تحدّى يتيم مغربي ظروفه بعد أن انفصل عن المؤسسة الخيرية، ولم يجد بعدها غير الشارع مأوى له، ليؤسس جمعية مبادرة الأمل للإدماج الاجتماعي للأيتام كافة، بعد بلوغ سن 18.
ونجح الناشط الاجتماعي والحقوقي هاني الحراق، من خلال الجمعية، في مساعدة الأيتام على إيجاد ذواتهم والتمتع بالاستقلالية المادية والمعنوية بعد مغادرة المؤسسة الخيرية التي عاشوا فيها لسنوات عدة.
ويحكي الحراق قصته، فيقول إنّه عندما بلغ السن القانوني، والذي لا يُسمح له بعده بالبقاء داخل مؤسسة الأيتام، غادرها وانفصل عن الحضن الذي ترعرع وسطه، ليصطدم بواقع مرير لم يتصوره قط.
ويقول الحراق لـ"العربي الجديد" إنّ معاناته للاندماج في المجتمع لم تكن طويلة، بسبب أشخاص قاموا بمساعدته، لكنه تساءل إن كان الأطفال الآخرون سيجدون هذه الفرصة، الأمر الذي دفعه إلى تأسيس هذه الجمعية لتكون فرصة لهم.
تمكّن الحراق من خلال مشاركة مع القطاع الخاص أن يمضي قدماً نحو تأهيل عشرات الأطفال والشباب الذين انفصلوا عن المؤسسة الخيرية، حتى ساهم في دمجهم في المجتمع، لأنّ هدفه ليس الأعمال الخيرية بل تمكينهم من تحصيل لقمة العيش بسواعدهم.
استطاع الحراق حتى يومنا هذا دمج العديد من النزلاء في مختلف التراب الوطني المغربي بمدن أكادير ومكناس والدار البيضاء وطنجة، حتى باتت لديه نماذج مشرفة في ذلك.
ويبحث الحراق عن حلول أخرى جذرية وحقيقية، بإقرار قوانين ولوائح تضمن حصول اليتيم بعد بلوغه سن الـ18، على رعاية أخرى من الدولة، تساعده على الاندماج في المجتمع، منتقداً تقاعس المسؤولين عن هذا الدور. ويوجّه الحراق رسالة إلى العاملين والجمعيات العاملة في مجال الطفولة على مستوى الوطن العربي، بضرورة توحيد الأفكار وتقاسم التجارب فيما بينهم من أجل الصالح العام، ولصالح الطفولة لا سيما الأيتام.