من بلاد النصارى إلى "دولة الخلافة"

07 ديسمبر 2014
+ الخط -
حين يعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بأنه على مسلمي فرنسا وأوروبا العودة إلى "دولتهم" وترك أماكن عيشهم هناك، فإن هذا التنظيم لا يهتم كثيرا بما تعنيه تلك الدعوة أكثر من "حالة استعراضية تشبه استعراض حرق جوازات السفر"، بحسب ما يقول أحد الأئمة المسلمين من الذين تحدثت "العربي الجديد" إليهم. 

فمن "الناحية الشرعية"، وبحسب الإمام، فإن هؤلاء في دعوتهم تلك إنما يستندون إلى "واجب تقديم الطاعة" للخليفة وأمير المؤمنين في "دولة الخلافة". ولذلك، وبحسب ما يراه فإن التنظيم لم يعد يرى نفسه كذلك، بل دولة إسلامية يدعو المسلمين للتوافد والعيش فيها، لكن في ذلك خدعة كبيرة. فلا هي دولة، ولا تملك مقومات أصلا لتكون له القدرة على استقبال المسلمين فيها".
 
وتنظيم "داعش" عندما يعتبر نفسه دولة يخلق مشكلتين، بحسب ما يقوله هؤلاء الأئمة الذين يعيشون في الغرب: 
الأولى، أن تسمية أنفسهم "الدولة الإسلامية" يعني بأن الصدام مع القوى الغربية المتحالفة لقصفهم وطردهم من المناطق التي سيطروا عليها، فيه مخاطرة و"هزيمة للمسلمين"، باعتبارهم يختزلون الإسلام ودولته بتنظيمهم. وذلك له انعكاسات كثيرة على الشباب المسلم قد لا يعيها القائمون على "داعش"، أو لا يأبهون لها أصلا. 

والثانية، أن هؤلاء يرددون علنا ما يريده المتطرفون الغربيون بخطاب: ارحلوا عنا، وهم بذلك يساهمون في خلق تربة خصبة لحشر الجاليات المسلمة في وضع صعب، يسحب عنهم كل تعاطف مما يجري في سورية من تدمير للبشر والحجر من طرف النظام. 

يقول إمام أحد المساجد في ألمانيا لـ "العربي الجديد"، وهو لا يخفي رغبته بأن يصبح للمسلمين يوما ما دولتهم الجامعة، بأنه تجري عملية "استسهال لتكفير من لا يستجيب لدعوة داعش" ويقول "لو كنت مؤمنا بأنهم يشكلون فعلا دولة كما نعرف الخلافة فلن أكون بالتأكيد في الغرب.

لكنني لست أرى ما يقدمون عليه سوى تشويش وتخريب لفكرة الدولة الإسلامية، ووضع المسلمين في حالة حصار، قد لا تكون مرئية الآن. لكنها حالة بلا شك تثير علينا ما أثارته هجمات نيويورك 2001".
المساهمون