ملك المغرب ينتقد نظامه والإعلام يبجل!

06 اغسطس 2014
+ الخط -

اعتمدت القنوات الإعلامية الرسمية في المغرب، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لعيد العرش، وكعادتها، على التصفيق والزغاريد للمشاريع "الكبرى" المنجزة، أو التي في طريق الإنجاز، لكن الخطاب الملكي جاء مناقضاً لكلام هذه القنوات، المفتقر إلى تأكيدات الواقع.

الملك قالها، بصراحة، إن هناك خللاً في توزيع الثروة بين المغاربة. وأقرّ، أيضاً، باستمرار مظاهر الفقر، والهشاشة، والفوارق الاجتماعية في مناطق عديدة في المغرب، على الرغم من أن غالبية المشاريع، التي يشرف الملك على تدشينها، تندرج ضمن العمل الاجتماعي والتنموي.

يفرض الاحتفال بعيد العرش على الإعلام العمومي المغربي فتح نقاشات معمقة ومستفيضة، بشأن مشاريع تحققت، وكان مآلها الفشل، وطرح أسئلة من قبيل لماذا فشلت مشاريع ملكية عديدة في القضاء على مشاهد الفقر والحاجة، في المناطق التي أشار إليها الملك في خطابه؟ وغيرها من الأسئلة، التي تجعل الإعلام الرسمي مواكباً للأنشطة الملكية، ليس فقط بالتطبيل والزغاريد، ولكن، أيضاً، بالتحليل البناء والنقد الهادف إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، وليس بوجود الملك فوق الحساب والمساءلة.

فلا يعقل أن يصرح الملك، بوضوح، بوجود مناطق مغربية تعيش على إيقاع الفقر والحرمان، في حين لا يزال الإعلام الرسمي، وشبه الرسمي، مصريّن على ربط المغرب بـ"الخير والنماء"، ونعته بأجمل بلد في العالم، وغير ذلك من شعارات تفتقر إلى الواقعية والمنطق. ألم يضع خطابُ العرش ملكَ البلاد في وادٍ، وقنواتِ الإعلام المتلفز الرسمية في وادٍ آخر؟

تلهمنا النفحة الاستفهامية، التي ميزت خطاب الملك، طرح السؤال التالي، والذي له صلة وطيدة بسؤال "أين هي الثروة؟" الذي طرحه الملك، وأثار موجة من النقاشات والقراءات، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، أين كانت قنواتنا الوطنية، عندما كانت ثروة المغاربة، وما زالت، تُنهب وتُسرق عوضاً عن أن تُوزع عليهم بالتساوي؟

EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
جمال العبيد (المغرب)
جمال العبيد (المغرب)