شرب حليب التيس، وترشح المختلين عقلياً وبائعي المخدرات.
لقد لفظتهم الصناديق في عدة مواعيد، لأنهم ببساطة لا قاعدة شعبية لديهم، فهم غرباء عن الشعب، غير أن جهات دولية تسندهم لفرض منطقها على الجزائر، لا سيما بعض المنظمات الحقوقية، ووسائل إعلام ذات تأثير واسع. وكيف لا تسندهم وأجدادهم تحالفوا مع الاحتلال وقدموا له الجزائر على طبق من ذهب.
لقد استطاعوا تضليل فئات كثيرة عبر القنوات الفضائية والصحف قبل تعميم الإنترنت في الجزائر، التي أعطت الفرصة للجميع من خلال حرية المبادرة، وأصبحت تقنيات الإخراج والتركيب والتأثيرات المختلفة لدى شرائح من المجتمع، وأصبحت الكتابة متاحة للجميع، فبان خبلهم، وظهر دجلهم وتدليسهم، وتوضحت مستوياتهم، ولم يعد في مقدورهم المواجهة بالحقائق والبراهين، فيعمدون إلى التشويه، مدعومين من جهاتٍ أجنبية لها حسابات استراتيجية.
وها هم بعدما خسروا مواقع بعد تنحية الجنرال الذي كان يلقب برب الجزائر، والذي كان يوظف وسائل الدولة الجزائرية لهذه الأقلية الماكرة، لاسيما الإشهار والإعلام والمال.
ها هم بعدما كانوا يشتمون هواري بومدين عقودا، بأنه كان وراء كل الإخفاقات، وهو صاحب نظرية أولوية العسكري على السياسي، ها هم ومن دون حياء، يدعمون جنرالاً لم يناضل يوماً في حياته سياسياً، بل قضى حياته وراء المكتب، يوقع على إنهاء المهام لضباط أغلبهم أحيلوا إلى التقاعد في ريعان شبابهم، وآخرون بتهم مختلفة تم شطبهم، فبعد أن تمت إحالة الملقب برب الجزائر على التقاعد بعد خلافات مع الرئاسة، وبعد سجن أحد مساعديه بتهمة الإرهاب، ها هو جنرال من جنرالات الدولة العميقة يتظاهر بالحديث عن مشروع المجتمع، وعن الدولة المدنية، وإعلان القطيعة مع النظام، قصد استعطاف شرائح من الشعب، وكأن هذا النظام نزل من كوكب المريخ، وليس النظام الذي كان أحد أركانه؟
والغريب أنك تجد مدنيين، ومنهم محامون وإعلاميون قضوا حياتهم وهم يرددون: الإسلاميون يريدون أن يحكموا مرة واحدة، ومن ثم يلغون الديمقراطية. ها نحن اليوم نراهم لم يقبلوا بالتداول السلمي للسلطة، بل يقفون كل مرة وراء مرشح العسكر، والذي تختاره الدوائر الخفية والمغلقة، كلما شوهت الواجهة. المرشح الذي يخدم مصالحهم، ويحقق لهم نزواتهم وأمانيهم، ويعطيهم الفرصة لتجسيد شذوذهم الفكري والسياسي والأيديولوجي.
يا ليتهم يقبلون بإرادة الشعب التي يتشدقون ويتغنون بها ولو مرة واحدة. يا ليتهم يدعمون مدنياً لا مرشحاً لا تزال علامة القبعة على رأسه.
يا ليتهم قرأوا التاريخ قراءة موضوعية، وأعطوا كل ذي حق حقه، لأن الذين رفعوا السلاح خلال ثورة التحرير، وخاضوا الحرب ضد المحتل الغاشم وأعوانه، اعتمدوا على الرشاش، وليس على السياسة، ولو لم يؤمنوا بالرشاش لبقوا يناضلون في حزب الشعب، مع أنهم استعملوها في ما بعد للتفاوض في الحكومة المؤقتة، ولكن تحت حراسة البندقية.
لقد صدّعوا رؤوسنا بالحداثة والديمقراطية والمدنية ردحاً من الزمن، وضيعوا أوقاتاً من أعمارنا وهم يحدثونا عن الإسلاميين، وشرب بول البعير، ويسخرون من أشكالهم ومن هيئاتهم ومن تصرفاتهم، قبل أن يظهر في أثناء حكمهم شرب حليب التيس، وترشح المختلين عقلياً وبائعي المخدرات.
لقد لفظتهم الصناديق في عدة مواعيد، لأنهم ببساطة لا قاعدة شعبية لديهم، فهم غرباء عن الشعب، غير أن جهات دولية تسندهم لفرض منطقها على الجزائر، لا سيما بعض المنظمات الحقوقية، ووسائل إعلام ذات تأثير واسع. وكيف لا تسندهم وأجدادهم تحالفوا مع الاحتلال وقدموا له الجزائر على طبق من ذهب.
لقد استطاعوا تضليل فئات كثيرة عبر القنوات الفضائية والصحف قبل تعميم الإنترنت في الجزائر، التي أعطت الفرصة للجميع من خلال حرية المبادرة، وأصبحت تقنيات الإخراج والتركيب والتأثيرات المختلفة لدى شرائح من المجتمع، وأصبحت الكتابة متاحة للجميع، فبان خبلهم، وظهر دجلهم وتدليسهم، وتوضحت مستوياتهم، ولم يعد في مقدورهم المواجهة بالحقائق والبراهين، فيعمدون إلى التشويه، مدعومين من جهاتٍ أجنبية لها حسابات استراتيجية.
وها هم بعدما خسروا مواقع بعد تنحية الجنرال الذي كان يلقب برب الجزائر، والذي كان يوظف وسائل الدولة الجزائرية لهذه الأقلية الماكرة، لاسيما الإشهار والإعلام والمال.
ها هم بعدما كانوا يشتمون هواري بومدين عقودا، بأنه كان وراء كل الإخفاقات، وهو صاحب نظرية أولوية العسكري على السياسي، ها هم ومن دون حياء، يدعمون جنرالاً لم يناضل يوماً في حياته سياسياً، بل قضى حياته وراء المكتب، يوقع على إنهاء المهام لضباط أغلبهم أحيلوا إلى التقاعد في ريعان شبابهم، وآخرون بتهم مختلفة تم شطبهم، فبعد أن تمت إحالة الملقب برب الجزائر على التقاعد بعد خلافات مع الرئاسة، وبعد سجن أحد مساعديه بتهمة الإرهاب، ها هو جنرال من جنرالات الدولة العميقة يتظاهر بالحديث عن مشروع المجتمع، وعن الدولة المدنية، وإعلان القطيعة مع النظام، قصد استعطاف شرائح من الشعب، وكأن هذا النظام نزل من كوكب المريخ، وليس النظام الذي كان أحد أركانه؟
والغريب أنك تجد مدنيين، ومنهم محامون وإعلاميون قضوا حياتهم وهم يرددون: الإسلاميون يريدون أن يحكموا مرة واحدة، ومن ثم يلغون الديمقراطية. ها نحن اليوم نراهم لم يقبلوا بالتداول السلمي للسلطة، بل يقفون كل مرة وراء مرشح العسكر، والذي تختاره الدوائر الخفية والمغلقة، كلما شوهت الواجهة. المرشح الذي يخدم مصالحهم، ويحقق لهم نزواتهم وأمانيهم، ويعطيهم الفرصة لتجسيد شذوذهم الفكري والسياسي والأيديولوجي.
يا ليتهم يقبلون بإرادة الشعب التي يتشدقون ويتغنون بها ولو مرة واحدة. يا ليتهم يدعمون مدنياً لا مرشحاً لا تزال علامة القبعة على رأسه.
نورالدين خبابه
كاتب وإعلامي جزائري مقيم في فرنسا، يحلم بمصالحة حقيقية شاملة يتآخى فيها الجزائريون والجزائريات، ثم مصالحة مغاربية، عربية، دولية.
نورالدين خبابه
مقالات أخرى
20 يناير 2019