توتر في البرلمان الإيراني إثر إفشال مشروع لرفع حظر مواقع التواصل

24 يوليو 2024
الجلسة الافتتاحية للبرلمان الإيراني في طهران، 27 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

خيّمت أجواء توتر اليوم الأربعاء على البرلمان الإيراني إثر الاعتراض على استخدام رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، الفيتو لإفشال مشروع قانون يهدف إلى رفع حظر مواقع التواصل الاجتماعي الأجنبية في البلاد. وأعلن عضو البرلمان الإيراني عن مدينة بوكان الكردية شمال غربي إيران، محمد قسيم عثماني، أنه قدّم مشروعاً عاجلا لرفع حظر مواقع التواصل في إيران. واتّهم عثماني رئيس البرلمان باستخدام الفيتو من دون الإعلان عن استلام المشروع، في خطوة اعتبرها متعارضة مع القوانين الداخلية.

وتساءل عثماني بصوت عالٍ: "ما هي المشكلة في مشروعي؟ السيد قاليباف هنا ليس معسكراً، هنا مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، هنا بيت الشعب"، مضيفاً أنه قدّم مشروعاً لـ"أجل مصالح الشعب" واستكمل مراحله بوصفه مشروعا عاجلا، "لكن لماذا السيد قاليباف استخدم الفيتو ضده؟". وبعد اعتراضات عثماني، تشنّجت أجواء البرلمان الإيراني لبضع دقائق، وسط احتجاجات نواب محافظين ضده، وفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية.

ورد نائب رئيس البرلمان الإيراني علي نيكزاد الذي كان يدير الجلسة على تصريحات البرلماني الإصلاحي عثماني، قائلاً إن هناك 30 مشروعاً عاجلاً لدى هيئة رئاسة البرلمان، وكل مشروع سيعرض للنقاش في وقته، معترضاً على نعته البرلمان بأنه "ليس معسكراً". من جانبه، عزا نائب رئيس لجنة النظام الداخلي البرلمانية، محسن زنغنه، سبب عدم الإعلان عن استلام مشروع رفع الحظر عن مواقع التواصل في إيران وعدم طرحه للنقاش، إلى عدم استكمال لجان البرلمان الجديد، ومنها اللجنة الثقافية المعنية بمناقشة هذا المشروع بالدرجة الأولى.

وتناول رواد مواقع التواصل في إيران ما حصل اليوم الأربعاء في البرلمان الإيراني، حيث اعتبره البعض رسالة برلمانية رافضة إلى الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، الذي وعد بإلغاء الحظر عن مواقع التواصل في إيران وتحسين جودة الإنترنت وسرعته في البلاد.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وعود رفع الحظر عن مواقع التواصل في إيران

ويأتي رفض البرلمان الإيراني مناقشة مشروع رفع الحظر عن مواقع التواصل في إيران فيما وعد الرئيس الإصلاحي المنتخب، مسعود بزشكيان، برفع هذا الحظر خلال حملته الانتخابية، مهاجماً سياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وتقييد الإنترنت. واعتبر أن تشديد هذا الإجراء خلال العامين الأخيرين بعد الاحتجاجات قد أضرّ بالكثير من الأعمال وتسبّب في بطالة كثيرين من العاملين في الفضاء الافتراضي، مشيراً إلى ظهور مجموعات تحصل على أرباح كبيرة من خلال بيع برامج فك التشفير. وأكد بزشكيان على تحرير الفضاء الافتراضي، لافتاً إلى أن "منصة إكس هي مكان للتعلّم وتقدم مساعدات كثيرة للمستخدمين، لكننا من خلال الحظر قطعنا تواصلنا مع العالم". ووعد بزشكيان بأنه إذا فاز بالرئاسة الإيرانية "سيتصدى بكل حزم" للقيود المفروضة على الإنترنت ومنصات التواصل.

وكشف تقرير لمركز إيسبا الإيراني للاستطلاعات، صدر في مايو/أيار 2022، أن 78.5% من سكان إيران، البالغ عددهم 85 مليون نسمة، يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي. ويشير التقرير إلى أن تطبيق واتساب هو الأكثر شعبية في إيران، إذ يستخدمه 71.1% من مستخدمي مواقع التواصل في إيران. يليه تطبيق إنستغرام بـ49.4%، ثم "تليغرام" بـ31.6%.

وكان حظر منصتي "واتساب" و"إنستغرام" خلال سبتمبر/ أيلول 2022 قد دفع بعشرات الآلاف إلى النزوح صوب "تليغرام" المحظورة أيضاً، لأن الوصول إليه أسهل من باقي المنصات. وتشير تقارير إيرانية إلى أن عدد مستخدميه في إيران يبلغ حالياً نحو 50 مليون شخص.

ويلجأ الإيرانيون إلى برامج فك الحجب والتشفير للوصول إلى جميع المنصات المحظورة، مثل "إنستغرام" و"واتساب" و"إكس" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، الأمر الذي زاد تكاليف إنفاقهم على الإنترنت مع تحوّل خدمة "في بي أن" إلى تجارة رابحة لمقدمي هذه الخدمة في إيران.

المساهمون