منصات ألعاب الفيديو ميدان جديد للحفلات خلال مرحلة الحجر

20 مايو 2020
لعبة فورتنايت مع عرض لمغني الراب ترافيس سكوت (Getty)
+ الخط -
أفرغ وباء كورونا (كوفيد-19) خشبات المسرح في العالم أجمع، غير أن ألعاب الفيديو مثل "فورتنايت" و"ماينكرافت" تنظم حفلات في عالمها الافتراضي مع فنانين حقيقيين، بهدف تعزيز نفوذها.

ففي نهاية إبريل/ نيسان، ظهر مغني الراب ترافيس سكوت فجأة تحت سماء مليئة بالنجوم عبر لعبة الفيديو الناجحة "فورتنايت" وأدى أغنيته "سيكو مود".

وشاهد العروض الخمسة المجانية بين 23 إبريل/ نيسان و25 منه 12,3 مليون لاعب، بحسب شركة "إيبيك غايمز" الأميركية المنتجة للعبة.

وكانت "فورتنايت" قد استضافت مطلع فبراير/ شباط 2019 منسق الأسطوانات الأميركي مارشميلو. لكن مذ ذاك، سبّب وباء كوفيد-19 إلغاء الحفلات في العالم الحقيقي، ما دفع منصة "إيبيك غايمز" إلى خوض غمار الحفلات الافتراضية.

وأطلقت فورتنايت في مطلع مايو/ أيار الحفلة الافتراضية العملاقة "بارتي رويال"، أحياها منسقو أسطوانات معروفون بينهم ستيف أوكي.

ويقول ديمتري وليامز الأستاذ في جامعة "يو أس سي أننبرغ" في كاليفورنيا إن "هذا الأمر جيد للفنان والشركة الناشرة" لألعاب الفيديو.

ويشير إلى أن الفنان "يصل إلى فئة كبيرة من الناس لا يبلغهم في الأوقات العادية"، خصوصاً لدى الشباب اليافعين، وهي فئة سكانية مرغوبة "في عالم إعلامي آخذ في التقسيم".

أما بالنسبة إلى الشركة الناشرة، فهذا "نجاح ضخم لأنها تجد نفسها مرتبطة بأمر مسلٍّ وحقيقي" يزيد من نسبة استخدام منتجاتها.

وفي منتصف إبريل/ نيسان، نظمت لعبة أخرى هي "ماينكرافت" مهرجاناً افتراضياً مجانياً حمل اسم "نيذر منت".

كذلك أقامت في 16 مايو/ أيار مهرجاناً آخر باسم "بلوك باي بلوكويست"، خصوصاً بمشاركة فرقة "أغينست ذي كارنت" للروك.

ويلفت آدم أريغو، المدير العام لشركة "ويف" المتخصصة في الحفلات الافتراضية إلى أن الفكرة لا تكمن في "صنع شيء ما يمكنكم فعله في العالم الحقيقي"، بل "إعطاء قيمة" للتكنولوجيا.

ويقول: "لستم مقيدين بقوانين الفيزياء والجاذبية، لذا يمكنكم فعل أي شيء. هذا عرض بصري يتطور في اتجاه السوريالية".

وكان ترافيس سكوت في لعبة "فورتنايت" أكبر بعشر مرات من حجم المتفرجين الذين  جُسِّدوا بمجسماتهم التقليدية في اللعبة، وتمكنوا جميعاً من الرقص والتخالط.

وتوضح تشيري هو المشرفة على نشرة "ووتر أند ميوزيك" المتخصصة في المجال أن "الكثير من الفنانين وشركات الإنتاج والمهرجانات ومنظمي الأحداث يرون في ألعاب الفيديو الوجهة الجديدة لتقديم عروضهم".

وينظر هؤلاء إلى هذه المساحة الجديدة على أنها منصة مكملة، وليست تهديداً لقطاع الموسيقى والحفلات الخاضع أصلاً لضغوط، منذ ما قبل وباء كوفيد-19 ولا يزال يعاني حالياً.

ويقول آدم أريغو: "هذا الأمر سيبقى مجالاً إضافياً على ما يقدمه العالم الحقيقي" مع إعطاء "أبعاد أخرى للعرض عينه".

وبات البعض ينظر إلى "فورتنايت" مع مستخدميها البالغ عددهم 350 مليوناً على أنها شبكة اجتماعية حقيقية قادرة على منافسة عمالقة القطاع من أمثال "فيسبوك"، مع نقطة قوة تتمثل بمعدل السن الصغير للمستخدمين.

غير أن ديمتري وليامز يشكك في هذه النظرية، خصوصاً في ظل محدودية التفاعل بين اللاعبين وتغير المتنافسين بعد كل جولة.
(فرانس برس)

المساهمون