تسعة عشر سؤالاً عربياً

18 يونيو 2014
+ الخط -
هل كان من القضاء والقدر، أن تتجاور العمارات والفيلات في وطننا، مع منازل تنعدم فيها أبسط شروط الحياة؟
هل كان قضاءً وقدراً، أن نترك بلادنا الغنية بمواردها، لنموت غرقاً في طريقنا هاربين باحثين عن الكرامة؟
هل من القضاء والقدر، أن تتناوب علينا الحكومات بالوعود الكاذبة؟
هل من قدرنا والمقدر لنا، أن تحافظ الأميّة على معدلها المرعب لعقود من الزمان؟
هل مصيرنا ينحصر في الجلوس أمام شاشات رسمية تضحك علينا، عوض أن تجد للمعرفة أو الضحك طريقاً إلى قلوبنا؟
هل من المكتوب لنا، أن تصبح شهاداتنا الجامعية من دون قيمة علمية، أو معرفية؟
هل كان قضاء وقدراً، أن تفرخ الجامعات جيوشاً من العاطلين عن العمل، عوضاً عن جيوش من الكفاءات القادرة على الاندماج في سوق العمل؟
هل تكون الحياة بأن تكون الديموقراطية، هي الغائب الأكبر في "الانتقال الديموقراطي"؟
هل من الديموقراطية والشفافية، أن نناقش ملابس الملك، وليس السلطات التي بين يديه؟
هل كان قضاءً وقدراً أن يأتي ربيعنا بقوافل دموية؟
هل كان من اللطف الخفي، أن ترمي امرأة رضيعها في القمامة خوفاً من محاكمة شعب مريض؟
هل من المرسوم لحاضرنا أن لا يكون، ولو استثناء واحد، في مشهد نقابي وحزبي، سمته العبث، ثم العبث، ثم العبث؟
هل من النزوع المستقبلي الذكي أن نتباهى بمشروع القطار فائق السرعة، وأطفالنا مازالوا يقطعون الكيلومترات الطوال مشياً على الأقدام، لكي يصلوا إلى مدرسةٍ، لا تحمل من مقومات المدرسة سوى الاسم؟
هل هي لعنة قدرية، بأن يتكالب علينا الجهل والاستبداد؟ 
هل كان قضاء وقدراً أن يستحوذوا على الوطن، بمائه وأرضه وبحره، ويتركوننا نبكي على فقدان الحلم بوطن يتسع لأحلام الجميع؟
هل كان قضاءً وقدراً أن يُغتال مناضلونا، بأبشع الطرق، والكل بريء؟
هل من المحتم القدري علينا، أن يوثق المجرمون الصغار غنائمهم على صفحات التواصل الاجتماعي، متباهين بما غنموا؟
هل من القضاء الإلهي أن نعبد الله بالجهل، وليس بالعلم؟
هل كان قضاءً وقدراً، أن لا نكتب ولا نناقش، إلا بحذر، والخوف شريكنا، تجنباً للوقوع في "الممنوع"؟
 
EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
EE5BF85B-B5BE-45D1-99C0-1F89EAA1C9F3
جمال العبيد (المغرب)
جمال العبيد (المغرب)