لمحة تاريخية
منذ ذلك الإنجاز، تأهل المنتخب السويسري إلى الدور الـ16 في نسختي 1994 و2006، في المقابل فشلت في تخطي دور المجموعات في ثلاث مرات، ورغم أن بداية سويسرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، كانت متميزة بالفوز على بطل تلك النسخة المنتخب الإسباني بهدف نظيف، إلا أنها لملمت أغراضها باكراً وغادرت بعد المباراة الثالثة مباشرةً.
وبالنسبة لمشوار تأهل المنتخب السويسري إلى المونديال البرازيلي، فقد كان مقلقاً لكنه في النهاية كان جيداً، لأن سويسرا بدأت التصفيات الأوروبية بفوز على سلوفينيا وألبانيا، لتعود وتتعادل مع النرويج، وتحقق فوزاً على أيسلندا، قبل أن تقع في فخ التعادل مجدداً مع قبرص.
وفي حين كانت العين على التأهل المباشر، واجهت سويسرا صعوباتٍ في المراحل الأخيرة حيثُ تعادلت مع أيسلندا في مباراة الإياب (4 – 4)، بعد أن كانت متقدمة (4 – 1)، وبدأت الأعصاب تشتد في هذه المرحلة، إلا أن إصرار سويسرا قادها إلى النهائيات العالمية بفوز على النرويج (2 – 0)، لتعود وتضمن المشاركة العاشرة لها في المونديال بفوز على ألبانيا (2 – 1).
تكتيك المدرب أوتمار هيتسفيلد
يتميز أوتمار هيتسفيلد بأنه دكتور، وليس مدرب كرة قدم، إذ يملك خبرة تدريبية ممتازة، وهذا يظهر جلياً من خلال التكتيك الذي يرسمه كلوحة فنية على البساط الأخضر، وهو الذي جعل سويسرا تظهر بأفضل حال مما كانت عليه، ومن الصعب إيجاد سلبيات في كيفية قيادته للمنتخب السويسري أو تحضيراته للمونديال.
يُحبذ هيتسفيلد اللعب برباعي في الخط الخلفي، وإضافة عددية في وسط المعلب إذا تطلب الأمر ذلك خلال المباريات، وهذا يعني أن خطة المنتخب السويسري ستكون (4-2-3-1) أو (4-3-3)، لكن أفضل خطة لعبت بها سويسرا كانت (4-2-3-1)، خصوصاً في المباراة الودية الأخيرة أمام كرواتيا.
ويعتمد تكتيك هيتسفيلد على اللياقة البدينة العالية والضغط العالي على أرض الملعب، ويحب المدرب أن يبقي الرباعي الخلفي في مراكزهم، الأمر الذي يعطيهم نظرة أوضح في الملعب ويمكنهم من تمرير كرات طويلة للمهاجمين، فيظل اعتمادهم على خط الوسط في بناء الهجمات.
في حين أن سويسرا في الهجوم تنقل الكرة بسرعة كبيرة خصوصاً بوجود إينلير الذي يسلم كرات مدروسة إلى كل من ستوكير وشاكيري، وينقل هيتسفيلد خطته التكتيكية أحياناً من تقدم بطيء مع الاستحواذ على الكرة، إلى الضغط العالي من خلال الهجوم المباغت مع السرعة والعرضيات إلى داخل منطقة جزاء الخصم، أو المراوغات الفردية من بعض اللاعبين الذين يملكون قدرات فنية تخولهم القيام بذلك، في ظل قوة بدينة تمتلكها سويسرا في وسط الملعب.
أبرز نجوم سويسرا
تملك سويسرا مجموعة من اللاعبين المميزين، أمثال الحارس دييجو بيناجليو الذي حقق الدوري الألماني مع فولسبورج في العام 2009، كما وتضم مجموعة من لاعبي الخبرة مثل ترانكيو بارنيتا ويوخان إنلر وفيليب سينديروس.
يُضاف إلى هؤلاء النجوم الجدد الصاعدون مثل شاكيري وفابيان شار وجرانيت كساهاكا وفالنتين ستوكير، الذين سيتركون بصمة مميزة في الملاعب البرازيلية خلال بطولة كأس العالم 2014، وخصوصاً أن ورائهم مدرباً كبيراً يعرف كيف يوظف كل لاعب في مركزه الذي يتألق فيه، ليبرز مواهبه الفنية.
نقاط قوة وضعف سويسرا
يملك المنتخب السويسري دفاعاً قوياً حافظ على نظافة شباكه حوالي 70% من مبارياته في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال البرازيلي، في حين أن أربعة أهداف من أصل الستة التي تلقتها سويسرا، كانت في مباراة واحدة مع أيسلندا عندما تعادلت (4 – 4)، كما ويملك منتخب "لا ناتي"، معدل تهديف لا بأس به من الركلات الحرة.
في المقابل، تكمن نقطة الضعف في عدم المحافظة على التقدم في النتيجة، حتى لو كانت سويسرا متقدمة بنتيجة عريضة، كما حصل مع أيسلندا عندما كن المنتخب السويسري متقدماً (4 – 1)، ليعود ويجد نفسه متعادلاً، وهذا الأمر سيكون مشكلة كبيرة في البرازيلي، في حال لم يتدارك المُحنّك هيتسفيلد هذه المعضلة الخطيرة.
تشكيلة منتخب سويسرا
- حراسة المرمى: دييجو بيناجليو، يان سومير، رومان بويركي.
- المدافعون: يوهان دجورو، ميشيل لانج، ستيفان ليشتستاينير، ريكاردو رودريجيز، فابيان شاهير، فيليب سينديروس، ستيف فون بيرجين، ريتو زيجلير.
- لاعبو خط الوسط: ترانكيو بارنيتا، فالون بيهرامي، بليريم دزيمايلي، جيلسون فرنانديز، يوخان إنلر، شيردان شاكيري، فالنتين ستوكير، جرانيت كساهاكا.
- المهاجمون: يوسيب درميك، ماريو جافرانوفيك، حاريس سيفيروفيك، أدمير محمدي.