ضمن مقتنيات مكتبة جامعة "يال" الأميركية، رسالة أرسلتها التشكيلية المكسيكية فريدا كالو (1907-1954) إلى جورجيا أوكيفي (1887-1986)، التشكيلية الأميركية التي أصيبت بانهيار عصبي، ما جعلها تدخل مصحة نفسية في آذار/ مارس 1933.
كانت أوكيفي عاشت لمدة عام قبل هذا التاريخ في صراع فظيع مع فشلها في إنجاز جدارية لـ Radio City Music Hall، وقد انهارت تماماً وشخّص طبيبها حالتها بـ العُصاب النفسي، ومُنعت من الرسم حتى نهاية 1934.
حين أرسلت كالو الرسالة كانت في ديترويت رفقة زوجها التشكيلي دييغو ريفيرا، والذي كان يرسم جدارية لمعهد الفنون هناك، وكانت كالو قد اتصلت بأوكيفي وتحدّثت إليها ثم بعثت بالرسالة التي كتبت فيها:
"جورجيا،
كان من الرائع أن أسمع صوتك مرة أخرى. كل يوم منذ أن اتصلت بك ومرات كثيرة قبل أن أفعل، ولشهور أردت أن أكتب لك رسالة. كتبت لك الكثير، لكن كل واحدة كانت تبدو أغبى وأكثر خواء من التي تسبقها، فأمزّقها على الفور.
لا أستطيع أن أكتب بالإنجليزية كل ما أودّ قوله، خاصة لك. أرسل هذه الرسالة لأنني وعدتك. شعرت بسوء كبير حينما أخبرني سيبيل براون أنك مريضة، ولكني ما زلت لا أعلم ما بك.
أرجوك عزيزتي جورجيا، إن لم يكن بمقدورك الكتابة إلي، اطلبي من ستيغليتز أن يفعل واسمحي لي أن أعرف كيف تشعرين، هل تسمحين؟
سأكون في دترويت لأسبوعين آخرين، أودّ أن أخبرك بكل ما حصل معي منذ آخر مرة التقينا، لكن معظم أخباري حزينة ولا ينبغي أن أخبرك أموراً محزنة الآن.
في نهاية الأمر، لا ينبغي أن أتذمّر؛ ذلك أني كنت سعيدة بطرق مختلفة أيضاً. دييغو طيب جداً معي، ولا يمكنك أن تتخيّلي مدى سعادته بإنجاز الجدارية هنا. أنا أرسم أيضاً، على الخفيف، لكن هذا يساعدني.
فكرت بك كثيراً ولم أنس أبداً يديك الرائعتين ولون عينيك. سأراك قريباً. أنا متأكدة أنني في نيويورك سأكون أكثر سعادة. إن كنت ما زلت في المستشفى حين آتي سأحضر لك أزهاراً، ولكن من الصعب جداً أن أجد تلك التي أحبها وأريدها لك.
سأكون سعيدة جداً لو كتبت لي حتى ولو كلمتين. أنت عزيزة جداً عندي جورجيا.
فريدا".
* ترجمة وإعداد نوال العلي