من "فيسبوك" إلى القضاء... معركة بين فنانين أردنيين

09 أكتوبر 2019
جميل عواد وأمل الدباس (فيسبوك)
+ الخط -
رفعت الفنانة الأردنية أمل الدباس، دعوى قضائية على زميلها جميل عواد، متهمة إياه بالذم والقدح والتحقير، بعد تعليق له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لينشغل الرأي العام بما وقع بين اسمين معروفين في الفن الأردني.

بدأت القضية عندما أدرج المنتج الأردني نضال خزاعلة، منشوراً لكلمة الفنانة أمل الدباس سفيرة البرنامج للنوايا الحسنة، خلال مشاركتها في مؤتمر الاجتماع المشترك غير الرسمي الثالث لمجلس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والمجلس التنفيذي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، في 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، فما كان من الفنان جميل عواد إلا أنّ علق "قال الأديب اللبناني سعيد تقي الدين: ما أبلغ العاهرة عندما تحاضر بالعفاف"، ثم تابع في تعليق آخر: "لا عذر لمن خان الوطن وطبع مع العدو. التطبيع خيانة لا تزيلها الألقاب".

وكانت الدباس قد اعتذرت خطياً عن زيارتها إلى إسرائيل، قبل أكثر من عشرين عاماً، وذلك في رسالة إلى لجنة مناهضة التطبيع في نقابة الفنانين، وأوضحت غير مرة أنها زارت بيت أهلها في القدس المحتلة.

واعتبرت الدباس تعليق عواد "إساءة واضحة وصريحة" لها، بعيداً عن منصبها الشرفي سفيرة للنوايا الحسنة أو عن الشأن السياسي عموماً.

وكانت الفنانة خارج الأردن، في تلك الفترة، لكنها توجهت، بعد أسبوع إثر عودتها، إلى المحكمة وسجلت دعوى قضائية على عواد تتهمه بالذم والقدح والتحقير.

وأثار عواد القضية مجدداً على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، أمس الثلاثاء، وأدرج منشوراً كتب فيه: "غداً (الأربعاء) سيأتي البحث الجنائي لاعتقالي رغم وضعي الصحي الحرج، بتهمة جريمة إلكترونية"، حيث يعاني الفنان البالغ من العمر 85 عاماً من مرض السرطان.


وخرجت الدباس على الفور، لتوضح، في بيان نشرته على مواقع إلكترونية "لم أكن أرغب بأن ألجأ للقضاء لحل أي خلاف بيني وبين أي فنان مع إيماني المطلق بأنّ بلدنا بلد مؤسسات وقانون يحميها القضاء النزيه والمستقل".

وأضافت "أستغرب من فنان بحجم جميل عواد أن يحرف الأمور عن مسارها الحقيقي، ولا يعترف بأنّ الشكوى عليه ليس لها علاقة بأي أبعاد سياسية أو وطنية، كما يحاول الفنان الكبير جميل عواد الإيحاء بذلك للرأي العام من أجل كسب تعاطف شعبي لقضية شتم وذم وقدح وتحقير تحقق بها الجرائم الإلكترونية. فالقضية ليست (كف يناطح مخرز) وإنما قضية طعن بشرف امرأة أردنية قبل أن تكون فنانة زميله له".

ووفق المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإنّ نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، ومعه مجموعة من الإعلاميين والصحافيين، يحاولون التدخل بين الطرفين لحل القضية وسحبها من القضاء، وعدول عواد عن تعليقه.

وبعد الاتصالات والوساطات لثني عواد عن تعليقه والاعتذار، كتب، صباح اليوم الأربعاء، على صفحته: "السيدة أمل دباس، تأكدي بأني لم أمس بعرضك لا سمح الله. عرضك مصان. البوست الذي استفزك لست مقصودة به".


القضية شغلت الرأي العام الأردني، نظراً لدور الفنانين على الساحة المحلية، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بين معارض لمحاكمة الفنان المريض، بقضية جرائم إلكترونية، وبين مؤيد لوصفه الفنانة الدباس بألفاظ غير لائقة.

الحقوقية هديل عبد العزيز مديرة مركز "العدل" للمساعدة القانونية، قالت لـ"العربي الجديد"، إنّه "من حق الفنانة أمل الدباس أن تشتكي على من تعتقد أنه أساء لها، حيث إنها لم ترسل له أحد الزعران ليبرحه ضرباً، وإنما لجأت للقضاء وهذه الطريقة السليمة والحضارية لمعالجة النزاعات".

وتابعت: "الخلل في القانون، الذي يغالي في العقوبة ويسمح بالتوقيف. لا يستفيد أحد من سجن رجل ثمانيني مريض، ولا تستفيد العدالة، مثل هذه الحالات الأصل أن تعالج بالتعويض والاعتذار، حيث إنّ الخلل في قانون الجرائم الإلكترونية وفي التطبيق القضائي لصلاحية التوقيف".

المساهمون